ورؤية الهلال مع اتحاد المطالع أو اختلافها، يقصد به، ظهور القمر ورؤيته في أول الشهر في بلد دون بلد, حيث يراه أهل بلد مثلاً, بينما لا يراه أهل بلد آخر, فتختلف مطالع الهلال.
لذا تعرض الفقهاء – رحمهم الله – لأحكام اختلاف المطالع، نظراً إلى تعلق فرضية أو صحة بعض العبادات بها, فضلاً عن كثير من الأحكام المتعلقة بفقه المعاملات وفقه الأسرة وغير ذلك.
فلو شوهد هلال شهر رمضان المبارك في بلدٍ، فهل يلزم أهل البلاد الأخرى الذين لم يروا الهلال أن يصوموا بهذه الرؤية؟.
أولاً: يتحدث البعض عن إطلاق قمر صناعي تكون مهمته تصوير الهلال ومن ثم معرفة إهلاله أو عدمه، وكانت بداية هذا المشروع اقتراحاً مقدماً من مفتي مصر السابق الشيخ/ نصر فريد واصل، عام 1418هـ الموافق 1998م لبناء قمر صناعي إسلامي، يرمي إلى التغلب على مشاكل رصد الهلال من فوق سطح الأرض، التي يتسبب فيها تلوث الجو والسحب وغيرها، فيستطيع رصد مطالع الهلال بدقة، فيحقق توحيد المواقف بين أنصار الرؤية الشرعية وأنصار الحساب الفلكي، وبالتالي توحيد مطالع الشهور العربية تمهيداً لتوحيد مواقف العرب والمسلمين، على اعتبار أن توحيد المطالع دليل على وحدة المسلمين، والعكس صحيح.
والأهم -كما يشير الاقتراح- أنه من هذا الارتفاع يكون القمر مرئياً بوضوح من دائرة محيطة بالنقطة التي تقع تحته مباشرة، ويزيد قطرها على (2000) كلم، مما يتيح له رؤية كل العالم العربي والإسلامي في دوراته المتتالية.
وهذه التقنية لم تدخل حيز التطبيق، مع ما فيها من احتمالية اصطدام هذه الموجات بأجسام أخرى، أو انحراف هذه الموجات عن طريقها بفعل عوامل الجو، خاصةً أنها تسير قريبة من الأفق.
إهلال الهلال،
وهذه المحاور الثلاثة هي:1. تحديد لحظة الاقتران بين الشمس والقمر.
2. تحديد لحظة الغروب للشمس.
3. تحديد لحظة الغروب للقمر.
وبموجب هذه المحاور الثلاثة نحدد: هل هناك إهلال أم لا؟
والذي أراه أيها القارئ الكريم، أنه لكل أهل مطلع رؤية تخصه، ولا مانع من استخدام التلسكوب أو المرصد في تحديد مكان الهلال ووقت غروبه، من دون أن تلزم جميع دول العالم الإسلامي بذلك، بل من رأى الهلال يصوم، ومن لم ير الهلال يتم العدة، والكُلُّ متبعٌ للشرع، وقد نص قرار هيئة كبار العلماء على أنَّ إِنشاء المرصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا ما نع منه شرعاً، والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.