لم تعد دوافع ملالي قم من وراء تصعيد خطابها الإرهابي الطائفي المقيت ضد البحرين – والدول السنية عموما – تخفى على أحد , فالمشروع الصفوي المدعوم من أمريكا والغرب باتت معالمه واضحة , حيث تحاول الدول الغربية تحقيق أطماعها وأهدافها في المنطقة من البوابة الرافضية هذه المرة , وذلك من خلال استخدام هستريا ملالي قم بأحلام استعادة امبراطوريتهم الفارسية البائدة كرأس حربة ضد ألد أعدائها من أهل السنة .
ويبدو أن ساسة طهران لم تنس بعد الصفعة التي تلقتها في المنامة إبان انطلاق ثورات ما يعرف “الربيع العربي” من قبل قوات “درع الجزيرة” التي تدخلت عام 2011م في الوقت المناسب لقطع الطريق على إيران لاستكمال مشروعها الطائفي الصفوي في البحرين , حيث حاولت أن تهيمن على الدولة من خلال تحريك أزلامها وأتباعها هناك لإثارة الفوضى والقلاقل باسم “الثورة” , في الوقت الذي شاركت فيه إيران النظام النصيري بدمشق في محاولة وأد الثورة السورية وقتل الشعب الثائر على الظلم والاضطهاد لمجرد أن الشعب الثائر هناك من أهل السنة , والنظام الجائر والظالم من الطائفة النصيرية الموالية لطهران !!!
التصعيد الصفوي الأخير ضد البحرين جاء على إثر تنفيذ السلطات البحرينية صباح الأحد حكم الإعدام بحق ثلاثة رجال “شيعة” أدينوا بقتل ضابط شرطة إماراتي وشرطيين بحرينيين في هجوم بعبوة متفجرة عام 2014م , وذلك بعد إتمام كامل الإجراءات القانونية القضائية التي كان آخرها تأييد محكمة التمييز – وهي أعلى محكمة في البحرين – أحكام الإعدام التي صدرت عام 2015م بحق كل من المجرمين الثلاثة .
وعلى الرغم من أن تنفيذ أحكام القضاء على المجرمين أمر لا بد منه لتكريس الأمن والاستقرار في أي دولة في العالم ………إلا أن ساسة إيران باتوا يعترضون على تنفيذ أي حكم قضائي عادل بحق أزلامها في الدول العربية والإسلامية , بل ويتخذون من هذه الأحكام ذريعة لمزيد من التصعيد الذي يصل إلى حد تهديد نظام الدولة بشكل علني , وتحريض أتباعها على حمل السلاح والهجوم على القوات الأمنية والمنشآت الحكومية وإثارة الفوضى في البلاد …..في محاولة لاستغلال تنفيذ هذه الأحكام لتمرير أجندتها التوسعية واستكمال مشروعها الصفوي في المنطقة .
فها هي قناة “العالم” الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة العربية تحرض الشباب الشيعة في البحرين علنا على حمل السلاح ومواجهة القوات الأمنية , ويعلن أحد قياديي ما يعرف بـ”تيار الوفاء الإسلامي” الشيعي في البحرين “مرتضى السندي” ما سمّاه بـ”الكفاح المسلح ضد النظام” : “إن مرحلة الثورة السلمية لم تجلب للشعب البحريني غير الاضطهاد” ، مضيفًا أن “أنصاره سيتواجدون في الميدان وفي العمل المسلح” …
لم تكن إيران وأذنابها في الدول العربية لتجرأ على مثل هذا التصعيد والتهديد الخطير لولا الدعم الكبير الذي يلقاه مشروعها الصفوي من قبل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية , ولولا الضعف والوهن العربي الذي أغرى ساسة طهران بمثل هذا التطاول على سيادة الدول الإسلامية واستقرارها وأمنها !!
التصعيد والهجوم الرسمي الأعنف على تنفيذ حكم الإعدام بحق المجرمين الثلاثة من الرافضة جاء على لسان عميل إيران في العراق نوري المالكي – نائب الرئيس العراقي – الذي حاول قلب الحقائق وتزييف الوقائع من خلال اعتباره المتهمين الذين تم إعدامهم معارضين سلميين !! وأنهم كانوا يطالبون بالديمقراطية بالطرق السلمية !! ……..ومن يدري فربما يكون قتل ضابط في الشرطة واثنين من رجاله في نظر المالكي مجرد معارضة سلمية ومطالبة بالديمقراطية بالوسائل المشروعة !!!!
لم يكتف المالكي المتهم بارتكاب مجازر بحق أهل السنة في العراق , والمسؤول عن تنفيذ أحكام الإعدام بالجملة بحق البرءاء من سنة العراق , والمتهم بملفات فساد وخيانة للبلاد لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها …..بتزييف الحقائق فحسب , بل راح يتهم سلطات البحرين بما يقوم به هو وأمثاله من عملاء إيران من جرائم بحق الشعوب العربية والإسلامية .
وإذا كان هذا هو حال التصعيد الصفوي الخارجي بعد تنفيذ حكم الإعدام العادل بحق المجرمين الثلاثة , فإن التصعيد من قبل بعض الموالين لإيران والمؤتمرين بأمرها في الداخل البحريني هو الأخطر في الحقيقة , فقد وصل الأمر ببعض الأحزاب والقيادات الصفوية بالبحرين إلى حد تهديد النظام والسلطات الشرعية علنا , والدعوة إلى الانتقام من خلال حمل السلاح وإثارة الفوضى والاضطراب في شتى مدن الدولة , في محاولة لإرباك الحكومة تمهيدا للانقلاب عليها إن أمكن .
ويبدو أن أولى هذه الأعمال التخريبية الإرهابية قد بدأت بالفعل , فقد أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أن مبنى بلدية الشمالية في منطقة عالي ، جنوب العاصمة المنامة، تعرض للحرق ليل الأحد الإثنين ، مؤكدة أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث “متعمد” .
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها البحرين لتهديد صفوي مباشر من قبل أتباع وأزلام خامنئي في الداخل والخارج , فمنذ إفشال مخطط الرافضة في الهيمنة على البحرين بعد تدخل درع الجزيرة عام 2011م ……والرافضة يكيدون للمنامة بالليل والنهار , ويحاولون العبث بأمنها عبر عملائها في الداخل ما استطاعوا , ولعل حادثة الهجوم المسلح على سجن “جو” في بداية يناير من هذا العام والذي أسفر عن مقتل شرطي وهروب عشرة سجناء يأتي ضمن هذا السياق , حيث وجهت وزارة الداخلية البحرينية حينها أصابع الاتهام والمسؤولية عن هذا الهجوم إلى إيران .
لا يبدو أن تهديدات إيران لأمن البحرين واستقرارها سيتراجع فضلا عن أن يتوقف , فالمعركة ليست سياسية فحسب كما هو واضح , بل هي في الحقيقة معركة هوية و وجود , وما لم تعي الدول السنية ذلك وتتعامل معه على هذا الأساس , فإن تطاول أزلام الرافضة وأتباع ملالي قم على أهل السنة ودولها سيزداد ويتفاقم .