– بداية حتى ننتج نوعية من الأبناء يتحملون المسئولية ، لابد من أن يبتعد المربي عن الأساليب التربوية الخاطئة، وهذه الأساليب تعد سببا رئيسا في هدم شخصية الطفل فيما بعد، وأولى هذه الوسائل "القسوة الزائدة" كالضرب والعنف والتوبيخ والنقد واللوم والمقارنة السلبية، وهذه الأشكال من صور القسوة الزائدة تحطم شخصية الولد "ولد أو بنت" وتجعله سلبيا ، كما أنها تأتي له بالمشكلات النفسية التي ينتج عنها العصبية، والعدوانية، والعنف، وغير ذلك من النتائج الطبيعية لهذه الأشكال كلها، وتختلف صور التنفيس في هذه الأساليب باختلاف النوع، فأحيانا الطفل يخرج العدوان الذي اكتسبه عن طريق التربية السيئة في صورة انفعالات خارجية وهي ما يطلق عليها "acting out "، وهي التنفيس بالتفعيل فهو ينفس عن مكنون نفسه بالتفعيل، فتجده يكسر ما يجده في المنزل ويضرب أي شئ أمامه، يلقي بالأكواب الزجاجية.
لكن البنت فإنها تحتفظ بكل تلك الانفعالات داخلها وهو ما يسمى بـ "acting in" لذا فإنك تجدها عنيدة جدا، تجد تبول لا إرادي، وغير ذلك، وفي النهاية العنف يؤثر على الأولاد وتجعل شخصياتهم في الحقيقة غير سوية أبدا.
وعليه أن يعدل في كل هذه المجالات بين ذاته وبين غيره، فالجسم لنفسي ثم لغيري، لا أستنزف كل طاقاتي لغيري، وأوهم نفسي بالسعادة لأنني هو من يتألم وحده ليلا، وعلى المستوى النفسي كم أستطيع أن أتحمل قدرا من الإحباط والذل والإهانة ومدى تحمل المسؤوليات ومتى لا أستطيع، ومن المعروف أن لنفسك عليك حقا .
ثم على المستوى الاقتصادي من الطبيعي أن لي أعباء شخصية، لبيتي ولأولادي ولزوجتي، كما قال الرسول الكريم "كلكلم راع وكلكلم مسئول عن رعيته"، وكذلك على الآخر أن يقدر ذلك، ولا يطلب ما لا أطيق، فالأب مثلا من المفترض أنه يساعد الابن، فإن لم يساعد فعلى الأقل يترك الابن يساعد نفسه، وفي الوقت الذي نجد فيه الأب لا يساعد ولا يترك الابن يساعد نفسه، في هذه الحالة على الولد – بشكل "مؤكد لذاته" ليس عدواني ولا سلبي- أن يذكر الأب بالأعباء المكلف بها.