ثمة مدرستان سياسيتان إسلاميتان في تركيا، يقود إحداها (الزعيم الإسلامي المخضرم) نجم الدين أربكان (رئيس وزراء تركيا الأسبق)، ويتزعم الأخرى الشاب الطموح رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء الحالي).
تعد مدرسة أربكان حزب (العدالة والتنمية) بزعامة أردوغان مفرطاً في الثوابت القيمية للشعب التركي وموروثه الديني، فيما يعد أردوغان حزب (السعادة) بزعامة أربكان الروحية صاحب فكر تصادمي مع النظام العسكري الحاكم الفعلي للبلاد.
حاورنا الأستاذ عمر فاروق مستشار البروفيسور نجم الدين أربكان (أو عمر كازوك ماز مثلما هو مشهور) حول مواقف السعادة من التغييرات الراديكالية في الداخل والخارج التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية صاحب الشعبية الأوفر في العقود الأخيرة من تاريخ تركيا، بالإضافة إلى جملة من القضايا الساخنة.
وكان هذا الحوار:
حوار: أمير سعيد
–السلام عليكم، ثمة إرادة لدى الحكومات الغربية بالذات أمريكا أن يدخل الإسلاميون إلى البرلمانات بأجسادهم بدون مبادئهم، والإسلاميون يريدون نقيض ذلك بالدخول بالجسد والروح والمبادئ، كيف يتم الموائمة بين هذه وتلك خاصة في الدول العربية؟
نعم، وهذا طبعاً كلام صحيح أن الغربيين وبالذات أمريكا يريدون أن يتعاملوا مع الإسلاميين بشرط أن ينسلخوا من ملابسهم الأصلية كما يقولون في تركيا وقيل إنهم جربوا هذه الطريقة في تركيا ونجحوا إلى حد ما؛ لأن الإخوة الذين كانوا معنا في أيام الرفاه بعضهم أعلن في الملأ أو في المجتمع التركي أنهم انسلخوا من ملابسهم القديمة أو من مبادئهم القديمة وفُتح أمامهم الطريق وهم أتوا إلى السلطة لكن يجب أن يعرف إخواننا في العالم العربي أن هذه الظاهرة ظاهرة مؤقتة، الشعب التركي عندما أدرك أن هناك صفقة أو أن هناك من يترك مبادئه حتى يأتي إلى البرلمان ولا يستطيع أن يفعل شيئاً بدون مبادئ وسوف يتركُ أو يطلق هؤلاء، ولم يكن يبقى لهم تأثير في المجتمع التركي، ولذلك إذا يريدون أن يبقوا في مجتمعاتهم يجب أن يتحركوا بالمبادئ ويبقوا مع مبادئهم الذين يناضلون من أجلها منذ سنوات طويلة لكن هذا لا يعني أن الحركات الموجودة في مجتمعاتنا أو حركات النهضة يجب أن يدرسوا أو يجب أن يرتبوا أو يصححوا بعض القضايا في داخل البيت؛ لأن هناك أيضاً مشاكل يجب أن نقولها صراحة لكن هذا التغيير يجب أن يكون داخلياً ليس بالتأثير الخارجي، لذلك أنا أكثر ما أخاف كأن التجربة التركية ناجحة جداً في التعامل مع أمريكا ويجب أن يُقتدى بها، هذا خطير جداً يجب أن ننتبه إلى هذا كثيراً.
– البعض ينظر إلى التجربة التركية كأنها نموذج ينبغي الاحتذاء به بالنسبة للعالم العربي.
– بالنسبة للتجربة التركية يجب ألا نخلط هنا الأوراق، إن كان هناك فرق كبير بين حركة أو حزب الرفاه وحزب العدالة والتنمية أيام الرفاه، فتح الباب إلى حد كبير كان هناك انفتاح كبير على كل الأطراف، كثير من الناس كانوا يظنون أن أربكان كان يقيد كثيراً وهم أتوا وفتحوا الباب للجميع، لا بالعكس أربكان كان فتح الباب للجميع، وكان هناك انفتاح شديد لكن ليس شرطاً بمنطلق مبدئي لكن الآن عندما أنت تقول: أنا لست أنا لست إذن ماذا أنت؟
– صحيح، ولكن الانتخابات البلدية أظهرت نجاحاً أكبر للعدالة والتنمية.
– لا عفواً، نحن نعرف السياسة التركية بشكل جيد، أما البلديات بشكل عام دائماً أو الشعب التركي بشكل عام يصوت للحكومات الموجودة بشكل عام، لماذا؟ لأن المنطقة تريد أن تستفيد من إمكانيات الحكومة المركزية هذه واحدة، ثانياً: كانت هناك وقت متقاربة جداً بين الانتخابات البلدية والانتخابات العامة لذلك لم تختبر بعد الشعب التركي الحكومة الحالية، والشيء الثاني الإخوة الذين الآن في السلطة كان لهم دور ممتاز جداً أيام الرفاه وهم قدموا خدمات جيدة تحت لافتة الرفاه، هذه نقطة تحت لواء رفاه؛ لأنه كان انطلاق رفاهي، نعم لذلك الشعب ظن بهم أنهم كانوا سيقدمون نفس الخدمة التي قدموها في السابق.
– صحيح، وإن كان من الممكن أن نفرق بين الانتخابات البلدية والانتخابات التشريعية لاعتبار مثلاً إن الانتخابات البلدية هي تتعامل مع أخلاقيات وسلوكيات وهي متوافرة لدى العدالة أيضاً…. كسلوكيات قويمة أعني قلة مثلاً الرشاة والفساد الإداري و…. و… و إلخ.
– انظر، نحن نقول في مقولة تركية: "الحصان يصهل على حسب صاحبه"على حسب راكبه، فأنت تقول عندما تعلم الملأ بأنك غيرت المبادئ علناً وليس كذباً على الشعب، أنت مقتنع فيه؛ لأنك غيرته، المشكلة في تركيا هم يقولون نحن تغيرنا والشعب لا يصدقهم، هذه مشكلة، إذن – لن تجد أو ينتج– نفس النتيجة التي كانت في أيام الرفاه، حتى في مستوى البلديات مع أنه في الظاهر أنه متدين لكن إذا كانت منطلقاتك تغيرت فتكون النتيجة أيضاً بالعكس تماماً.
– هناك سؤال يطرح نفسه: هل الشعب التركي تواق أكثر من غيره من شعوب المنطقة لكاريزما سياسية أكثر منه إلى برنامج انتخابي؟
– هذا كلام صحيح الشعب التركي ينظر إلى القيادة، يبحث عن شخصية براجماتية حتى يقف معها بدون أن يدرس في الحقيقة تفاصيل المشروع، وطبعاً الإعلام التركي يلعب دوراً كبيراً…. كل الإعلام التركي، سواء يمينياً أو يساريا أو شيوعياً أو يمينيه أو يساريه بشكل عام، الإعلام العلماني وقف مع حزب العدالة والتنمية بشكل رهيب، هذا أول مرة إذا كانوا هم إسلاميون، يقف الإعلام العلماني المعادي للإسلاميين…. الثقافة مع توجه إسلامي ولكن هذا معقول في المجتمع التركي،.. ولكن هذا الذي حدث حتى هذا يبني في أذهاننا أسئلة كثيرة.
– كاريزما البروفيسور أربكان عندما زالت الانتخابات أو أصبح طرفاً غير موجود في الانتخابات، اتجه الناس إلى كاريزما أردوغان.. ؟
– لا، هنا تقع مشكلتان، المشكلة الأولى: أن أردوغان حصل على كاريزما كبيرة في بلدية اسطمبول، هذه نقطة أولى، كثير من الناس يظنون هو الذي أنجز كل شيء لكن هو التوجه هو الذي أنجز كل شيء؛ لأنه ورفاقه كانوا من كوادر رفاه، هذه النقطة الأولى، ثانياً: تجربة أجاويد كانت تجربة سيئة جداً؛ لأنه كان عجوزاً وكان لا يستطيع أن يمشي حتى لا يستطيع أن يتكلم، لكنه مرض نظراً لأجاويد، الناس أيضاً قالوا في أنفسهم: إن أربكان أصبح عجوزاً "خلاص".. يجب أن يترك مع أن هناك فرقاً كبيراً بين أجاويد وأربكان.. أربكان مازال مع كبر سنه مازال عقله يعمل أحسن مني كشخصية كاريزماتية وشخصية عبقرية تختلف لكن الناس لم يستطيعوا أن يفرقوا هذا وذاك، وطبعاً من ناحية الناس بدؤوا يقولون: نحن نحتاج إلى شباب يأتون إلى السلطة، وجيل الشباب سيحكم بشكل أحسن، سنرى… المهم هذه لعبة ديمقراطية وسنرى النتيجة.
أنا لا أنزعج بوجود هؤلاء الإخوان كتجربة في السلطة لكن ما يخيفني أن الشاب لا يستطيع أن يميز بين حزب السعادة وحزب العدالة والتنمية كما حدث في الانتخابات الماضية، يعني جريمة هؤلاء سيكتب على حزب السعادة هذا الذي يخيفنا.. ليس أكثر.
– وهل الأمر يسفل إلى درجة الجريمة؟
– نحن نعد فتح حدود إلى العراق للقوات الأمريكية واستهداف شعب العراق هو جريمة بالنسبة لنا. إن البرلمان التركي رفض هذا، لكن بمحاولات شعبية من خارج البرلمان كثير من الناس يظنون أنهم وقفوا وقفة جيدة ضد أمريكا لا يعني في تلك المدة بالضبط… لم يقفوا رجوا من البرلمان أن يصوتوا لقرار مرور الجيش الأمريكي من تركيا؛ لأنهم كانوا يعرفون إذا فشلوا في هذا سوف يكتب عليهم هذا نقطة سوداء، وفي تلك المدة إلى الآن بدأت العلاقات الأمريكية التركية في هذا الحزب بدأت تفسد، لماذا؟ لأن هناك كانت اتفاقية مسبقة لكن هم لم ينجحوا في تصفية هذا القرار بالنسبة لهذه يعد جريمة في حق الشعب التركي والشعوب الأخرى.
– عفواً، ألم تكن النتيجة أنه لم يشارك أو لم يفسح الأتراك المجال للأمريكان بالدخول من الشمال؟؟
– كيف؟
– أعني النتيجة كانت في النهاية عدم السماح
– عدم السماح، لكن هم حاولوا كثيراً للسماح لبرلمان تركي، رئيس البرلمان بالصراحة قاله.
– ألم تكن لعبة نتيجتها في النهاية عدم السماح للأمريكيين بالعبور برغم التظاهر بالرغبة في عبورهم من الحكومة؟؟
– ليست اللعبة، اعتذروا كثيراً فيما بعد اعتذروا.. وفي النهاية هم سمحوا بالجوية، ليس البرية لكن في النهاية هم سمحوا.
– وهل يملكون قرار منع الأمريكان من العبور؟
– إذن لا يأتون إلى السلطة إذا كانوا لا يملكون القرار.
– وإذا كان كتجربة للإسلاميين أنهم يريدون أن يمنعوا شراً لا يريدون أن يطبقوا شرعاً مثلاً. ؟
– هم طبقوا شراً وهذه مشكلة.
– هم طبقوا شراً وحسب؟!!
– نعم هذا هو الذي نحن نختلف معهم، هل تتصور السياسة الداخلية في تركيا، أنا لا أحب أن أشيع وهو كثير، أنا مازلت أحب تركيا، هذه بلدي، لكن لا يقال للشعب أمام الشعب إذا لم نسمح للأمريكان أن يمروا من أراضي التركية غداً لن نستطيع أن نعطي رواتب للموظفين، هذا عيب بالنسبة لرئيس الوزراء.هذا ما سمعنا من شخصية كاريزماتية شابة.. هذه مشكلة.. نحن في عمرنا لم نسمع مثل هذا الكلام، فأربكان مع أنه كان محاصر أكثر منه بكثير وتوجهه معروف يعني صعب التوجه صعب وهو يلعب برقم صعب، مع ذلك هو كان يعطينا أملاً أن تركيا ستفعل وستفعل وفعل في أيامه وفقط يحتاج لمنطلق معين للنجاح.
– ألا يفعل أردوغان إذن خيراً؟
– لا شك أنه يبذل كثيراً ويحاول كثيراً ويتجول كثيراً، لكن منطلقاته ربما لا تسمح له.
– حسنا، هل تعدون أن الإسلام تضرر ـ أقصد الإسلاميين ـ بمجمل الأمر أكثر مما استفاد من التجربة؟
– لا لا، الإسلام لم يتضرر، وجود هؤلاء الإخوة في السلطة باعتبار أنهم كانوا في يوم من الأيام من هذا التوجه، وجود هؤلاء الإخوة في السلطة يجب أن نعترف قلل التوتر الموجود في تركيا من الناحية الداخلية، من هذا التوتر السياسي كان فيه توتر أعني هناك خوف، خوف على رجال الأعمال، كان هناك مخاوف على شعب المتدينين وعلى المؤسسات الإسلامية، كثير من رجال الأعمال الإسلاميين كانوا يتركون تركيا، ويضعون رصيدهم في الخارج، هذا شيء طيب.. حسن العلاقات إلى حد ما.
– أليس تحرك الإسلاميين تحت حكم أردوغان أفضل من حكم أجاويد أو تشيلر أو يلمظ؟
– يعني لا يوجد هناك تحرك، هل منعوا.. هل رفعوا حظر الحجاب؟ لا.. لا يستطيعون مع أنهم عندهم أكثرية في البرلمان، يستطيعوا أن يغيروا حتى الدستور، فالإسلاميون قد لا يستطيعون في يوم من الأيام أن يحصلوا على هذه الأكثرية، ربما لن يحلموا مرة أخرى.
– المشكلة ربما كانت بسبب عزل أربكان أو استقالته من الحكومة في أنه طرق بعض الأبواب أو تجاوز خطوط حمراء، ربما يكون منها مسألة الحجاب، هو لم يتحرك ويترك ؟
– أربكان هو لم يتجاوز الخطوط الحمراء هو فقط، بحث عن مصالح للشعب التركي يعني ماذا فعل أربكان؟ هل أتى بتطبيق الشريعة في تركيا؟ هل طلب من المؤسسة العلمانية أن يلقوا مادة معينة؟ لا أبداً فقط هو فعل خطأ كبيراً.. هو رفع مستوى الاقتصاد التركي إلى حد ما، كان يتصور أن ينجح هو في هذا.
– وتجاوز إلى مرحلة أسلمة الاقتصاد العالمي، وهذه من الخطوط الحمراء الفرضية….. أعني قضية الدول الثماني ؟
– نعم، وهذه المصلحة الشعوب الإسلامية المضطهدة إذا كنا نحن نقبل اضطهاد لا بأس، أربكان أخطأ صحيح، أربكان أخطأ خطأ كبيراً؛ لأنه رفع الوضع الاقتصادي بين المضطهدين.
– لا لا أقصد المواجهة المبكرة مع القوى الاقتصادية العالمية…. ؟
– التدرج صحيح تقصد التدرج. ومع ذلك هو لم يتكلم على الأغنياء ولم يتكلم عن جي إيت هو كل ما قال هو الشعوب المضطهدة مثل المسلمين أولاً يجب أن يتعاونوا فيما بينهم وهذا شيء طبيعي، لكن إذا كان هناك من ينزعج من هذا فلينزعج ماذا أفعل؟!
– ما حدث بحكم أردوغان ونجاحه في الوصول لمنصبه والتشبث به، وما حدث في تركيا أثر على الجماعات الإسلامية السياسية في العالم العربي.
– أنا أدرك ذلك..
– نعم والبعض يؤيد هذا الخط، خط العدالة، وربما المعظم السواد الأعظم بات يؤيد خط أردوغان، هل تجدون وتتابعون ذلك؟ هل تقدمون نصائح في هذا الموضوع؟
– أنا لست في مستوى النصائح، أنا ابن الشيوخ، وأخ لهؤلاء الشباب الموجودين في مصر، وأنا أحبهم كثيراً، لكن أنا كأخ صغير لهم أرى شيئاً هو الشباب يجب ألا ينبهروا بما ليس لهم، لكي لا يرتكبوا أخطاء كثيرة، ليس كل شيء كما يرى من البعيد ربما.. جيد لكن نحن نعاني مما نعاني، هذا أولاً، الشيء الثاني: بالنسبة للتجارب القديمة الموجودة لدى الحركات الموجودة في العالم العربي، يحتاج إلى نوع من الانفتاح، لا يصح أن تتجمد مثلما كان في ألف وتسعمائة والثلاثينات.. والأربعينات.
– هل ترون أن حكومة العدالة والتنمية جادة في الانضمام للاتحاد الأوروبي أم أنها تمارس سياسة الهروب إلى الأمام؟
– لا جادين هم مؤمنون جداً في هذا الموضوع هم مؤمنون تماماً في هذا الأمر.
– ماذا عن القواسم المشتركة بين العدالة والتنمية والسعادة؟
– القواعد كلهم مسلمون، وهم مسلمون لا شك فيه، لكن النقطة الانطلاق والمبادئ مختلفة جداً على الأقل هم انطلقوا من منطلق آخر، لكن القواعد واحدة.
– هل كان يتوقع السعادة، هذه المواقف من إيران في حرب العراق وما بعد الحرب والتحركات المريبة في الجنوب وعدم التصدي للاحتلال، هل كان متوقعاً أو كيف يراها الآن؟
– قبل كل شيء كثير من الإسلاميين أخطؤوا في موضوع العراق أولاً، أكثرهم ما كانوا يعرفون أن هناك على الأقل 50 بالمئة شيعة، هذه نقطة مهمة جداً، يجب أن نراجع ذاكرتنا إذن أكثرهم أو أكثرنا أخطأنا في حق الشعب العراقي هذا أولاً، ثانياً: بالنسبة لنا كأتراك نحن لا نرى في الموضوع أن هناك مشكلة الشيعة مشكلة إيران وما إلى ذلك نحن لا ننظر إلى الماضي بهذا نحن نرى الشيعة أنهم مدرسة معينة في التاريخ الإسلامي ولا بأس أن يكونوا الشيعة جيراننا، سواء في إيران أو العراق لا بأس، وحتماً سيكون هناك انتشار أو تعاون بين مدرستين هذا إن صح التعبير مدرسة النجف ومدرسة قم لا بأس إلى هنا ليست مشكلة، لكن طبعاً نحن تحيرنا كثيراً فالمسلمون في تركيا، الفكر الشيعي المقاوم الذي كان يقول الشيطان الأكبر لأمريكا سكت على التدخل الأمريكي في العراق.
– نعم، إذن حزب السعادة ينظر إلى شيعة العراق نظرة سياسية وليست عقدية ؟
– نحن لا ننظر إلى القضية نظرة عقائدية، نحن لا ننظر وربما..
– لكن هل تؤثر العقيدة على السياسة؟
– نعم لا شك فيه تؤثر لكن نحن لا ننظر إلى الموضوع، نحن نعرف أن هناك فوارق، نحن نعرف هناك مشاكل موروثة من التاريخ، وهناك مازالت الخلافات موجودة.
لكن أنا شخصياً أنا اسمي عمر فاروق يعني، مع ذلك لا أحب أن أثير هذه القضايا.
أنا لا أعرف كل الاختلافات الموجودة، أنا درست طرفين في مدرسة شيعة وسنية، وأنا سني بنفسي، لكن لا أظلم الآخرين حتى إن كانوا غير مسلمين إذن لا يجوز لنا أن نظلمهم.
– لكن على الأقل قضية التقية تعني لدى السياسي أن ليس كل ما يقدمه الشيعي هو ما ينفذه حقيقة…
– نحن لا نتعامل معهم من منطلق الديني على الأقل نتعامل معهم من منطلق السياسي الديمقراطي .
– هناك من يتحدث عن رؤية لحزام طائفي ينساب من باكستان حتى جنوب لبنان مروراً بسوريا والعراق وتركيا أيضاً، ويتحدث عن تركيا كأحد أطراف هذا الحزام الذي يفصل الشمال المسيحي عن الجنوب السني، أو على الأقل يشغل المسلمين عن بعضهم بطوائف منهم أو من غيرهم في هذا الحزام ؟
– أنا لا أنكر هناك مخاوف، لا أنكر أن هناك تهييج؛ لأن الشيعة أول مرة يأتون إلى السلطة بهذه الطريقة في تاريخ إسلامي، سواء في إيران أو في العراق، لكن يجب أن نعطي إليهم فرصة قليلة حتى يدركوا صعوبة الإدارة الدولة.