كنّا دائماً نسمع إبان الحرب الباردة أن الولايات المتّحدة قائدة ما يسمّى بالعالم الحر تسعى إلى نشر الديمقراطيّة والحرّية والانفتاح وتدعو إلى الحداثة والتطوير، فخدع خلق كثير بهذه المسمّيات والمصطلحات ولم يدركوا أبعاد الصراع الذي كان دائراً بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة والاتّحاد السوفيتي، ولكن بعد انتهاء هذه المدة وسيطرة الولايات المتّحدة على النظام العالمي بأكمله لم يعد لهذه المصطلحات مكان تصرف فيه وانكشف القناع المستور للولايات المتّحدة فهذه المصطلحات لم تكن سوى وسائل تلعب بواسطتها على التناقضات وتدخل أكبر قدر من الدول والشعوب في دائرتها، ومازالت الولايات المتّحدة تروّج لهذه المصطلحات على الرغم من فقدانها للمصداقيّة وللنموذج الذي يقتدى به، وعليه فهي ما زالت تبحث عن نموذج بمواصفات معدّلة يكون قاطرة تتّبعها العديد من الدول المحيطة به أو التي تتمتّع بنفس العادات والتقاليد والأعراف، وقد استطاعت الولايات المتّحدة خلال مدة تسيّدها للعالم تغيير العديد من الأنظمة والحكّام بحجّة تحديث وتطوير هذه البلدان “المتخلّفة” بلدان العالم الثالث، فرصدنا طريقة الولايات المتّحدة لتغيير وتطوير وتحديث الدول المتخلّفة والإطاحة بالأنظمة والحكومات فوجدناها تتألّف من عدّة مراحل أساسيّة على الشكل التالي:
المرحلة الأولى:
تقوم الولايات المتّحدة فيها بعدّة خطوات:
أولاّ: تفتّش الولايات المتّحدة على أكثر الدول ضعفاً ومشاغبة لها، بحيث تكون هذه الدولة غير قادرة على أي مواجهة، سواء سياسيّة أو إعلامية أو اجتماعيّة أو عسكريّة أو اقتصاديّة.
ثانياً: تقوم الولايات المتّحدة بضرب حصار برّي وبحري وجوّي عليها لعزلها عن العالم وتتّخذ كافّة التدابير والإجراءات الكفيلة بهذا العزل، وتتضمّن تعاون الدول المجاورة للدولة “الضحيّة” مع أمريكا أو حيادهم على الأقل، وتحاول خلخلة وتقسيم هذا البلد عشائرياً أو طائفياً أو عرقيّاً أو دينياً لتضمن ضعفه وانقسامه على نفسه.
ثالثاً: فرض عقوبات قاسية جدّاً بما فيها مصادرة الأموال الخارجيّة للدولة ومنع دخول المواد الأوّليّة إلى ذلك البلد بما فيها الأدوية والمواد الأساسيّة الضروريّة للحياة ومعاقبة كافّة الشركات التي تخرق الحظر أو تتعامل مع البلد المذكور، ويجب طبعاً أن يترافق كل ذلك مع الشرعيّة الدوليّة وختم الأمم المتّحدة، فإن حصل تضارب في المصالح فلا داعي عندها لأي شرعيّة فأمريكا جاهزة دائماً للتصرّف منفردة دون أخذ رأي أي أحد.
في هذه المرحلة يكون البلد “الضحيّة” قد استنفذ ما تبقّى من قواه نهائياً وازداد ضعفاً بحيث أصبح على شفير الهاوية، وقد ساهمت الولايات المتّحدة بتدمير مجتمعه وحرمانه من المواد الأوليّة الضروريّة وعزله عن العالم وإحداث شرخ كبير بين فئات المجتمع ونقمة كبيرة على السلطة السياسيّة بسبب سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للبلد “الضحيّة” وغرقه في ديون كبيرة، وفي هذه الأثناء تبدأ المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية:
أولا: تبدأ هذه المرحلة باستخدام أسلحة الكذب الشامل ويتم لصق جميع السلبيات والشوائب والنواقص الموجودة في هذا العالم بالنظام السياسي للدولة “الضحيّة” ويتم تضخيم خطورة هذا البلد حتى يعتقد الجميع أن هذا النظام يشكّل أكبر خطر في تاريخ البشريّة على الكرة الأرضيّة بل على الكون بأسره، ويتم استحضار جميع المصطلحات الشريرة والدنيئة مثل ديكتاتوريّة وتسلّط وفساد وعربدة وقتل ووحشيّة وأنانيّة وإرهاب وما إلى ذلك ولصقها بهذه الدولة “الفريسة”.
ثانياً: لا بأس من تدعيم ما تمّ ذكره أعلاه بالتقارير الاستخباراتيّة الموثوقة جدّا، والتي لا تكون سوى عبارة عن بعض الأبحاث المسروقة بما فيها من أخطاء لبعض الطلاب أو المعلومات الموجودة على الانترنت بالإضافة إلى استحضار بعض الصور لأطفال مشرّدين أو لأناس معتقلين أو لأموات مشوّهين مع بعض أفلام الفيديو التي قد تدعم هذه العمليّة النبيلة التي تقوم الولايات المتّحدة بها لتحرير هذا البلد وتحديثه !!!!
ثالثاً: في هذا الوضع يتم استحضار ما يسمّى بالمعارضة الخارجيّة، ويتم دعمها ماليّاً ولوجستيّاً ودعائيّاً وإعلامياً مع الحرص على أن يكون أغلب أعضائها من حملة الجنسيّة الأمريكيّة والمتعاونين جدّا مع أمريكا ويتم تهيئة العديد من المؤتمرات وإقامة العديد من المقابلات معهم وتزويدهم بواجباتهم أو ما يسموّنه ببرامج عملهم المستقلّة!!
في نهاية هذه المرحلة يكون البلد “الضحيّة” قد انهار عملياً بانتظار من ينفخ عليه ليقع ويتحطّم، عندها تبدأ المرحلة الثالثة من استراتيجيّة الولايات المتّحدة، والتي تضمّن البدء بتحديث البلد “المتخلّف” ودفعه إلى حظيرة البلدان المتطوّرة.
المرحلة الثالثة:
أولاً: تحشد الولايات المتّحدة ما استطاعت من أسلحتها وعدّتها ومعدّاتها وجيوشها وأساطيلها، ولكن ذلك قد لا يكفي لمواجهة البلد المذكور، إذ يجب الاستعانة دائماً بالأصدقاء والحلفاء وبما يمتلكونه أيضاً من جيوش وأسلحة وأموال وقواعد ودعم لوجستي وتكتيكي واستراتيجي، ولا تنسى الولايات المتّحدة في هذه الظروف إعطاء فرصة أخيرة للبلد “الضحيّة” للاستسلام ومواجهة العدالة الأمريكية, وعند الرفض يبدأ العمل، فيتم قصف هذا البلد “المسكين” بمئات الآلاف من الصواريخ العابرة للقارات والمختلفة المسافات والقذائف المتنوّعة الأحجام وأسلحة الدمار الشامل والكامل، ويتم إمطاره بكافة أنواع الأسلحة المسموحة والمحرّمة، القديمة والحديثة بواسطة مختلف القطع البرّية والبحريّة والجويّة، ويتم اجتياحه ويجب الحرص على تدمير كل شيء بما فيه الحجر والبشر والشجر، فكلّما تمّ تدمير قدر أكبر من البنى التحتيّة تمّ تحديث هذا البلد فيما بعد بشكل أفضل!! فإذا لم يدمّر شيء لن يعمّر شيء فيما بعد، ويجب قتل أكبر عدد من المدنيين فلا بأس ستقع اللائمة عندها على النظام السياسي للبلد المذكور، وفي هذه الأثناء لا تسألوا عن الشرعيّة الدوليّة أو منظّمات حقوق الإنسان أو الضمير العالمي والإنساني والدّول المتحضّرة والمتطوّرة.
ثانياً: بعد السيطرة على هذا البلد المتداعي يتم إدخال جميع أنواع أجهزة الاستخبارات العالميّة إليه، ويتم تسهيل نهبه وسرقته بما في ذلك ثرواته الأوّليّة والطبيعيّة والثقافيّة والحضاريّة حتى لا يبقى للبلد أي شيء باستثناء الكرامة والشرف، عندها يحرص جنود “التحرير” وعملاؤه على هتك أعراض الناس ونشر الرذيلة والاغتصاب وممارسة البغاء وتسهيل دخول ونشر المخدّرات وبيعها وممارسة الشذوذ مع الناس حتى يفقد الناس ما كان قد بقي لهم من الكرامة والشرف، ويتم تصفية واغتيال العقول والعلماء والمفكّرين حتى يفقد البلد أي مقوّمات للنهوض لوحده من جديد، وبعد مرور مدة زمنيّة معيّنة يتم تسليم من كانوا يسمّون بالمعارضة السلطة وتوفّر لهم كافّة التسهيلات، ويتم إعفاء هذا البلد من ديونه تجاه الدول الفقيرة أو المتوسّطة الدخل، والتي تكون بحاجة إلى أموالها مع بقاء ديونه تجاه الدول الغنيّة والمتطوّرة لابتزازه فيما بعد، ويتم الشروع حينها بعقد الصفقات وإلزام الشركات التي تأتي لتحديث البلد وتطويره، ويشترط أن تكون هذه الشركات أمريكيّة وإلا لن يعمّر البلد وفي حينها يتم امتصاص خيرات وثروات البلد كلّياً.
ثالثاً: في حال معارضة أي طرف لما يجري على الأرض يجب تأديبه بقتله أو اعتقاله أما إذا كان المعارض مدينة على سبيل المثال فيجب قصفها يوميّاً بالأسلحة المحظورة إلى أن تستسلم أو تمحى عن الخارطة ولا بأس حينها، فقد يتم استحداث مدينة جديدة أكثر تطوراً من السابقة !!
وفي هذه المرحلة وللدلالة على مصداقيّة الولايات المتّحدة التي تسعى إلى التطوير والتحديث يتم تعبيد عدّة طرق رئيسة مع انتشال القمامة من أمام بعض الأحياء، مع إهمال لكافّة مقوّمات الحياة في البلد المذكور، ويصوّر ذلك على أنّه تقدّم كبير وتطوّر جميل وتحديث طويل المدى، ولا تنسى الولايات المتّحدة حينها تحديد مدة الانتخابات، كيف لا وهي أتت من أجل نشر الديمقراطيّة، ويجب الالتزام بالانتخابات في الوقت المحدّد حتى وإن لم ينتخب معظم الشعب !!يسبق ذلك عقد عدّة جلسات لمجلس يضم ما يسمّى زوراً وبهتاناً ممثلي كافّة الشرائح في البلد المذكور، والحقيقة تكون أنهم لا يمثّلون إلا أنفسهم أو الاحتلال، وحتّى تكون الانتخابات نزيهة وصحيحة وغير مزوّرة يجب أن يفوز مرشّح الولايات المتّحدة أو المدعوم من قبلها، ويجب أن يكون هناك عدد محدّد من المقاعد للنساء، ويجب أن تحصل كل طائفة أو قبيلة أو عشيرة على عدد محدّد سلفاً من المقاعد، وقد تكون الأسماء محدّدة ومعروفة من قبل الأمريكيين فإن نجح غيرهم فهذا يعد تزويراً.
و في نهاية الخطّة الاستراتيجيّة الأمريكيّة نحصل على بلد جميل ديمقراطي، حديث، قوي ، متطوّ، ويكون قاعدة أمريكيّة للخمسين أو المئة سنة المقبلة، ويكون نموذجاً يجب على الدول المحيطة به الاقتداء بذلك والسير على نهجه!!!!
المرحلة الأولى:
تقوم الولايات المتّحدة فيها بعدّة خطوات:
أولاّ: تفتّش الولايات المتّحدة على أكثر الدول ضعفاً ومشاغبة لها، بحيث تكون هذه الدولة غير قادرة على أي مواجهة، سواء سياسيّة أو إعلامية أو اجتماعيّة أو عسكريّة أو اقتصاديّة.
ثانياً: تقوم الولايات المتّحدة بضرب حصار برّي وبحري وجوّي عليها لعزلها عن العالم وتتّخذ كافّة التدابير والإجراءات الكفيلة بهذا العزل، وتتضمّن تعاون الدول المجاورة للدولة “الضحيّة” مع أمريكا أو حيادهم على الأقل، وتحاول خلخلة وتقسيم هذا البلد عشائرياً أو طائفياً أو عرقيّاً أو دينياً لتضمن ضعفه وانقسامه على نفسه.
ثالثاً: فرض عقوبات قاسية جدّاً بما فيها مصادرة الأموال الخارجيّة للدولة ومنع دخول المواد الأوّليّة إلى ذلك البلد بما فيها الأدوية والمواد الأساسيّة الضروريّة للحياة ومعاقبة كافّة الشركات التي تخرق الحظر أو تتعامل مع البلد المذكور، ويجب طبعاً أن يترافق كل ذلك مع الشرعيّة الدوليّة وختم الأمم المتّحدة، فإن حصل تضارب في المصالح فلا داعي عندها لأي شرعيّة فأمريكا جاهزة دائماً للتصرّف منفردة دون أخذ رأي أي أحد.
في هذه المرحلة يكون البلد “الضحيّة” قد استنفذ ما تبقّى من قواه نهائياً وازداد ضعفاً بحيث أصبح على شفير الهاوية، وقد ساهمت الولايات المتّحدة بتدمير مجتمعه وحرمانه من المواد الأوليّة الضروريّة وعزله عن العالم وإحداث شرخ كبير بين فئات المجتمع ونقمة كبيرة على السلطة السياسيّة بسبب سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للبلد “الضحيّة” وغرقه في ديون كبيرة، وفي هذه الأثناء تبدأ المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية:
أولا: تبدأ هذه المرحلة باستخدام أسلحة الكذب الشامل ويتم لصق جميع السلبيات والشوائب والنواقص الموجودة في هذا العالم بالنظام السياسي للدولة “الضحيّة” ويتم تضخيم خطورة هذا البلد حتى يعتقد الجميع أن هذا النظام يشكّل أكبر خطر في تاريخ البشريّة على الكرة الأرضيّة بل على الكون بأسره، ويتم استحضار جميع المصطلحات الشريرة والدنيئة مثل ديكتاتوريّة وتسلّط وفساد وعربدة وقتل ووحشيّة وأنانيّة وإرهاب وما إلى ذلك ولصقها بهذه الدولة “الفريسة”.
ثانياً: لا بأس من تدعيم ما تمّ ذكره أعلاه بالتقارير الاستخباراتيّة الموثوقة جدّا، والتي لا تكون سوى عبارة عن بعض الأبحاث المسروقة بما فيها من أخطاء لبعض الطلاب أو المعلومات الموجودة على الانترنت بالإضافة إلى استحضار بعض الصور لأطفال مشرّدين أو لأناس معتقلين أو لأموات مشوّهين مع بعض أفلام الفيديو التي قد تدعم هذه العمليّة النبيلة التي تقوم الولايات المتّحدة بها لتحرير هذا البلد وتحديثه !!!!
ثالثاً: في هذا الوضع يتم استحضار ما يسمّى بالمعارضة الخارجيّة، ويتم دعمها ماليّاً ولوجستيّاً ودعائيّاً وإعلامياً مع الحرص على أن يكون أغلب أعضائها من حملة الجنسيّة الأمريكيّة والمتعاونين جدّا مع أمريكا ويتم تهيئة العديد من المؤتمرات وإقامة العديد من المقابلات معهم وتزويدهم بواجباتهم أو ما يسموّنه ببرامج عملهم المستقلّة!!
في نهاية هذه المرحلة يكون البلد “الضحيّة” قد انهار عملياً بانتظار من ينفخ عليه ليقع ويتحطّم، عندها تبدأ المرحلة الثالثة من استراتيجيّة الولايات المتّحدة، والتي تضمّن البدء بتحديث البلد “المتخلّف” ودفعه إلى حظيرة البلدان المتطوّرة.
المرحلة الثالثة:
أولاً: تحشد الولايات المتّحدة ما استطاعت من أسلحتها وعدّتها ومعدّاتها وجيوشها وأساطيلها، ولكن ذلك قد لا يكفي لمواجهة البلد المذكور، إذ يجب الاستعانة دائماً بالأصدقاء والحلفاء وبما يمتلكونه أيضاً من جيوش وأسلحة وأموال وقواعد ودعم لوجستي وتكتيكي واستراتيجي، ولا تنسى الولايات المتّحدة في هذه الظروف إعطاء فرصة أخيرة للبلد “الضحيّة” للاستسلام ومواجهة العدالة الأمريكية, وعند الرفض يبدأ العمل، فيتم قصف هذا البلد “المسكين” بمئات الآلاف من الصواريخ العابرة للقارات والمختلفة المسافات والقذائف المتنوّعة الأحجام وأسلحة الدمار الشامل والكامل، ويتم إمطاره بكافة أنواع الأسلحة المسموحة والمحرّمة، القديمة والحديثة بواسطة مختلف القطع البرّية والبحريّة والجويّة، ويتم اجتياحه ويجب الحرص على تدمير كل شيء بما فيه الحجر والبشر والشجر، فكلّما تمّ تدمير قدر أكبر من البنى التحتيّة تمّ تحديث هذا البلد فيما بعد بشكل أفضل!! فإذا لم يدمّر شيء لن يعمّر شيء فيما بعد، ويجب قتل أكبر عدد من المدنيين فلا بأس ستقع اللائمة عندها على النظام السياسي للبلد المذكور، وفي هذه الأثناء لا تسألوا عن الشرعيّة الدوليّة أو منظّمات حقوق الإنسان أو الضمير العالمي والإنساني والدّول المتحضّرة والمتطوّرة.
ثانياً: بعد السيطرة على هذا البلد المتداعي يتم إدخال جميع أنواع أجهزة الاستخبارات العالميّة إليه، ويتم تسهيل نهبه وسرقته بما في ذلك ثرواته الأوّليّة والطبيعيّة والثقافيّة والحضاريّة حتى لا يبقى للبلد أي شيء باستثناء الكرامة والشرف، عندها يحرص جنود “التحرير” وعملاؤه على هتك أعراض الناس ونشر الرذيلة والاغتصاب وممارسة البغاء وتسهيل دخول ونشر المخدّرات وبيعها وممارسة الشذوذ مع الناس حتى يفقد الناس ما كان قد بقي لهم من الكرامة والشرف، ويتم تصفية واغتيال العقول والعلماء والمفكّرين حتى يفقد البلد أي مقوّمات للنهوض لوحده من جديد، وبعد مرور مدة زمنيّة معيّنة يتم تسليم من كانوا يسمّون بالمعارضة السلطة وتوفّر لهم كافّة التسهيلات، ويتم إعفاء هذا البلد من ديونه تجاه الدول الفقيرة أو المتوسّطة الدخل، والتي تكون بحاجة إلى أموالها مع بقاء ديونه تجاه الدول الغنيّة والمتطوّرة لابتزازه فيما بعد، ويتم الشروع حينها بعقد الصفقات وإلزام الشركات التي تأتي لتحديث البلد وتطويره، ويشترط أن تكون هذه الشركات أمريكيّة وإلا لن يعمّر البلد وفي حينها يتم امتصاص خيرات وثروات البلد كلّياً.
ثالثاً: في حال معارضة أي طرف لما يجري على الأرض يجب تأديبه بقتله أو اعتقاله أما إذا كان المعارض مدينة على سبيل المثال فيجب قصفها يوميّاً بالأسلحة المحظورة إلى أن تستسلم أو تمحى عن الخارطة ولا بأس حينها، فقد يتم استحداث مدينة جديدة أكثر تطوراً من السابقة !!
وفي هذه المرحلة وللدلالة على مصداقيّة الولايات المتّحدة التي تسعى إلى التطوير والتحديث يتم تعبيد عدّة طرق رئيسة مع انتشال القمامة من أمام بعض الأحياء، مع إهمال لكافّة مقوّمات الحياة في البلد المذكور، ويصوّر ذلك على أنّه تقدّم كبير وتطوّر جميل وتحديث طويل المدى، ولا تنسى الولايات المتّحدة حينها تحديد مدة الانتخابات، كيف لا وهي أتت من أجل نشر الديمقراطيّة، ويجب الالتزام بالانتخابات في الوقت المحدّد حتى وإن لم ينتخب معظم الشعب !!يسبق ذلك عقد عدّة جلسات لمجلس يضم ما يسمّى زوراً وبهتاناً ممثلي كافّة الشرائح في البلد المذكور، والحقيقة تكون أنهم لا يمثّلون إلا أنفسهم أو الاحتلال، وحتّى تكون الانتخابات نزيهة وصحيحة وغير مزوّرة يجب أن يفوز مرشّح الولايات المتّحدة أو المدعوم من قبلها، ويجب أن يكون هناك عدد محدّد من المقاعد للنساء، ويجب أن تحصل كل طائفة أو قبيلة أو عشيرة على عدد محدّد سلفاً من المقاعد، وقد تكون الأسماء محدّدة ومعروفة من قبل الأمريكيين فإن نجح غيرهم فهذا يعد تزويراً.
و في نهاية الخطّة الاستراتيجيّة الأمريكيّة نحصل على بلد جميل ديمقراطي، حديث، قوي ، متطوّ، ويكون قاعدة أمريكيّة للخمسين أو المئة سنة المقبلة، ويكون نموذجاً يجب على الدول المحيطة به الاقتداء بذلك والسير على نهجه!!!!