إذا استثنينا الولايات المتحدة الأمريكية فإن رحيل الدكتاتور برويز مشرف عن هرم السلطة في باكستان المسلمة لم يجد سوى الترحيب والارتياح، فهو مكروه جداً في الساحة الداخلية بحكم قفزه إلى موقع القيادة عبر انقلاب عسكري، ثم انتهاجه سياسة قمعية متعسفة لسائر القوى الباكستانية ولا سيما التيارات الإسلامية ذات اللون الغالب في البلاد.
كما أثار الجنرال المتسلط مقت مواطنيه أكثر فأكثر تبعاً لدرجة انخراطه في المشروع الأمريكي الهدام والذي يلقى بغضاء رهيبة في البلدان الإسلامية بعامة وفي باكستان بخاصة.فواشنطن المناهضة بشدة لآمال وحقوق المسلمين كافة، باتت أكثر استفزازاً لمسلمي القارة الهندية عقب غزوها الأثيم لأفغانستان وتأييدها الانقلابي لأطماع الهند على حساب باكستان التي ظلت حليفاً وفياً للأمريكان في حقبة الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي، فكان جزاؤها جزاء سنمار-كما تقول العرب-.كما أن النخبة المثقفة قد ساءها تفريط مشرف بثوابت البلاد الوطنية وبمصالحها الاستراتيجية.