في قسماته تتحدد ملامح التاريخ الفلسطيني بجهاده وثوراته ونضاله.. بهدوئه وأريحيته ووسطيته.
أرأيتم رئيس وزراء قط يخطب الجمعة، ويؤذن للصلاة، ويلعب الكرة مع الأشبال، ويفاوض كبار المسؤولين وخبراء الأمن العربي، ويزعج “إسرائيل”، ويلهب مشاعر الجماهير، ويثور ويهدأ ويتقدم ويتراجع تكتيكياً، ويجلس إلى جوار الرؤساء في المؤتمر العربي وفي الأيام نفسها يجلس على رصيف رفح، ويسكن كما كان طول حياته في مخيم الشاطئ، ويقود حركة تتحدى أجهزة الاستخبارات العالمية وأعتاها على الإطلاق كإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة.
لم يكن كثيرون يتصورون أن هذا الرجل الهادئ الوقور سيتحمل كل هذا التحدي من المتآمرين في الداخل وأجهزة الكيان الصهيوني والاستخبارات الأمريكية والتواطؤ الإقليمي ليظهر هذا الصمود والشموخ الفريد.
هذا الأسبوع؛ فاجأ إسماعيل هنية العالم باستعداده للهدنة مع “إسرائيل” خلال خطبته التي ألقاها في الجامعة الإسلامية بغزة، تلك الجامعة التي تخرج منها متخصصا في الأدب العربي في العام 1987 أي عام انطلاق الانتفاضة الأولى وعين عميداً لها في العام 93 بعد عودته من إبعاد مرج الزهور الشهير، بعدما أرغم “إسرائيل” على أن تتراجع عن عدوانها السافر إلى حد كبير، وهي هدنة لا تناظر بأي حال حالة الاستسلام المقابلة من طرف لا يملك إلا خيار الذل والخنوع.
خرج والدا إسماعيل هنية من مدينة عسقلان لاجئين لكن ابنهما أعادهما إليها صواريخ طالت مؤخراً هذه المدينة التي تبعد عن قطاع غزة بنحو 20 كيلو متراً، وهو الخيار الذي باتت حكومته تتخذه للضغط على الكيان الصهيوني.
تعرضت حكومة هنية وسياسته لانتقادات عنيفة من منتقديه سواء أكانوا من حركة فتح أم بعض السياسيين والكتاب العرب أم من الدول الغربية و”إسرائيل” أم من بعض جماعات العنف، غير أن هنية الذي ولد في العام 1962 والذي اعتقلته “إسرائيل” أربع مرات منهم 3 سنوات مرة واحدة في العام 89 وتعرض للإبعاد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع 400 من رفقاء الجهاد في حركة حماس وتعرض لمحاولتي اغتيال إحداهما عبر قصف من طائرة “إسرائيلية”، والثانية لدى من كانت تدعوهم حركة حماس بالانقلابيين من حركة فتح، لا يبدو أنه سيستسلم للضغوط التي تمارس عليه.
فلهنية شخصية تتمتع بالثبات والهدوء والقدرة على المناورة معاً، وهو خريج مدرسة الشيخ أحمد ياسين حيث لازمه مدة طويلة حتى قبل أن يتولى إدارة مكتبه منذ العام 1997 وحتى استشهاد الشيخ ياسين في العام 2003.
وهو قد جاز بحكومته عدة عقبات كادت تودي بها رغم كل المؤامرات التي مرت بها على مدى 20 شهراً، واستطاع أن يحرز قدراً كبيراً من الاستقلال والحرية لقطاع غزة الذي تحددت فيه سلطته بعد إقالة الرئيس الفلسطيني أبو مازن له، شكلياً في غزة، وعملياً في الضفة الغربية.
وبطبيعة الحال تعتبره “إسرائيل” عدوها الأهم في فلسطين، وهددت أكثر من مرة باغتياله، وكشف النقاب مؤخراً عن خطة دولية عملت على إقصائه وحكومته، لكنه تمكن من تدعيم قوة حركته العسكرية بعد أن أضحى لذراع الحركة العسكري/كتائب عز الدين القسام جيشاً صغيراً صلباً تمكن غير مرة من الصمود في وجه الاحتلال الصهيوني ومنعه لحد الآن من التغلغل إلى العمق الغزاوي، وتمكن كذلك من مكافحة الفساد الذي كانت عليه الحكومة السابقة، وفي منع الفلتان الأمني الذي كان ينسب لتيار الانقلابيين في حركة فتح، واستطاع على الصعيد الإقليمي إقامة علاقة متوازنة مع الجارة الكبرى مصر، بعد أن كاد تفجير السياج الحدودي مع مصر بسبب الحصار الذي فرضته “إسرائيل” على قطاع غزة أن يحدث أزمة كبيرة بين الحركة ومصر.
أرأيتم رئيس وزراء قط يخطب الجمعة، ويؤذن للصلاة، ويلعب الكرة مع الأشبال، ويفاوض كبار المسؤولين وخبراء الأمن العربي، ويزعج “إسرائيل”، ويلهب مشاعر الجماهير، ويثور ويهدأ ويتقدم ويتراجع تكتيكياً، ويجلس إلى جوار الرؤساء في المؤتمر العربي وفي الأيام نفسها يجلس على رصيف رفح، ويسكن كما كان طول حياته في مخيم الشاطئ، ويقود حركة تتحدى أجهزة الاستخبارات العالمية وأعتاها على الإطلاق كإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة.
لم يكن كثيرون يتصورون أن هذا الرجل الهادئ الوقور سيتحمل كل هذا التحدي من المتآمرين في الداخل وأجهزة الكيان الصهيوني والاستخبارات الأمريكية والتواطؤ الإقليمي ليظهر هذا الصمود والشموخ الفريد.
هذا الأسبوع؛ فاجأ إسماعيل هنية العالم باستعداده للهدنة مع “إسرائيل” خلال خطبته التي ألقاها في الجامعة الإسلامية بغزة، تلك الجامعة التي تخرج منها متخصصا في الأدب العربي في العام 1987 أي عام انطلاق الانتفاضة الأولى وعين عميداً لها في العام 93 بعد عودته من إبعاد مرج الزهور الشهير، بعدما أرغم “إسرائيل” على أن تتراجع عن عدوانها السافر إلى حد كبير، وهي هدنة لا تناظر بأي حال حالة الاستسلام المقابلة من طرف لا يملك إلا خيار الذل والخنوع.
خرج والدا إسماعيل هنية من مدينة عسقلان لاجئين لكن ابنهما أعادهما إليها صواريخ طالت مؤخراً هذه المدينة التي تبعد عن قطاع غزة بنحو 20 كيلو متراً، وهو الخيار الذي باتت حكومته تتخذه للضغط على الكيان الصهيوني.
تعرضت حكومة هنية وسياسته لانتقادات عنيفة من منتقديه سواء أكانوا من حركة فتح أم بعض السياسيين والكتاب العرب أم من الدول الغربية و”إسرائيل” أم من بعض جماعات العنف، غير أن هنية الذي ولد في العام 1962 والذي اعتقلته “إسرائيل” أربع مرات منهم 3 سنوات مرة واحدة في العام 89 وتعرض للإبعاد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع 400 من رفقاء الجهاد في حركة حماس وتعرض لمحاولتي اغتيال إحداهما عبر قصف من طائرة “إسرائيلية”، والثانية لدى من كانت تدعوهم حركة حماس بالانقلابيين من حركة فتح، لا يبدو أنه سيستسلم للضغوط التي تمارس عليه.
فلهنية شخصية تتمتع بالثبات والهدوء والقدرة على المناورة معاً، وهو خريج مدرسة الشيخ أحمد ياسين حيث لازمه مدة طويلة حتى قبل أن يتولى إدارة مكتبه منذ العام 1997 وحتى استشهاد الشيخ ياسين في العام 2003.
وهو قد جاز بحكومته عدة عقبات كادت تودي بها رغم كل المؤامرات التي مرت بها على مدى 20 شهراً، واستطاع أن يحرز قدراً كبيراً من الاستقلال والحرية لقطاع غزة الذي تحددت فيه سلطته بعد إقالة الرئيس الفلسطيني أبو مازن له، شكلياً في غزة، وعملياً في الضفة الغربية.
وبطبيعة الحال تعتبره “إسرائيل” عدوها الأهم في فلسطين، وهددت أكثر من مرة باغتياله، وكشف النقاب مؤخراً عن خطة دولية عملت على إقصائه وحكومته، لكنه تمكن من تدعيم قوة حركته العسكرية بعد أن أضحى لذراع الحركة العسكري/كتائب عز الدين القسام جيشاً صغيراً صلباً تمكن غير مرة من الصمود في وجه الاحتلال الصهيوني ومنعه لحد الآن من التغلغل إلى العمق الغزاوي، وتمكن كذلك من مكافحة الفساد الذي كانت عليه الحكومة السابقة، وفي منع الفلتان الأمني الذي كان ينسب لتيار الانقلابيين في حركة فتح، واستطاع على الصعيد الإقليمي إقامة علاقة متوازنة مع الجارة الكبرى مصر، بعد أن كاد تفجير السياج الحدودي مع مصر بسبب الحصار الذي فرضته “إسرائيل” على قطاع غزة أن يحدث أزمة كبيرة بين الحركة ومصر.