طبيعة الحياة كدر , يصيب الناس فيها الآلام والمصائب والمشكلات والبلايا يوما بعد يوم حتى إنه لا يكاد امرؤ أن تصفو له حياة في غير كدر .
إيمانيات
-
-
إن الحساب في ميزان الله سبحانه غير الحساب في ميزان البشر , فهو الرحيم سبحانه , وهو غفار الذنوب , وهو قابل التوب , وحسابه سبحانه لعباده قائم على الحقائق لا على الظواهر , فأصله القلب والنية ومكنونات النفس .
-
إن له حلاوة تكتنف القلب وتحتويه وتفيض على الجوارح فتقوم سلوكها وتنير سبيلها , ذاك هو الإيمان , وتلكم هي نورانيته التي لا يستشعرها حق الاستشعار إلا من عظم قدر ربه وامتثل لأوامره واستقام على نهج نبيه صلى الله عليه وسلم
يقول صلى الله عليه وسلم : ” ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ” أخرجه مسلم
-
أتحدث ههنا عن لحظات الخلوة بالله سبحانه وبذكره , ولحظات التفكر في جميل صنعه وكثير نعمه وواسع فضله , سبحانه وتعالى , تلك التي أنصح كل قلب طاهر أن يقتنصها من يومه , وأن ينتزعها من بين براثن شغله وانشغاله , ومن بين دقائق الحياة الدائرة المزعجة .
-
مع الاعتراف بأن القرآن الكريم في الأصل هو كتاب هداية للبشرية , وقد اهتم ببيان وحدانية الله تعالى ووجوب عبادته وطاعته , ونبذ عبادة الأوثان والطواغيت التي كانت – وما زالت – منتشرة في الأرض , إلا أنه مع ذلك اشتمل على جميع نواحي الحياة الإنسانية الدينية والدنيوية , ففيه أحكام الحلال والحرام والسلم والحرب , كما أن فيه من قصص الأمم والأ
-
تظلم الدنيا بأسرها، وتغلق الطرقات بسواد مكلوم، وتتناثر قطرات الألم في الزوايا والحنايا والربوع، والصرخة المكتومة تتسرب بين الضلوع، إنه لا ثم رجاء في الأشياء من حولنا..!!
-
كثيرون هم الذين كتبوا حول القرآن الكريم , وكثيرون هم اللذين بينوا مااستطاعوا من جوانب عظمته , وآثار نورانيته التي لا يحدها حديث , ولا يجعها كلام , ولكننا ههنا نركز على جانب واحد فقط من آثار القرآن الكريم , هو جانب أثر الآيات العظيمات الكريمات في راحة البال , وهدوء النفس , وطمأنينة القلب , وسكينة الروح .
-
كثيرا ما نستهين بصغائر الذنوب , وننسى أنها قد تجتمع على الرجل فتهلكه , وقد انتشر بين الناس كثيرا أن الذنب مادام صغيرا فلا خوف ولا حمل لهمه فإنه ولاشك ذاهب وهو مكفر بالطاعة .
ولاشك أن الذنوب نوعان صغير وكبير , يقول ابن القيم رحمه الله : ” الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة وإجماع السلف وبالاعتبار ” “مدارج السالكين”
-
عندما تتغير القلوب , يتغير الكيان بأسره , فتتغير الآمال وتتغير الرؤى , وتتبدل أشكال الناس , بل يتبدل الحلم والهدف .
بين الصواب والخطأ , بين الحسن والسيئ , يزيد العمل الصالح ويقل .. تزيد الابتلاءات أو تقل , تقلبات دائمة , تظهر على الإنسان سريعا في كلامة وأفكاره وحياته وعلاقاته ..
-
لا يخلو مسلم في هذه الدنيا من مطالب يرجو تحصيلها , ومن آمال يتمنى تحقيقها , ومن مصائب يتمنى زوالها و تنحيها , وهو في سبيل نيل ذلك يدعو الله تعالى بالليل والنهار , يرجو رحمته ويخشى عذابه , يستعجل نعمه ويستأخر نقمته , يطلب السعادة والهناءة في هذه الدنيا , ويرجو النجاة والفوز والجنة في الآخرة , فهو على تلك الحال حتى يقضي الله أمرا كان مفع