الحجة التي تذرع بها ملالي قم وخامنئي للبدء بتغيير وجهة حج أتباعهم من مكة إلى كربلاء هي : منع السلطات السعودية حجاج إيران من أداء مناسكهم هذا العام حسب زعمهم , بينما الحقيقة التي بات يعلمها القاصي والداني أن إيران هي من رفضت التوقيع على محضر الحج الذي وقعت عليه جميع دول العالم المعنية بذلك , كما منعت حجاجها من الذهاب إلى حج هذا العام بعد أن رفضت السلطات السعودية شروطهم المخلة بأمن الحج و وأمان ضيوف الرحمن .
ولعله ليس من المبالغة أو التهويل القول : إن إيران قد تكون قد افتعلت هذه الأزمة مع سلطات بلاد الحرمين لتحويل وجهة أتباعها في موسم الحج من مكة المكرمة إلى “كربلاء” , في محاولة منها البدء بتطبيق تعاليم عقيدتهم الباطلة التي تعتبر زيارة مراقدهم هناك أهم وأفضل من الحج إلى بيت الله الحرام .
لقد تضافر سلوك الرافضة مع أقوال كثير من رموزهم على ترجيح احتمال البدء بالتوجه إلى “كربلاء” لأداء ما يسمونه حجهم المزعوم بدلا من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في مكة المكرمة .
فبالإضافة إلى فتوى مرشد رافضة إيران “خامنئي” , هناك حديث خطيب الرافضة الحسيني الشيخ مرتضى الشاهرودي الذي قال : إن زيارة الامام الحسين بن علي يوم عرفة هي من عطاءات الله تبارك وتعالى للامام .. مضيفا في افترائه الكذب على دين الله في مقابلة فيديوية عرضها الموقع الرسمي للعتبة الحسينية في كربلاء : أن الاجتماع في يوم عرفات يشبه يوم القيامة ونظيره في كربلاء بزيارة الامام الحسين .. فالله جعل يوم عرفة تقديسا وتكريما للنبي ابراهيم الخليل لانه ضحى في هذه الارض ونظير هذه التضحية وأعلى منها ألف مرة وأكثر – حسب زعمه – هو ما ضحى به الحسين في هذه الأرض حيث قدم كل ما عنده”.
ولم يعدم الرافضي الحيلة في اختلاق الأحاديث المكذوبة لترويج افترائه المفضوح على دين الله تعالى , حيث زعم أن زيارة الإمام الحسين “بمثابة زيارة الله تبارك وتعالى استنادا للحديث المزعوم : “من زار الإمام الحسين في يوم عرفة كمن زار الله في عرشه” !!!!
ولم يتوقف الكذب والجرأة على دين الله عند حدود ما سبق , فقد زعم الشاهرودي أن من زار الحسين في يوم عرفة كأنما زار الله في عرشه – تعالى الله عما يقول علوا كبيرا – ولهذا فأن ضيوف الله في عرفات ومناسك الحج يتركهم الله – حاشاه سبحانه – ويتوجه الى زوار الحسين , فرحمته وسلامه وتحيته تشمل زوار الحسين في يوم عرفة , ويخاطبهم الله – حسب زعمه الباطل : (استئنفوا العمل) أي افتحوا صفحة جديدة فكل ماعندكم من ذنوب ببركة الحسين غفرتها لكم .. ثم يتوجه بعدها بالنظر الى ضيوفه في عرفات”.
من جهة أخرى بيّن عادل الموسوي مسؤول الزيارات الدينية في كربلاء عقيدة الرافضة في مسألة زيارة مرقد الحسين في كربلاء مقارنة بأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام الحج في مكة المكرمة فقال : “بالنسبة للشيعة فإن زيارة الإمام الحسين في هذا اليوم – يوم عرفة – تعادل 1000 حجة !!!!
بل إن الرافضي المعروف رئيس الوزراء العراقي سابقا “نوري المالكي” كان أكثر طائفية وتطرفا من سابقيه في تصريحه الذي أدلى بها لراديو “سوا” الأمريكي مؤخرًا، حيث قال : إن كربلاء يجب أن تكون قبلة العالم الإسلامي ، لأن فيها الحسين ، وأن زائري الإمام الحسين ليسوا فقط في المناسبات التي نحياها في العاشر من المحرم وفي الأربعين، وإنما في كل جمعة وفي كل يوم ، لأنه قبلة ، والقبلة نتجه إليها في كل يوم خمس مرات ، وكذلك الحسين وهو ابن هذه القبلة التي أوصانا الله أن نتجه إليها …..
والحقيقة أن هذه الأباطيل ليست جديدة على الرافضة أو حديثة , فكتب مراجعهم مليئة بأمثال هذا الهراء والأساطير , ولعل السبب في عدم إظهارها والبوح بها سابقا كان بدافع عقيدة التقية لديهم , ناهيك عن مراعاة الحال والظروف التي تمر بها السياسة الرافضية التي جعلت من العقيدة الصفوية وسيلة لتحقيق الأطماع الصفوية التوسعية في المنطقة .
ويمكن الاستشهاد بكثير من نصوص مراجعهم المزعومة للتأكيد على هذا الأمر , فها هو الكليني يقول في فروع الكافي 1/324 ما نصه : “من أتى قبر الحسين عارفًا بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات.. ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجّة ومائة عمرة.. ومن أتاه يوم عرفة عارفًا بحقّه كتب الله له ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبّلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل” .
وها هو صاحب بحار الأنوار يتجرأ على دين الله الإسلام بالقول : ““لو أنّي حدّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأسًا وما حجّ منكم أحد، ويحك أما علمت أنّ الله اتّخذ كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يتّخذ مكّة حرمًا…..” 33/101
إذن … فعقيدة الرافضة مبنية أصلا على تفضيل زيارة مرقد الحسين بكربلاء على حج بيت الله الحرام , ولعل هذا ما يفسر العبث الرافضي المستمر منذ عقود بمعظم مواسم الحج , وحرصهم الشديد على تسييسه وتدويله …. فالقوم – حسب عقيدتهم الباطلة – لا يأبهون كثيرا بشعيرة الحج ومناسكه وحرماته , بل يمكن القول بأن موسم الحج بالنسبة للرافضة مجرد فرصة للعبث وإثارة الفوضى والفتن وإظهار المملكة السعودية بمظهر العاجز عن إدارة شؤون ركن الإسلام الخامس …. إذ لهم حجهم الخاص وقبلتهم الخاصة هناك في كربلاء وليس في مكة المكرمة أوالمدينة المنورة .
وحين أفشل موسم حج هذا العام الناجح بامتياز خططهم , أخرج الحرس الثوري وملالي قم نار حقدهم على المملكة السعودية والحرمين الشريفين تحديدا , فقد بث التلفزيون الصفوي مؤخرا “فيديو كليب” يدعو إلى احتلال مكة المكرمة وجعلها عاصمة لإيران تحت عنوان “سيف العجم (الفرس) ينتظر إذن الحرب كي تصبح مكة عاصمة إيران .
إن كل ما سبق يشير إلى رجحان تحول حجاج رافضة إيران مستقبلا إلى “كربلاء” بدلا من مكة والمدينة في موسم الحج !!!