[email protected]
وقع ما كان يخشاه الجمهوريون، وبدأ السباق الانتخابي إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يزداد سخونة ، فبعد أن أرخى منظمو حملة بوش الانتخابية سدولهم ، ومنوا أنفسهم بموسم هادئ ، تفاجؤوا بالاكتساح الأخير الذي حققه السيناتور جون كيري القادم من ولاية ماساتشوسيتس ، وكان الجمهوريون يأملون في استمرار التنافس الحاد بين عشرة مرشحين ديمقراطيين لمدة طويلة ينشغلون فيها بالهجوم المتبادل فيما بينهم عن التفرغ لنقد سياسة البيت الأبيض ، ولكن تتابعت المفاجآت فقد خرج من المنافسة في وقت مبكر السيناتور السابق من ولاية فلوريدا فيل غرام ، ثم خرجت عضوة مجلس الشيوخ كارول موسلي براون ، ثم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب ريتشارد غيبهارت ، وأخيراً ويسلي كلارك الذي سلم بهزيمته ، ويتوقع أن يخرج قريباً كلا من دنيس كوسينتش وآل شاربتون ، وقد يتبعهما هاورد دين، وجون إدواردز، وجوزيف ليبرمان في حال تلقوا هزيمة أخرى أمام كيري ، ولا يدفعهم للبقاء حتى الآن إلا أهداف أخرى لا علاقة لها بالفوز .. فماذا يعني كل ذلك للجمهوريين ؟
أولاً_ حسم السباق مبكراً لصالح كيري يعني أنه سيكون أمامه وقت كاف لملاحقة أداء بوش ، بخلاف ما إذا أنهى عملية انتخابه داخل حزبه منهكاً بفعل التنافس الشديد وبعد أربعة أشهر من الآن ، وأيضاً فإن الأمريكيين شعب مولع بالمفاجآت ، ولم يكن أحد يتوقع أن يصعد كيري من أسفل القائمة ليقفز على رأسها ، ليس في ولاية واحدة، بل في معظم الولايات التي جرت فيها الانتخابات حتى الآن، وبخلاف توقعات الخبراء والمختصين ، ليصبح الحصان الأسود للسباق ، وهو نموذج يغرم به الأميركيون ويندفعون لتأييده ، فقط يكفي كيري أن يكون حصاناً أسود في المراحل الأولى ، ثم يتولى الشعب العاشق للإثارة باقي المهمة ، وكما يقال في المثل العربي ” الزحام يجلب الزحام ” ، وبالتالي فإن فرص بوش المنهك بتأثير الاقتصاد المتدهور ، والحرب العراقية لن تكون ذهبية أمام الحصان الأسود ، خاصة مع استحضار السيناريو المريب الذي فاز به بوش على منافسه آل جور في انتخابات 2000 م ، وقد بدأ منظمو حملة بوش يترنحون أمام حرب الاستطلاعات التي بدأت تعطي كيري معدلات أعلى من بوش ..
وحسب خيارات الجمهوريين فقد كانوا يتمنون لو يحظون بمنافس على شاكلة هاورد دين الذي تتناثر منه الأخطاء والعثرات، وله تاريخ غامض يغري بالتنقيب، ولكن مع كيري يبدو الوضع مختلفاً ، وهذا يعني أن المدة القادمة في حال استمرار تقدم كيري ستشهد مزيداً من الانكفاء الداخلي للإدارة الأميركية ، وستتراجع وتيرة الحرب على الإرهاب ، وسيتحول الملف العراقي إلى مرآة تعكس حجم التردد الجمهوري على طريقة : انتخابات .. عاجلة .. آجلة .. عاجلة .. إلخ ، وسيبدأ أعضاء الإدارة الذين لن يشاركوا في مدة مقبلة في الترهل وكشف الأسرار وإطلاق التصريحات دون حذر كاف، كما فعل كولن باول بصدد أسلحة العراق ..
وشرق أوسطياً يعني كل ذلك حالة استرخاء سياسي بدأت ملامحها بالفعل ، فقد أُجلت الملفات الساخنة برمتها ، وخفتت الضغوط الأمريكية على الحكومات العربية التي باتت تراجع حساباتها، لكن دون أن تبدو رغبة في فعل مشترك ، وتكشف هذه البانوراما السياسية مدى التناقض والرؤية الفردية التي يعاني منها نظام القذافي في ليبيا ، حيث اختار أكثر لحظات جورج بوش وتوني بلير ضعفا وعجزا عن ممارسة ضغوط حقيقية على بلده لكي يقدم لهم أكثر التنازلات إيلاماً ، ولله في خلقه شؤون ..!
– ينشر بالتزامن مع ( المحايد )
وقع ما كان يخشاه الجمهوريون، وبدأ السباق الانتخابي إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يزداد سخونة ، فبعد أن أرخى منظمو حملة بوش الانتخابية سدولهم ، ومنوا أنفسهم بموسم هادئ ، تفاجؤوا بالاكتساح الأخير الذي حققه السيناتور جون كيري القادم من ولاية ماساتشوسيتس ، وكان الجمهوريون يأملون في استمرار التنافس الحاد بين عشرة مرشحين ديمقراطيين لمدة طويلة ينشغلون فيها بالهجوم المتبادل فيما بينهم عن التفرغ لنقد سياسة البيت الأبيض ، ولكن تتابعت المفاجآت فقد خرج من المنافسة في وقت مبكر السيناتور السابق من ولاية فلوريدا فيل غرام ، ثم خرجت عضوة مجلس الشيوخ كارول موسلي براون ، ثم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب ريتشارد غيبهارت ، وأخيراً ويسلي كلارك الذي سلم بهزيمته ، ويتوقع أن يخرج قريباً كلا من دنيس كوسينتش وآل شاربتون ، وقد يتبعهما هاورد دين، وجون إدواردز، وجوزيف ليبرمان في حال تلقوا هزيمة أخرى أمام كيري ، ولا يدفعهم للبقاء حتى الآن إلا أهداف أخرى لا علاقة لها بالفوز .. فماذا يعني كل ذلك للجمهوريين ؟
أولاً_ حسم السباق مبكراً لصالح كيري يعني أنه سيكون أمامه وقت كاف لملاحقة أداء بوش ، بخلاف ما إذا أنهى عملية انتخابه داخل حزبه منهكاً بفعل التنافس الشديد وبعد أربعة أشهر من الآن ، وأيضاً فإن الأمريكيين شعب مولع بالمفاجآت ، ولم يكن أحد يتوقع أن يصعد كيري من أسفل القائمة ليقفز على رأسها ، ليس في ولاية واحدة، بل في معظم الولايات التي جرت فيها الانتخابات حتى الآن، وبخلاف توقعات الخبراء والمختصين ، ليصبح الحصان الأسود للسباق ، وهو نموذج يغرم به الأميركيون ويندفعون لتأييده ، فقط يكفي كيري أن يكون حصاناً أسود في المراحل الأولى ، ثم يتولى الشعب العاشق للإثارة باقي المهمة ، وكما يقال في المثل العربي ” الزحام يجلب الزحام ” ، وبالتالي فإن فرص بوش المنهك بتأثير الاقتصاد المتدهور ، والحرب العراقية لن تكون ذهبية أمام الحصان الأسود ، خاصة مع استحضار السيناريو المريب الذي فاز به بوش على منافسه آل جور في انتخابات 2000 م ، وقد بدأ منظمو حملة بوش يترنحون أمام حرب الاستطلاعات التي بدأت تعطي كيري معدلات أعلى من بوش ..
وحسب خيارات الجمهوريين فقد كانوا يتمنون لو يحظون بمنافس على شاكلة هاورد دين الذي تتناثر منه الأخطاء والعثرات، وله تاريخ غامض يغري بالتنقيب، ولكن مع كيري يبدو الوضع مختلفاً ، وهذا يعني أن المدة القادمة في حال استمرار تقدم كيري ستشهد مزيداً من الانكفاء الداخلي للإدارة الأميركية ، وستتراجع وتيرة الحرب على الإرهاب ، وسيتحول الملف العراقي إلى مرآة تعكس حجم التردد الجمهوري على طريقة : انتخابات .. عاجلة .. آجلة .. عاجلة .. إلخ ، وسيبدأ أعضاء الإدارة الذين لن يشاركوا في مدة مقبلة في الترهل وكشف الأسرار وإطلاق التصريحات دون حذر كاف، كما فعل كولن باول بصدد أسلحة العراق ..
وشرق أوسطياً يعني كل ذلك حالة استرخاء سياسي بدأت ملامحها بالفعل ، فقد أُجلت الملفات الساخنة برمتها ، وخفتت الضغوط الأمريكية على الحكومات العربية التي باتت تراجع حساباتها، لكن دون أن تبدو رغبة في فعل مشترك ، وتكشف هذه البانوراما السياسية مدى التناقض والرؤية الفردية التي يعاني منها نظام القذافي في ليبيا ، حيث اختار أكثر لحظات جورج بوش وتوني بلير ضعفا وعجزا عن ممارسة ضغوط حقيقية على بلده لكي يقدم لهم أكثر التنازلات إيلاماً ، ولله في خلقه شؤون ..!
– ينشر بالتزامن مع ( المحايد )