إن البشرية لم تعرف ديناً كدين الإسلام في شموله وسعته وتحقيقه لمصالح الخلق ودفع…
منارت
-
-
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: {سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِن الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعينهذه كلمة لفضيلة المشرف العام نشرت سابقا نعيد نشرها هنا لآهمية المناسبةالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،إن نهضة أي أمة، بل إن نجاح أي تجمع بشري في القيام بمهمة ما، لا بد أن يكون مسبوقاً بإطار فكري واحد يجمع بين أطرافه؛ للاتفاق على هذه المهمة أولاً، ثم للعمل على تحقيقها، ولهذا نجد دساتير الدول المعاصرة تنص بوضوح على هذا الإطار الذي تصاغ أهداف المجتمع وتسن القوانين فيه على أساسه، بحيث
ما كان لأمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن يقول مقالته البليغة: (لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله)؛ إلا وقد حقق ذلك عملاً وسلوكاً.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:-فإن إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية وهم أكثر من ثلاثين مليون مسلم يتعرضون لاضطهاد مستمر منذ سنوات طويلة على يد الحكومة الصينية ومن ذلك قهرهم والتنكيل بهم والتمييز الظالم ضدهم ، وسجن العلماء والدعاة والناشطين منهم ، ومنع إظهار الشعائر التعبدية، ومحاولة تصفية المؤسسات والمظاهر الإسلامية، والعمل على تذويب هوية المسلمين، وتغيير التركيبة السكانية ليصبح أهل تركستان الشرقية أقلية في بلادهم .
ومن صنوف التضييق والقهر التي تقوم بها الحكومة الصينية إجبار الفتيات التركستانيات المسلمات على الهجرة إلى الصين بذريعة تشغيلهن كعاملات في المصانع وهناك يواجهن من المآسي ما يعجز اللسان عن وصفه مع منع الزواج قبل سن اثنين وعشرين سنة وحرمان الأزواج من الإنجاب قبل مضي خمس سنوات من الزواج بالإضافة إلى غرامات وعقوبات لمن ينجب أكثر من طفل .ومع ما تزخر به أرض تركستان الشرقية من ثروات كبيرة مثل النفط والثروات المعدنية والأراضي الخصبة فإن إخواننا من شعب تركستان يعيشون في فقر مدقع وعوز شديد .ولقد نقلت لنا وسائل الإعلام وشاهد الناس جميعهم ما جرى مؤخرا من مجزرة قامت بها الحكومة الصينية في حق إخواننا هناك بعدما أبدوا مطالباتهم بمحاكمة من اعتدى عليهم من أبناء القومية الصينية حين قتلوا منهم العشرات دون وجه حق . وهذا وما سبقه ذلك يعد خطباً جليلاً ونازلة عظيمة توجب على المسلمين حكوماتٍ وشعوباً أن يتداعوا لتفريج هذا الكرب وكشف هذا الظلم بكافة الوسائل الشرعية المتاحة، استجابة لأمر الله تعالى القائل عز وجل: {وَإِن اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُم النَّصْر… الآية}، وقوله عز من قائل: {وَالمؤمِنُونَ والمؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ… الآية}، وقوله تعالى: {إِنَّمَا المؤمِنُونَ إِخْوةٌ… الآية}، ولقوله – صلى الله عليه وسلم – فيما صح عنه: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه… الحديث»، وقال – صلى الله عليه وسلم – : «ما مِن امرئٍ مسلمٍ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب في نصرته، وما مِن امرئٍ ينصر مسلماً في موضعٍ ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته».وإن الموقعين على هذا البيان، وانطلاقاً مما أوجبه الله على أهل العلم من تبيين الحق وعدم كتمانه ليودوا إيضاح الحقائق الآتية:-أولاً: أن نصرة إخواننا مسلمي تركستان ودعمهم واجب شرعيٌّ، ، على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، كل بحسبه، بشتى أنواع الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي . ومن ذلك التعريف بقضيتهم وكشف ما يتعرضون له من ظلم وتنكيل، في المحافل العالمية ولدى المنظمات الدولية، وأن تبذل الحكومات الإسلامية قصارى جهدها للضغط على الحكومة الصينية عبر الوسائل الدبلوماسية وغيرها؛ لرفع الظلم والتمييز عنهم ، والعمل على إعطائهم حقوقهم وحفظ كرامتهم، والتوقف عن اضطهادهم وتذويب هويتهم الإسلامية.ثانياً: على المسلمين عامة ومسلمي تركستان الشرقية خاصة أن يفطنوا لخطط الأعداء التي تسعى جاهده إلى تحويل قضية تركستان الشرقية من قضية إسلامية إلى قضية عرقية إثنيه للايغور في مقابل عرقية الهان وفي ذلك مشابهة لقضية فلسطين التي بدأت إسلامية ثم تحولت إلى عربية لينتهي بها الحال قضية فلسطينية .ثالثاً:وإننا إذ نثمن لمنظمة المؤتمر الإسلامي ما قامت به من جهد في هذا الشأن، لنأمل منها أن تبذل المزيد من الجهد للوصول إلى حل عبر توصل المنظمة إلى اتفاقية مع الحكومة الصينية لإعطاء مسلمي تركستان الشرقية جميع حقوقهم وأن تبادر المنظمة إلى فتح مكتب لها في تركستان الشرقية وتحث دول المنظمة على بذل المزيد من الدعم والنصرة لإخواننا هناك . ونناشد بقية المؤسسات والمنظمات والاتحادات والمجالس الإسلامية الحكومية والشعبية؛ أن تبذل قصارى جهدها في نصرة هؤلاء المستضعفين، ومن ذلك تثبيتهم على دينهم، ونشر الدعوة بينهم عبر الوسائل المتاحة كالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي تخاطبهم بلغتهم وكفالات الدعاة وتيسير قبول الطلبة في الجامعات الإسلامية ، وأن تبادر هيئات الإغاثة ببدء عملها الإغاثي والإنساني لمواساتهم وسد حاجتهم في برامج لكفالة الأيتام والطلبة وإنشاء المدارس والمساجد ؛ ولاسيما وأنهم يمرون بظروف معيشية بالغة الصعوبة ، كما نناشد عموم المسلمين ولاسيما الموسرين وأصحاب الدثور؛ أن يخصصوا جزءًا من زكواتهم وصدقاتهم لهؤلاء المسلمين، على أن يتم إيصالها عبر القنوات الإغاثية الإسلامية المأمونة.رابعاً:قد يكون من الخيارات المطروحة في حال عدم كف الحكومة الصينية عن ممارساتها القمعية ضد إخواننا مسلمي تركستان الشرقية، تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الصينية، ولاسيما وأن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الإسلامية لا يستهان به، ولذا فإننا نناشد علماء المسلمين أن يكون إصدار فتوى جماعية بهذا الشأن قيد الدراسة والنظر، وأن يتم تفعيل هذا الخيار في الوقت المناسب بما يحقق مصلحة المسلمين إذا اقتضى الأمر ذلك.خامساً:أن من أعظم أسباب كشف الكروب وتفريج الهموم ودفع البلاء؛ تقوى الله تعالى والتوبة وصدق اللجوء والضراعة إليه سبحانه، ولذا فإننا نوصي إخواننا مسلمي تركستان بتقوى الله تعالى والصبر والمصابرة، وليعلموا أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسراًَ، كما نوصي عموم المسلمين بالإلحاح على الله تعالى بالدعاء لكشف الضر عن المسلمين بعامة، ونوجه نداء إلى إخواننا في تركستان الشرقية بمعالجة أمورهم بالحكمة واللين و البعد كل البعد عن اللجوء إلى العنف وتحاشي استفزاز الحكومة الصينية لقوله تعالى (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) وقوله تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ونوصيهم بالتفقه في الدين .نسأل الله تعالى أن يرفع عنهم الضر والبلاء، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.الموقعون على البيان :
د/ سليمان بن وايل التويجري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى سابقاًد/ ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلمأ.د/ أحمد بن سعد الحمدان أستاذ العقيدة بجامعة أم القرىد/ محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى سابقاًد/ عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقاًد/ أحمد بن عبد الله الزهراني عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية سابقاًد/ محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقاًأ.د/ غالب بن محمد الحامضي رئيس قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى سابقاًد/ ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى سابقاًد/ عبد الله بن عبد الكريم الحنايا أستاذ الفقه بجامعة أم القرىد/ خالد بن عبد الله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرىد/ عبد الله بن علي المزم أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة أم القرىد/وليد بن عثمان الرشودي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين جامعة الملك سعودالشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمةد/ خالد بن عبدالرحمن العجيمي الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاًالشيخ/ صالح بن عبدالله الدرويش القاضي بمحكمة القطيفد.محمد بن موسى الشريف الأستاذ المتعاون بجامعة الملك عبدالعزيزد.محمد السعيدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالكلية الجامعية بجامعة أم القرىد.عبدالحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودانالشيخ/ عبدالجليل كاروري إمام وخطيب جامع الشهيد بالخرطوم – السوداند/وليد الطبطائي عضو مجلس الأمة الكويتيالشيخ عادل المعاودة رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بمجلس النواب البحريني
د محمد بن عبدالله الهبدان المشرف العام على موقع نور الإسلام
د علي القره داغي الأستاذ بكلية الشريعة بقطر ومسئول الأقليات بالأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ الدكتور / حمزة حسين الفعر الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة ام القرى سابقا والمدرس بالمسجد الحرام بمكة
للتوقيع على البيان :
print drupal_get_form('signature'); ?>
كم كان أسفنا وحزننا عميقا , حين نشرت الصحف خبرا مؤسفا هو أن الدراسة بجامعة الملك عبدالله ستكون مختلطة بين الذكور والإناث ، وعجبنا كل العجب من عقول قررت ذلك وهي تقرأ وتسمع الآثار المرة الناتجة عن الاختلاط في الدول الأخرى ، فضلا عن ما في إقراره من مخالفة للشريعة الإسلامية التي هي دستور هذا الوطن .لا نزاع أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، والحديث عن المذهب الأشعري…
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،…