الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فإن الأمة أحوج ما تكون في زماننا هذا إلى المشاريع الجادة، والبرامج المنضبطة، وحسن تقدير الأمور، وحساب التصرفات، ويتأكد هذا بصفة خاصة في حق المؤسسات الإعلامية الإسلامية و خاصة حين تتعامل مع العلماء وطلبة العلم والشخصيات العامة .
ومما آسفنا في هذا الصدد ما أسفر عنه لقاء عفوي للدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم مع مندوب لمجلة (نون) في استوديوهات قناة ( المجد ) ، ثم ظهور الحوار منشورا على صفحات المجلة بعد ذلك .
فقد بدأ الحوار مفاجئا واستمر حديثا عفويا وحوارا أخويا لم يرتب من قبل على أنه حوار صحفي ، ولم يبد للشيخ أنه كذلك ، بل لم يعرف مندوب المجلة بنفسه ولم يعلم الشيخ أنه صحفي يعمل لحساب مجلة ( نون ) إلا في ثنايا الحوار ، إذ كان يتصور أول الأمر أن من حاوره يعمل في قناة (المجد ) وأن الأمر مرتبط بالبرنامج الذي قدم لأجله .
ونرى أن هذا السلوك وتلك الطريقة في حوار الشيخ صحفيا ثم نشر الحوار في المجلة تخالف أبسط القواعد المعتبرة في الممارسة الإعلامية، و لا تتفق مع الآداب المهنية في مثل هذه الأعمال .
وقد رأينا أنه من النصح للقائمين على المجلة ولمطالعيها ولأجل تحري المصداقية في العمل، أن نبين ما يلي ولاسيما بعد ما وردنا من تساؤلات حول هذا اللقاء :
– عندما وصل فريق المكتب مع شيخنا ناصر العمر –حفظه الله- إلى استوديوهات قناة المجد استجابة لدعوة كريمة بالمشاركة في برنامج (الدائرة) وذلك يوم الاثنين بتاريخ 25/12/1427، فوجئنا بوجود مجموعة من الأشخاص { تبين فيما بعد أنهم صحفيون ومصورون يعملون لمجلة ( نون ) }في مقر القناة دون أي اتفاق مسبق بين مكتب الشيخ وبين المجلة ، ودون علم الشيخ بذلك، وبدءوا بالتقاط الصور قبل الاستئذان من الشيخ أو مدير مكتبه .
– تم طرح بعض الأسئلة وكان الشيخ يجيب عليها على أنها أحاديث عابرة، ولاسيما أنها طرحت على عجل وفي ظروف غير مناسبة إذ كان الشيخ يتهيأ لدخول الاستديو لبدء تصوير حلقة ( الدائرة ) .
– بعدما تبين للشيخ ومرافقيه أن محاوريه هم صحفيون ويعدون الحوار للنشر في مجلة ( نون ) وافق الشيخ تقديرا للظرف على متابعة الحوار و تم إبلاغهم أن هذا اللقاء حديث أولي يحتاج إلى مزيد تحرير، ولذلك لابد من الاتفاق المسبق قبل نشر أي شيء مما ذكر، وأن إجابة الشيخ على أسئلتهم إنما جاءت تقديراً منه لهم، ومراعاة لما ذكروه من أسباب مجيئهم المفاجئ ، إذ لم يرد الشيخ أن يصدمهم بالرفض عن إجابة أسئلتهم، وراعى الشيخ في ذلك الأخوة والمودة معهم .
– بعد نهاية اللقاء بدا للشيخ أن الحوار غير مناسب للنشر ولذا تم الاتصال بمدير تحرير مجلة ( نون ) ، الذي أجرى اللقاء ، وطلب منه عدم نشر الحوار و الاعتذار منه لذلك .
– زيادة في الاحتياط وللتأكيد على ما بُيِّنَ شفهياً، تم إرسال خطاب برقم 305/28، وتاريخ 17/1/1428 من مكتب الشيخ إلى المجلة، وفيه منع صريح لنشر محتوى ذلك اللقاء.
– كان من أسباب الاعتذار عن نشر اللقاء ، إضافة إلى ما سبق من ظروف إجرائه ، هو تحفظ الشيخ على مجلة (نون) بعد أن اطلع الشيخ على بعض أعدادها . إذ لم يرض الشيخ عن طريقة المجلة في تتبعها للإثارة على حساب المادة المنشورة واختيار العناوين الملفتة التي يتم اجتزاؤها من الحديث اجتزاءً ، ولا تعبر بدقة عن مراد المتحدث . ومن ذلك أيضا الإكثار من عرض الصور على صفحات المجلة وكثير منها لايليق بالمشايخ والدعاة .
فما راعنا بعد كل هذا التأكيد الذي سبق شفهيا وكتابيا لمدير تحرير المجلة ، غير قيامها بنشر اللقاء مع الشيخ في أخر عدد صدر منها . ومع حسن ظننا بالأخوة القائمين على المجلة وتقديرنا لحسن نيتهم ، إلا أننا نرى أن ما قامت به إدارة تحرير المجلة من نشر للحوار – رغم تأكيد الشيخ على المنع من ذلك – يعبر عن قلة اكتراث ، أو سوء تقدير لعواقب الأمر . وهذا لايليق بالعمل الصحفي العام ، فضلا عن الإسلامي الذي يفترض فيه الالتزام بالضبط والتوثيق، والحرص والتأني ومراعاة أسلوب الإخراج و إبراز العناوين وبخاصة إذا كان اللقاء يحتوي على مسائل عامة تهم عموم المسلمين .
وبعد:
ونحن إذ نبين حيثيات هذا اللقاء وظروفه لعموم القراء، ننصح الإخوة القائمين على المجلة بعدم تكرار مثل ذلك مع المشايخ والدعاة وإنزال الناس منازلهم وعدم استغلال ظروف طارئة لتمرير مثل هذه الحوارات مع الالتزام بأخلاقيات المهنة وآدابها عند النشر .
هذا والله نسأل أن يرزقنا وإخوتنا التزام التقوى فيما نقول ونكتب، والله هو الموفق وهو يهدي السبيل.
مدير عام المكتب
عبدالله بن راشد التميمي
فإن الأمة أحوج ما تكون في زماننا هذا إلى المشاريع الجادة، والبرامج المنضبطة، وحسن تقدير الأمور، وحساب التصرفات، ويتأكد هذا بصفة خاصة في حق المؤسسات الإعلامية الإسلامية و خاصة حين تتعامل مع العلماء وطلبة العلم والشخصيات العامة .
ومما آسفنا في هذا الصدد ما أسفر عنه لقاء عفوي للدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم مع مندوب لمجلة (نون) في استوديوهات قناة ( المجد ) ، ثم ظهور الحوار منشورا على صفحات المجلة بعد ذلك .
فقد بدأ الحوار مفاجئا واستمر حديثا عفويا وحوارا أخويا لم يرتب من قبل على أنه حوار صحفي ، ولم يبد للشيخ أنه كذلك ، بل لم يعرف مندوب المجلة بنفسه ولم يعلم الشيخ أنه صحفي يعمل لحساب مجلة ( نون ) إلا في ثنايا الحوار ، إذ كان يتصور أول الأمر أن من حاوره يعمل في قناة (المجد ) وأن الأمر مرتبط بالبرنامج الذي قدم لأجله .
ونرى أن هذا السلوك وتلك الطريقة في حوار الشيخ صحفيا ثم نشر الحوار في المجلة تخالف أبسط القواعد المعتبرة في الممارسة الإعلامية، و لا تتفق مع الآداب المهنية في مثل هذه الأعمال .
وقد رأينا أنه من النصح للقائمين على المجلة ولمطالعيها ولأجل تحري المصداقية في العمل، أن نبين ما يلي ولاسيما بعد ما وردنا من تساؤلات حول هذا اللقاء :
– عندما وصل فريق المكتب مع شيخنا ناصر العمر –حفظه الله- إلى استوديوهات قناة المجد استجابة لدعوة كريمة بالمشاركة في برنامج (الدائرة) وذلك يوم الاثنين بتاريخ 25/12/1427، فوجئنا بوجود مجموعة من الأشخاص { تبين فيما بعد أنهم صحفيون ومصورون يعملون لمجلة ( نون ) }في مقر القناة دون أي اتفاق مسبق بين مكتب الشيخ وبين المجلة ، ودون علم الشيخ بذلك، وبدءوا بالتقاط الصور قبل الاستئذان من الشيخ أو مدير مكتبه .
– تم طرح بعض الأسئلة وكان الشيخ يجيب عليها على أنها أحاديث عابرة، ولاسيما أنها طرحت على عجل وفي ظروف غير مناسبة إذ كان الشيخ يتهيأ لدخول الاستديو لبدء تصوير حلقة ( الدائرة ) .
– بعدما تبين للشيخ ومرافقيه أن محاوريه هم صحفيون ويعدون الحوار للنشر في مجلة ( نون ) وافق الشيخ تقديرا للظرف على متابعة الحوار و تم إبلاغهم أن هذا اللقاء حديث أولي يحتاج إلى مزيد تحرير، ولذلك لابد من الاتفاق المسبق قبل نشر أي شيء مما ذكر، وأن إجابة الشيخ على أسئلتهم إنما جاءت تقديراً منه لهم، ومراعاة لما ذكروه من أسباب مجيئهم المفاجئ ، إذ لم يرد الشيخ أن يصدمهم بالرفض عن إجابة أسئلتهم، وراعى الشيخ في ذلك الأخوة والمودة معهم .
– بعد نهاية اللقاء بدا للشيخ أن الحوار غير مناسب للنشر ولذا تم الاتصال بمدير تحرير مجلة ( نون ) ، الذي أجرى اللقاء ، وطلب منه عدم نشر الحوار و الاعتذار منه لذلك .
– زيادة في الاحتياط وللتأكيد على ما بُيِّنَ شفهياً، تم إرسال خطاب برقم 305/28، وتاريخ 17/1/1428 من مكتب الشيخ إلى المجلة، وفيه منع صريح لنشر محتوى ذلك اللقاء.
– كان من أسباب الاعتذار عن نشر اللقاء ، إضافة إلى ما سبق من ظروف إجرائه ، هو تحفظ الشيخ على مجلة (نون) بعد أن اطلع الشيخ على بعض أعدادها . إذ لم يرض الشيخ عن طريقة المجلة في تتبعها للإثارة على حساب المادة المنشورة واختيار العناوين الملفتة التي يتم اجتزاؤها من الحديث اجتزاءً ، ولا تعبر بدقة عن مراد المتحدث . ومن ذلك أيضا الإكثار من عرض الصور على صفحات المجلة وكثير منها لايليق بالمشايخ والدعاة .
فما راعنا بعد كل هذا التأكيد الذي سبق شفهيا وكتابيا لمدير تحرير المجلة ، غير قيامها بنشر اللقاء مع الشيخ في أخر عدد صدر منها . ومع حسن ظننا بالأخوة القائمين على المجلة وتقديرنا لحسن نيتهم ، إلا أننا نرى أن ما قامت به إدارة تحرير المجلة من نشر للحوار – رغم تأكيد الشيخ على المنع من ذلك – يعبر عن قلة اكتراث ، أو سوء تقدير لعواقب الأمر . وهذا لايليق بالعمل الصحفي العام ، فضلا عن الإسلامي الذي يفترض فيه الالتزام بالضبط والتوثيق، والحرص والتأني ومراعاة أسلوب الإخراج و إبراز العناوين وبخاصة إذا كان اللقاء يحتوي على مسائل عامة تهم عموم المسلمين .
وبعد:
ونحن إذ نبين حيثيات هذا اللقاء وظروفه لعموم القراء، ننصح الإخوة القائمين على المجلة بعدم تكرار مثل ذلك مع المشايخ والدعاة وإنزال الناس منازلهم وعدم استغلال ظروف طارئة لتمرير مثل هذه الحوارات مع الالتزام بأخلاقيات المهنة وآدابها عند النشر .
هذا والله نسأل أن يرزقنا وإخوتنا التزام التقوى فيما نقول ونكتب، والله هو الموفق وهو يهدي السبيل.
مدير عام المكتب
عبدالله بن راشد التميمي