كسلفه المجرم شارون، لم يحاكم يوماً كمجرم حرب، بالرغم من العديد من الجرائم التي ارتكبها ضد المدنيين العزل، بكل بشاعة ودموية، لكنه أكثر شهرة منه في خداعه لأعدائه ونبذه للعهود؛ فهو ثعلب الحكومة الصهيونية الآن.
أو باختصار، هو يهودي أصيل، يعاهد فيقول، ويقول فيكذب، ويعادي فيفجر..
إيهود باراك وزير الحرب الصهيوني الذي وعد مؤخراً بفتح المعابر الجمعة، كان على موعد مع المجزرة السبت، والذي تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسمه قوله الثلاثاء إنه "يدرس بإيجابية" عقد هدنة مؤقتة مع حماس؛ فيما تتواصل غاراته الدموية ليفي لأخلاقه بحظها من الإجرام.
يعتبر باراك من أكثر القادة العسكريين حصولاً على الأوسمة والنياشين، ولا يعود ذلك لقدرته على القتال، بل على القتل غيلة، وترأس وحدة الكوماندوز التي أوكل إليها اغتيال القادة الفلسطينيين الشرفاء لاسيما أبو جهاد وأبو إياد من قادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، إضافة إلى بعض القادة الفلسطينيين الآخرين في بيروت.
وللمجرم باراك إسهاماته البارزة في عمليات عسكرية عديدة ضد الفلسطينيين، ويقول عنه موقع الكنيست إنه " ولد في قرية ميشمار هشارون التعاونية الصغيرة (كيبوتسة) في عام 1942. تجند في جيش الدفاع الإسرائيلي عام 1959. بدأ خدمته العسكرية في سلاح المدرعات. وفي حرب الأيام الستة حارب كقائد طاقم استطلاع. في حرب يوم الغفران (1973) قاد كتيبة دبابات في الجبهة الجنوبية في سيناء. وفي أيار عام 1972 قاد عملية لإنقاذ الركاب من طائرة "سافانا" (التي اختطافها رجال "أيلول الأسود" وهبطت في مطار اللد) حيث كان واحدا من المقاتلين العشرة الذين تقدموا نحو الطائرة لابسي السرابيل البيضاء متنكرين كطاقم من الفنيين. وفي يونيو عام 1976 كان من مخططي عملية عنتيبة (والتي تم خلالها إنقاذ ركاب طائرة إير فرانس, التي اختطفها مخربون وأرغموها على الهبوط في مطار عنتيبه في أوغندة). في كانون الثاني عام 1982 حصل باراك على رتبة جنرال وعين رئيسا لقسم في الأركان العامة. وفي حملة سلامة الجليل ،خدم كنائب قائد القوة الفوق فرقية التي عملت نشاطها في البقاع في لبنان. في إبريل عام 1983 تعين رئيسا لقسم المخابرات. وفي يناير تعين قائدا للواء المركز, إذ في مايو عين نائبا لرئيس الأركان العامة وفي عام 1991 رئيسا للأركان العامة."
قتل باراك نحو 400 خلال انتفاضة الأقصى في العام 2000، لكنه في ثلاثة أيام قتل عدداً مماثل في غزة في المجزرة المستمرة في نهاية العام 2008.
لمراوغته وقدرته على إخفاء نواياه وكثرة كذبه، قال عنه الكاتب البريطاني الشهير "باتريك سيل" قال عنه: "باراك يظل يمثل لغزًا سياسيًّا؛ حيث لا نعرف ما إذا كان من الحمائم أو الصقور، فمنذ أن مَارَسَ السلطة فعليًّا حاول الظهور بمظهر الحمائم الراغب في التفاوض، ولكن علينا أن نكتشف باراك، ونفك لغزه، وساعتها سيكون اكتشافنا أليمًا".
ولجرائمه المتعددة اعتبره الفلسطينيون مجرم حرب، ومنها الحادثة الأشهر، وهي عملية الساحل، عندما تفاجأ باراك 1978 التي قتل فيها الفلسطينييون العديد من الصهاينة قبل أن تستشهد المجموعة المهاجمة، أن من يقود الكوماندوز الفلسطيني هي امرأة، البطلة دلال المغربي، والتي استشهدت بعد أن تركت وصية للفلسطينيين لتحرير بلادهم؛ فلم يجد باراك وسيلة للانتقام من الشهيدة بعد ارتقائها إلا جرها من شعرها والتنكيل بجثتها..
واليوم، لا جديد؛ فالمجرم لم يزل يمارس إجرامه، من دون أن يكون لدى كثير من الحقوقيين المسلمين همة لملاحقته في أكثر من محكمة، والتنكيل بنباش الجثث..