[email protected]
لست بحاجة في بداية مقالي أن أعرف القراء بهاري بوتر تلك الشخصية – التي اخترعها الإعلام الغربي وكتبتها الكاتبة الانجليزية(ج. ك. رولنغ ) – والتي صارت في كل مكان الآن سواء ككتاب بيع منه مليون نسخه وزيادة , أو كفيلم سينمائي ربح ملايين الدولارات , أو كألعاب للأطفال بيع منها آلاف مؤلفة من النسخ , أو كصور ومجسمات وغيرها تصور صورة ذلك الفتى هاري بوتر وشخصيات القصة التي أصبحت الأشهر عالميا , ومن ثم تناقلتها قنواتنا الإعلامية وتاجر فيها تجارنا المسلمون ووجدناها في مدارسنا ونوادينا وبيوتنا بلا استئذان !!
أستطيع بكل وضوح أن أعتبر قصة هاري بوتر دليلا على إفلاس المناهج التربوية الغربية وركونها إلى الجانب الفارغ من الترفيه الرخيص , كما أستطيع بكل وضوح أيضا أن أعلن أن الفراغ النفسي والروحي عند أطفال العالم يكاد يصرخ من التهميش والعبثية ..
قصة بوتر قائمة على شىء حرمه الله في ديننا الحنيف ولعن فاعله ذلك الشىء القبيح هو السحر , والمبدأ القرآني عندنا يقول ” ولا يفلح الساحر حيث أتى ” , وهو ما نربي عليه أبناءنا منذ نعومة أظفارهم إذ إن السحر كله شر ولا ينبني إلا على الشر والقبح ولا يصير الساحر ساحرا إلا إذا عصى ربه .
السحر أيضا مبني على الكذب إذ إن أصل قيامه على التخيلات المصطنعة والكذب المختلق والأوهام والخيالات , و السحر مرتع خصب للشياطين , يسعون به في الأرض فسادا ويفرقون به بين المرء وزوجه ويضرون به ولا ينفعون أبدا , ” وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ..الآيات “
هذا كله وأضعافه نستطيع أن نقوله عن هذا الشىء الخبيث المسمى بالسحر ولكن المقام لا يتسع لذلك …
قصة بوتر إذن معتمدة بالأصالة على السحر , فهي ترفع مقامه , وتقدم لنا بطلا هماما عمله هو السحر , وتقدمه لأبنائنا على أنه من دعاة الخير وأنه عن طريق السحر قد حارب الشر ..
وأحاول هنا بإيجاز أن أقف مع القارىء على بعض الخروق التربوية التي تؤدي إليها مثل تلك القصة وما يتبعها :
أولا : القصة تقدم نموذجا للقدوة عند أبنائنا , هو الساحر الشهير هاري بوتر , وهي هنا تهدم هذا الجدار الذي يبنيه النموذج الإسلامي بين أبناء الإسلام وبين السحر والسحرة , ولطالما لجأ الغرب إلى اختراع الشخصيات الأسطورية لإلهاء الأطفال ولملء الفراغ العميق بداخلهم , فاخترعوا لهم ( سوبر مان ) و ( بات مان ) و( هرقل ) وغيرهم من شخصيات يقدمونها للأبناء على أنها تستطيع أن تغير العالم وتهدم الجبال ! وهذا ولاشك في ذاته دليل على عجزهم عن تقديم نموذج واقعي جاد جدير بجذب الأبناء وتعلقهم به والإقبال عليه .
ثانيا : تقدم القصة السحر كمخلص من العقبات التي لا يمكن حلها والأزمات التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها وفي لحظة واحدة وبكلمة سحرية يستطيع الساحر أن يحل الأزمة ويتخطى العقبة , وهو ولاشك يولد لدى الأبناء خللا عقائديا كبيرا , إذ إنه يدعوهم نحو ما يدعو إليه دافعا إياهم إلى نسيان من ينبغي أن يلجؤا إليه في العقبات والأزمات , ونحن ليل نهار نعلم أبناءنا ” وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فهو على كل شىء قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ” , وهو المنصوص عليه في جميع الديانات الصحيحة وعلى لسان جميع الأنبياء من لعن السحرة والمشتغلين بالسحر , ولكن القصة تجعل أبناءنا يشتاقون للسحر ويحبونه ويتمنى كل واحد منهم أن لو صار ساحرا !
ثالثا : الحياة الغربية هي حياة مركزها الإنسان ومحورها منفعته ومكاسبه , والإسلام يعلمنا أن يكون مركز تفكيرنا في مرضات الله سبحانه , فطاعة الله هي مركز حياتنا , ورضاه عز وجل هو محور سعينا , وهذا ما ينبغي أن نعلمه أبناءنا من قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ” , وفي تلك القصة الساقطة هم يقدمون الشخصية التي تفعل كل المعجزات اعتمادا على قدراتها السحرية وسعيا وراء مصلحة الأفراد , ولا يغتر أحد أنهم يقدمونه محاربا للشر , فالخير لا يأتي عن طريق الشر أبدا , وما جعل دواء فيما حرم !
رابعا : اعتمدت القصة على التخويف والفزع من تخيلات شيطانية لا تطرأ إلا في عالم الجن والشياطين ومساكنهم في مجاري المياة والمراحيض وأماكن النجس ( هكذا أوردت القصة ), والمزاج السليم يرفض ذلك ويبعد بالأبناء عن تلك المجالات المفزعة والقابضة لنفوس الأبناء والمجرئة لهم – في بعض الأحيان – على عالم الشيطان , حتى يستسيغوا الحياة في ذلك العالم , فلا يجد حينئذ عباد الشيطان صعوبة في دعوتهم إلى السوء !
خامسا : قدمت القصة الساحر الأكبر على أنه بإمكانه أن يحي ويميت فهو يميت الطائر كذا والحيوان كذا ثم يحييه في صورة أفضل وشكل أحسن , كما تقدمه على أنه يشفي المرضى ويعالج الجروح في لحظة واحدة وبكلمة سحرية واحدة , وهو خلل أي خلل في التكوين النفسي والفكري لدى أبنائنا الذين يجب أن نعلمهم دوما معنى قوله تعالى ” الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ثم يحيين . والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ” .
سادسا : لا يهم الغرب أن يتربى الإبن وقلبه مملوء بمحبة الله سبحانه والرغبة في عبادته, فهو يهتم بترفيهه وتقديم ما يبهره , ولذلك دوما نجد أبناءهم يشبون على المادية الجامدة وعلى النفعية البالغة وعلى التقليل من شأن الروح وإعلاء المادة عليها وعلى البعد الكبيرعن شئون القلب و حقائق الكون , فقليل منهم من ييمم وجهه نحو البحث عن الإيمان ولكنه يتربى على أن الإيمان هو شىء زائد يتمثله ليشعره بالراحة النفسية في بعض المواقف , وهذا يتنافى تماما مع ما يأمرنا الإسلام بتربية أبناءنا عليه حيث أوصانا أن نربي أبناءنا على حراسة القلب بالإيمان وتعليقه بربه وانظر إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام الصغير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يقول له : ” ياغلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله …” أين الثرى من الثريا وأين الظلمات من النور ؟!!
لست بحاجة في بداية مقالي أن أعرف القراء بهاري بوتر تلك الشخصية – التي اخترعها الإعلام الغربي وكتبتها الكاتبة الانجليزية(ج. ك. رولنغ ) – والتي صارت في كل مكان الآن سواء ككتاب بيع منه مليون نسخه وزيادة , أو كفيلم سينمائي ربح ملايين الدولارات , أو كألعاب للأطفال بيع منها آلاف مؤلفة من النسخ , أو كصور ومجسمات وغيرها تصور صورة ذلك الفتى هاري بوتر وشخصيات القصة التي أصبحت الأشهر عالميا , ومن ثم تناقلتها قنواتنا الإعلامية وتاجر فيها تجارنا المسلمون ووجدناها في مدارسنا ونوادينا وبيوتنا بلا استئذان !!
أستطيع بكل وضوح أن أعتبر قصة هاري بوتر دليلا على إفلاس المناهج التربوية الغربية وركونها إلى الجانب الفارغ من الترفيه الرخيص , كما أستطيع بكل وضوح أيضا أن أعلن أن الفراغ النفسي والروحي عند أطفال العالم يكاد يصرخ من التهميش والعبثية ..
قصة بوتر قائمة على شىء حرمه الله في ديننا الحنيف ولعن فاعله ذلك الشىء القبيح هو السحر , والمبدأ القرآني عندنا يقول ” ولا يفلح الساحر حيث أتى ” , وهو ما نربي عليه أبناءنا منذ نعومة أظفارهم إذ إن السحر كله شر ولا ينبني إلا على الشر والقبح ولا يصير الساحر ساحرا إلا إذا عصى ربه .
السحر أيضا مبني على الكذب إذ إن أصل قيامه على التخيلات المصطنعة والكذب المختلق والأوهام والخيالات , و السحر مرتع خصب للشياطين , يسعون به في الأرض فسادا ويفرقون به بين المرء وزوجه ويضرون به ولا ينفعون أبدا , ” وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ..الآيات “
هذا كله وأضعافه نستطيع أن نقوله عن هذا الشىء الخبيث المسمى بالسحر ولكن المقام لا يتسع لذلك …
قصة بوتر إذن معتمدة بالأصالة على السحر , فهي ترفع مقامه , وتقدم لنا بطلا هماما عمله هو السحر , وتقدمه لأبنائنا على أنه من دعاة الخير وأنه عن طريق السحر قد حارب الشر ..
وأحاول هنا بإيجاز أن أقف مع القارىء على بعض الخروق التربوية التي تؤدي إليها مثل تلك القصة وما يتبعها :
أولا : القصة تقدم نموذجا للقدوة عند أبنائنا , هو الساحر الشهير هاري بوتر , وهي هنا تهدم هذا الجدار الذي يبنيه النموذج الإسلامي بين أبناء الإسلام وبين السحر والسحرة , ولطالما لجأ الغرب إلى اختراع الشخصيات الأسطورية لإلهاء الأطفال ولملء الفراغ العميق بداخلهم , فاخترعوا لهم ( سوبر مان ) و ( بات مان ) و( هرقل ) وغيرهم من شخصيات يقدمونها للأبناء على أنها تستطيع أن تغير العالم وتهدم الجبال ! وهذا ولاشك في ذاته دليل على عجزهم عن تقديم نموذج واقعي جاد جدير بجذب الأبناء وتعلقهم به والإقبال عليه .
ثانيا : تقدم القصة السحر كمخلص من العقبات التي لا يمكن حلها والأزمات التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها وفي لحظة واحدة وبكلمة سحرية يستطيع الساحر أن يحل الأزمة ويتخطى العقبة , وهو ولاشك يولد لدى الأبناء خللا عقائديا كبيرا , إذ إنه يدعوهم نحو ما يدعو إليه دافعا إياهم إلى نسيان من ينبغي أن يلجؤا إليه في العقبات والأزمات , ونحن ليل نهار نعلم أبناءنا ” وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فهو على كل شىء قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ” , وهو المنصوص عليه في جميع الديانات الصحيحة وعلى لسان جميع الأنبياء من لعن السحرة والمشتغلين بالسحر , ولكن القصة تجعل أبناءنا يشتاقون للسحر ويحبونه ويتمنى كل واحد منهم أن لو صار ساحرا !
ثالثا : الحياة الغربية هي حياة مركزها الإنسان ومحورها منفعته ومكاسبه , والإسلام يعلمنا أن يكون مركز تفكيرنا في مرضات الله سبحانه , فطاعة الله هي مركز حياتنا , ورضاه عز وجل هو محور سعينا , وهذا ما ينبغي أن نعلمه أبناءنا من قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ” , وفي تلك القصة الساقطة هم يقدمون الشخصية التي تفعل كل المعجزات اعتمادا على قدراتها السحرية وسعيا وراء مصلحة الأفراد , ولا يغتر أحد أنهم يقدمونه محاربا للشر , فالخير لا يأتي عن طريق الشر أبدا , وما جعل دواء فيما حرم !
رابعا : اعتمدت القصة على التخويف والفزع من تخيلات شيطانية لا تطرأ إلا في عالم الجن والشياطين ومساكنهم في مجاري المياة والمراحيض وأماكن النجس ( هكذا أوردت القصة ), والمزاج السليم يرفض ذلك ويبعد بالأبناء عن تلك المجالات المفزعة والقابضة لنفوس الأبناء والمجرئة لهم – في بعض الأحيان – على عالم الشيطان , حتى يستسيغوا الحياة في ذلك العالم , فلا يجد حينئذ عباد الشيطان صعوبة في دعوتهم إلى السوء !
خامسا : قدمت القصة الساحر الأكبر على أنه بإمكانه أن يحي ويميت فهو يميت الطائر كذا والحيوان كذا ثم يحييه في صورة أفضل وشكل أحسن , كما تقدمه على أنه يشفي المرضى ويعالج الجروح في لحظة واحدة وبكلمة سحرية واحدة , وهو خلل أي خلل في التكوين النفسي والفكري لدى أبنائنا الذين يجب أن نعلمهم دوما معنى قوله تعالى ” الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ثم يحيين . والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ” .
سادسا : لا يهم الغرب أن يتربى الإبن وقلبه مملوء بمحبة الله سبحانه والرغبة في عبادته, فهو يهتم بترفيهه وتقديم ما يبهره , ولذلك دوما نجد أبناءهم يشبون على المادية الجامدة وعلى النفعية البالغة وعلى التقليل من شأن الروح وإعلاء المادة عليها وعلى البعد الكبيرعن شئون القلب و حقائق الكون , فقليل منهم من ييمم وجهه نحو البحث عن الإيمان ولكنه يتربى على أن الإيمان هو شىء زائد يتمثله ليشعره بالراحة النفسية في بعض المواقف , وهذا يتنافى تماما مع ما يأمرنا الإسلام بتربية أبناءنا عليه حيث أوصانا أن نربي أبناءنا على حراسة القلب بالإيمان وتعليقه بربه وانظر إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام الصغير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يقول له : ” ياغلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله …” أين الثرى من الثريا وأين الظلمات من النور ؟!!