يمكننا النظر إلى المسألة من زاوية مهمة وهي الثمرة والنتيجة باعتبارها غاية صغرى (الغاية العظمى رضى الله) وبالمقابل الارتجالية أو المؤسسية باعتبارها وسائل للغاية .. بؤرة التركيز يجب أن تتجه للغايات أعظم من الوسائل .. لذلك يمكننا القول إذا كان الارتجال يحقق نتيجة مميزة، فالقيادة هنا تتطلب الاستمرار على البساطة لأنها تؤدي للثمرة المرجوة .. وإن كانت الغاية تتحقق أفضل بالتخطيط والمؤسسية فالقيادة تتطلب التخطيط
مثال: هناك مجموعة من الدعاة البسطاء يستهدفون أصحاب المخدرات ويحققون نتائج باهرة .. في هذه الحالة لو جاءت مؤسسة أو مستشار لينقلهم إلى المؤسسية والتخطيط ففي الغالب يفسد الروح التي لديهم .. وأفضل خدمة لهؤلاء أن تكون القائد الخادم لهم، الذي يوفر لهم الخدمات التي تسهّل تحقيق أهدافهم، وليس الذي يتدخل ليحول عملهم إلى مؤسسية
مثال آخر: التخطيط الاستراتيجي، هذه الأداة لا تحتاجها المشروعات والمؤسسات الصغيرة، إنما تحتاجها المتوسطه، في حين أن هذه الأداة لا ترتقي لطموحات المؤسسات الكبيرة، لذلك فإن إقحام كل المؤسسات في هذا التكلف هو من التكبيل الإداري وليس من الإلهام القيادي
مثال ثالث: متحدث مؤثر وملهم للجماهير، يتحدث على طبيعته وارتجاليته .. فإذا كان يحقق نتائج باهرة فإننا غالباً ما نفسد تلقائيته لو حاولنا أن ندربه على مهارات متقدمة
مثال رابع: مجموعة تطوع شبابية، متحمسة وتريد أن تخدم الوطن، ثم تأتي مؤسسة لتكبلها بإدارة المشاريع والتخطيط فتصبح عاجزة عن الانطلاق من الأحمال التي أثقلتها
الخلاصة(١): القيادة تتناغم مع النتائج المميزة، فإذا حصلت ففي الغالب الوسيلة لها جيدة سواءً أكانت ارتجالية أم مؤسسية
الخلاصة(٢): كما أن الارتجالية غالباً ما تكون غير مقبولة، فإن الارتماء في أدوات المؤسسية والتخطيط وتكلف طرائقها أشد مقتاً من الارتجال
الخلاصة(٣): الأدوات والمنهجيات الرائعة التي أنتجها علم الإدارة غالبها للمصانع والمؤسسات التجارية، لذلك لا يمكننا أن نُلبس هذا الثوب كما هو للعمل الخيري، ولكننا نجلب منها ما يفيد ونعيد تفصيله، ونقصّ منه أو نضيف من أجل أن يتناسب مع طبيعة العمل الخيري وروحه وبساطته
الخلاصة (٤): هذه الأدوات المميزة يجب أن تبقى في دائرة الوسائل (الجودة، المؤسسية، التميز، المقاييس، التخطيط، المعايير، ….) ونستفيد منها بلا تكلف، أما تحويلها إلى غايات فإنه يفقدنا بوصلة القيادة وننسى أهدافنا الأساسية التي نسعى لها
لا نريد أن نعود للمربع الأول .. لكن التوازن إكسير القيادة