شهدت الساحة الإعلامية اللبنانية الأسبوع الماضي حدثاً مميزاً كشف هشاشة المناعة الذاتية لدى حلف المماتعة الصفوي، وأثبت مجدداً ضيق أفق القوم وهياجهم الشديد عندما يقترب الإعلام من مناطق التعتيم المتعمد لديه، فقد نشرت صحفية تدعى : كارول معلوف شريطاً موثقاً بالصوت والصورة لحديثها مع اثنين من مرتزقة حزب اللات وقعا في أسر جبهة النصرة بريف حلب مؤخراً.
وقد أثار اللقاء أفاعي المماتعة جميعاً، لأن محتوى كلام الأسيرين يفضح كل ما سعى حزب إيران الصفوية إلى طمسه وحجبه، بكل ما أوتي من قوة مستعارة من سادته ومحرّكيه في قم وطهران وضريح الرمز الروحي لإيران الخمينية: أبي لؤلؤة المجوسي!
وجميع اللبنانيين يعلمون علم اليقين طبيعة حزب نصر اللات الدموية، وتاريخه الوحشي القائم على الاغتيالات الفردية قبل ولوغه في دماء السوريين من خلال المجازر الجماعية.لكن الحوار ينسف الصورة الزائفة التي يقدمها الحزب العميل عن نفسه، وذلك على لسان اثنين من أعضائه المقاتلين لا من خلال خصومه.
ترهيب نصر اللات للقناة
اختارت الصحفية لبث شريطها فضائية MTV اللبنانية لكي تصل إلى أوسع شريحة من المشاهدين المحليين، لأن القناة اشتهرت بجرأتها في مواجهة تجار الممانعة، حتى عندما كانت مخابرات بشار الأسد تتحكم في كل ذرة هواء بلبنان.
واختارت برنامج" بموضوعية" تحديداً، بسبب شعبيته ومقارباته القوية لمناطق حساسة لدى حزب إيران المتسلط على لبنان بالقوة المتوحشة..لكن اختيارها لم يكن موفقاً إذ تخاذلت القناة وباعت تاريخها لكي ترضي سفاح لبنان فرعون الضاحية الجنوبية!!
تقول معلوف: أخطأت عندما وافقت على بث جزء من الفيديو وخطئي الأكبر كان عندما اخترت برنامج “بموضوعية” لعرض هذا السبق».
وتابعت معلوف «نعم تعرضت لضغوطات من قبل الحزب وضغوطات من وليد عبود-مذيع البرنامج- الذي منعني من الكلام عن الموضوع على الهواء، وقد وصلتني رسالة على هاتفي جاء فيها “إذا ما بتخافي على حالك خافي على أهلك”. ولكن يمكن أن ننظر لما حصل بإيجابية فهذا سيظهر أمام الرأي العام كيف يمارس حزب الله الضغوطات على الإعلام» وختمت معلوف «هذه هي سياسة حزب الله في كمّ الأفواه ولم يبقَ صوت إعلامي حرّ في لبنان حتى الإم تي في، التي كانت صوت الحرية… خضعت!».
ما مارسه حزب الله من ضغوطات على الإعلام ليس بمفاجئ، فهو الحزب الذي يستخدم سلاحه لكتم أصوات خصومه، وقد تكرّست هذه السياسة في السابع من أيار عام 2008م عندما دخل مسلحوه مبنى تلفزيون وجريدة المستقبل وقطعوا البث عن القناة وأرهبوا العاملين فيها ؟
يوتيوب يصنع الفرق
قبل عرض الحلقة تسرّبت معلومات عن ممارسة حزب الله لضغوطات على القناة وعلى الإعلامية كارول معلوف لعدم عرض المقابلات الحصرية. وبعد مفاوضات أجرتها المحطة مع الحزب توصلا إلى عرض 6 دقائق من أصل 80 دقيقة، وقد أظهرت تلك الدقائق مقابلة مع الأسيرين حسن نزيه طه ومحمد مهدي هاني شعيب أكّدا أنّ «جبهة النصرة تعاملهما بإنسانية ولا يتعرضان للتعذيب طالبين من الحزب معاملة أسراه كما تعاملهما النصرة، وشرح طه وشعيب ان سبب انتسابهما لحزب الله يعود إلى الشحن العقائدي الذي يتعرض له الشيعي في لبنان إضافةً الى المردود المادي، وأكدا أنّ الشيعي في لبنان إن لم يكن ينتمي لحزب الله أو حركة أمل يتحول إلى شخص منبوذ ومكروه من بيئته».
أمّا مضمون الحلقة فقد كان مفاجئًا، بدءاً من المقدمة التي ألقاها وليد عبود، فكانت مقدمة تبريرية حملت عبارات تزلّف واسترضاء لحزب الله قبل البدء بعرض المقتطفات، وأبرز ما جاء فيها «كل ما يحكى أو ما سيحكى الليلة ليس لضرب السكين في الجرح أو لضرب هيبة حزب الله وصدقيته وليس من أجل الانتقاص من قضية الأسرى كأسرى إنما لإلقاء الضوء على قضية وخصوصًا أننا نعلم تمامًا أنّ حزب الله لن يترك أسراه وسبقى له أن قام بعمليات تبادل من هذا النوع مع المسلحين التكفيريين..».
وختم عبود مقدّمته بالتنويه بـ"السبق" الذي حققته الإعلامية كارول معلوف، إلاّ أنّه في سياق الحلقة هاجمها أكثر من مرّة ليوجه لها اتهامًا بالانتماء لـ«جبهة النصرة» وللتشكيك مرارًا بصدقية مضمون الفيديو.
وما أشد بلاهة نصر اللات الذي يفضح طغيانه بهذه الفجاجة، فهو يقتل على الكلمة ويهدد القنوات والإعلاميين ليمنعهم من بث ما يكشف أسرار دجله، متعامياً عن أننا نعيش في زمن لم يعد يتيح للطواغيت قتل الكلمة مثلما كان عليه الأمر قبل نصف قرن، يوم تسلط الطاغية العميل حافظ أسد على الشام، ولذلك عمدت كارول معلوف إلى نشر شريطها كاملاً على موقع يوتيوب فحقق أكثر من 203 آلاف مشاهدة خلال خمسة أيام من وقت بثه هناك حتى لحظة إعداد هذه المادة عنه.
التهديد بالقتل
كعادة القوم، ليس لديهم في مواجهة الكلمة الحرة سوى القتل، ولذلك أرسلوا تهديدات عدة إلى كارول معلوف لنقلها كلمة أعضاء من الحزب نطقوا بما لا يلائم هوى نصر اللات!! وعندما نشرت صورة التهديد الذي تلقته، نصحها أحد المتعاطفين معها بإبلاغ النيابة العامة، فسخر منه رافضي يتخفى وراء اسم مستعار سخرية تكشف عن حقيقة مٌرَّة إذ قال له بوقاحة وغطرسة: "النيابة العامة؟ ههههههههه نحنا الدولة"!!
والواقع أن حزب الولي السفيه اختطف لبنان بتخطيط وتمويل من المجوس الجدد في طهران، بالتحالف مع أجهزة عائلة الأسد القمعية، بينما كان أهل السنة نياماً وشبه مخدَّرين يخدعون أنفسهم بالعلمانية والعيش المشترك والوطنية وغير ذلك من شعارات ضالة مضلَّة في وجه عدو وحشي استئصالي، لديه حقد دفين يغلي منذ 15 قرناً:منذ أن أطفأ الله سبحانه نار المجوس القدامى في خلافة ثاني الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله على أيدي الصحابة الكرام التلاميذ النجباء في مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
أخيراً:من المثير للسخرية أن تهديدات حزب الولي السفيه التي فرضت تقليص المسموح ببثه من الشريط، تذرعت بأن هدف الشريط هو تلميع جبهة النصرة، في إشارة إلى اعتراف الأسيرين بحسن معاملتها لهما!! المضحك المبكي أن مدة الحديث عن المعاملة الحسنة هي 6-7 دقائق من 80 دقيقة!!والأنكى أن أحد المقطعين اللذين سمح حزب أبي لؤلؤة المجوسي ببثهما في البرنامج، هو حديث الأسيرين عن حسن معاملة النصرة!! وهذا دليل قاطع على أن ما أثار سعار الحزب من الشريط ليس حديث المعاملة الحسنة!!