منارت

اعتاد العقل العربي في عموم ما اعتاده، الأخذ بالمفهوم الشائع للعلمانية، دون الوقوف عند مضامين هذه العلمانية الحقيقية، لغة واصطلاحا، ومن دون التدقيق في مغزاها الحقيقي، وفي مرجعيتها التاريخية…

إن ما يُفعل ببغداد الإسلام والعروبة اليوم، إن جلب الأسى، فإنه لا ينبغي أن يجلب الدهشة، سواء أتى من الأمريكان أو من شركائهم الصفويين، فهذا هو ما يفعله كل غاز بفريسته من الحضارات الأخرى…

إن في هذه القومة المباركة لنصرة نبينا _صلى الله عليه وسلم_ ما يثلج الصدر، ويسر الخاطر ويبث الأمل في النفوس ويؤكد أن امة الإسلام أمة مباركة ومرحومة ولازال فيها الخير…

فرحنا لنجاح منظمة حماس في الانتخابات الأخيرة في فلسطين، وليس مهماً أن تتسلم (حماس) السلطة، ولكن المهم أن الشعب الفلسطيني أحسن الاختيار، وعرف من يمثل مصالحه ومطامحه…

يلاحظ بعض العلمانيين أن الدكتور الجابري قد قدم ملاحظة ذكية حينما عدّ الأعرابي صانعا للحضارة العربية، ذلك أن مدار المعرفة العربية على فهم نصوص الشرع, وهي لا تنال إلا باللغة…

يرى الجابري أن النهضة لا يمكن أن تتصور من دون نقد للعقل, النقد الذي يعني مراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته…

لم يعد مقبولا في حقل الثقافة والتاريخ أن تستقدم مفهوما معينا دون أن يكون له إلى التراث الإسلامي انتساب, أو على الأقل أن تجد له نوعا من السند والمشروعية من داخل إسهامات العقل العربي الإسلامي…

ولذا كان لا بد من التيقظ والحزم وعدم الاستسلام لتلك المؤامرة، وهذا يقتضي أن تحصر المقاطعة في الدولة التي أيقظت الفتنة وهي نائمة “لعن الله من أيقظها” مع الاستمرار في المقاطعة وتفعيلها؛ لأنها بدأت تؤتي أكلها بإذن ربها…

أعظم المقاصد وأجل المطالب هو حفظ الدين، بمعنى تجريد العبودية لله _تعالى_ لا شريك له…

من سنة الله فيمن يؤذي رسوله _صلى الله عليه وسلم_، أنه إن لم يجاز في الدنيا بيد المسلمين، فإن الله _سبحانه_ ينتقم منه ويكفيه إياه، والحوادث التي تشير إلى هذا في السيرة النبوية وبعد عهد النبوة كثيرة…