قد نتفق على انه يحدث في بعض الأحيان تشويه متعمد لبعض المشاريع الدعوية، و قد يصدم البعض إذا قلت انه حتى هذا المشروع الذي استشهدت به كمثال لم يسلم من التشويه ! فبالرغم من كونه مشروعاً متعلقاً بالصلاة عمود الدين..
وقد أعجبني وصف أحد الباحثين لهذا المشروع (و كما جاء في التقرير) بقوله : " هو مشروع يهدف إلى تيسير العبادات وتقريبها لروح الشباب، كما أن فيه كسرا للطرائق التقليدية في الدعوة "
و الحقيقة أن هذا المشروع يعد مثالا جيداً للمبادرات الدعوية الايجابية، و التي و للأسف بدأنا نفتقدها في الفترات الأخيرة!
إن المتأمل في واقعنا الدعوي اليوم يجد حقيقة ضعفاً و تقهقراً في هذه المبادرات مقارنة بفترات سابقة, و إذا كنا نفهم سبب ذلك على المستوى الخارجي، فإننا لا نفهم سبب ذلك على المستوى المحلي !
خلاصة ما أود التذكير به هنا، أننا بحاجة ماسة لمزيد من المبادرات الدعوية المخلصة، نحتاجها و بشدة على الصعيد الإعلامي، فنحن نعيش واقعاً إعلاميا مريراً لدرجة أصبحنا فيها أسارى لمسلسلات و حكايات و أغنيات, نحتاجها كذلك على الصعيد التربوي، فالشباب اليوم بحاجة ماسة لمحاضن و مشاريع تربوية تبتعد عن التقليدية و الرتابة، و تحلق بهم في سماء التجديد و الإبداع و الحيوية التي فطروا عليها..