المجزرة المروعة الجديدة التي نفذتها قوى الاحتلال الصهيونية الغاشمة على الأهل في رفح, مستهدفة عناصر للجان المقاومة الشعبية, بما أسفر عن استشهاد 6 وإصابة 14 آخرين, تعني أن الحديث الدولي والعربي عن ضرورة حمل حكومة حركة حماس الفلسطينية الجديدة على الاعتراف بالكيان الصهيوني هو محض هراء, لا يرقى بحال إلى أن يكون أمراً يصح مناقشته أو الجدال حوله, فاللافت دوماً في تلك المذابح الجديدة (هذه الأيام) التي تستهدف حركات مقاومة لا تُقدم من ناحيتها على التصعيد إلا حالما يصعد الخصم “الإسرائيلي”, أنها لا تمت بصلة للحركة المدعوة بإلحاح هذه الأيام إلى التعاطي غير المتكافئ مع الخصم الغاصب.
حركة حماس تبدو مستهدفة من وراء هذه المجازر برغم أن تصريحاتها الأخيرة ليست استفزازية فيما يتعلق بالتعامل بإيجابية مع أطروحات أممية وعربية ترنو إلى نوع من التهدئة تحت مسمى الهدنة التي قد تطول مدتها لنحو 30 عاماً مثلما تتحدث بعض الأنباء غير المؤكدة..
حماس مع صمتها مستهدفة, وحين تحدث (رئيس حكومتها) إسماعيل هنية عن إعطائه أوامر لأعضاء حكومته في التعامل مع الكيان الصهيوني فيما يخص الأمور اليومية الحياتية والتي تتعلق ببعض المصالح الفلسطينية التي لا يمكن فصلها عن الكيان الصهيوني كالقطاعات الخدمية (كهرباء ـ مياه …), ورسوم المعابر وغيرها.. وهي أمور لا يفهم منها الشارع الفلسطيني تراجعاً عن برنامج حماس السياسي والنضالي, لكن “الإسرائيليين” يبدو أنهم قد بلغتهم الرسالة على غير وجهها الصحيح؛ فارتأوها تنم عن ضعف من الحكومة الجديدة التي تتكاثر السهام الخارجية والداخلية عليها, لاسيما فيما يخص الموقف الأوروبي الأخير (أمس) من المعونات الإنسانية التي من المفترض أن تصل غير مسيسة إلى فلسطين, وفي المحيط العربي البادي متباطئاً بعض الشيء في تسديد الاستحقاقات المالية عليه للشعب الفلسطيني, وداخلياً بعد الخلاف الذي برز مؤخراً بين رأس السلطة الفلسطينية وحكومة هنية حول الإشراف على المعابر, والذي دعاهما إلى عقد جلسة تفاهم حوله قبل ساعات..
الكيان الصهيوني بالأكيد قد شعر بأن حماس في موقف لا تحسد عليه حسب تقويمه هو, وأحس بأن من الجدير أن يقصم ظهر حماس ليرغمها على الجلوس معه على طاولة المفاوضات المزمنة, أو على الأقل أن ينسف برنامجها عبر حملها على تقديم تنازلات مبدئية, وتكسر طابوهات التناغم السياسي/العسكري الحماسوي, وهو من جانب آخر وفي ظل وضع “إسرائيلي” داخلي هش رأى من الواجب عليه إحداث تحريك للموقف على جبهة العدوان الدموي والوحشي على الشعب الفلسطيني الأعزل بما يثبت أقدام أولمرت ووزير دفاعه على حافة الكثبان الحزبية الرملية التي يقف عليها خصومهم بانتظار استحقاق تشكيل الحكومة “الإسرائيلية” القادمة.
“إسرائيل” ترى في التصعيد تقوية لموقفها وإضعافاً للخصم الذي يعاني من مشاكل داخلية, وتتعامل ببراجماتية شديدة ووفق حسابات دقيقة تجعلها تحجم عن استهداف حماس عسكرياً لأن هذا سيرص الصفوف جميعها خلفها, وتأبى استهداف حركة فتح بعمليات عدوانية كبيرة لأن هذا من شأنه أن يدفعها لتصعيد واسع النطاق في وقت ما يزال وضع حكومتها المرتقبة هشاً.. فلذا اتجهت بيدها المغموسة بدماء الفلسطينيين هذه المرة باتجاه لجان المقاومة الشعبية لتزيد الحريق اشتعالاً بين اللجان ومن تتهمهم الأخيرة بالتواطؤ مع العدو الصهيوني من أمثال رشيد أبو شباك ومحمد دحلان..
وهكذا تفكر “إسرائيل”.. وهكذا يدمن العرب على قراءة المشهد بصورة مقلوبة.. فالحل في الاعتراف بـ”إسرائيل”!!
بقلم: أمير سعيد
حركة حماس تبدو مستهدفة من وراء هذه المجازر برغم أن تصريحاتها الأخيرة ليست استفزازية فيما يتعلق بالتعامل بإيجابية مع أطروحات أممية وعربية ترنو إلى نوع من التهدئة تحت مسمى الهدنة التي قد تطول مدتها لنحو 30 عاماً مثلما تتحدث بعض الأنباء غير المؤكدة..
حماس مع صمتها مستهدفة, وحين تحدث (رئيس حكومتها) إسماعيل هنية عن إعطائه أوامر لأعضاء حكومته في التعامل مع الكيان الصهيوني فيما يخص الأمور اليومية الحياتية والتي تتعلق ببعض المصالح الفلسطينية التي لا يمكن فصلها عن الكيان الصهيوني كالقطاعات الخدمية (كهرباء ـ مياه …), ورسوم المعابر وغيرها.. وهي أمور لا يفهم منها الشارع الفلسطيني تراجعاً عن برنامج حماس السياسي والنضالي, لكن “الإسرائيليين” يبدو أنهم قد بلغتهم الرسالة على غير وجهها الصحيح؛ فارتأوها تنم عن ضعف من الحكومة الجديدة التي تتكاثر السهام الخارجية والداخلية عليها, لاسيما فيما يخص الموقف الأوروبي الأخير (أمس) من المعونات الإنسانية التي من المفترض أن تصل غير مسيسة إلى فلسطين, وفي المحيط العربي البادي متباطئاً بعض الشيء في تسديد الاستحقاقات المالية عليه للشعب الفلسطيني, وداخلياً بعد الخلاف الذي برز مؤخراً بين رأس السلطة الفلسطينية وحكومة هنية حول الإشراف على المعابر, والذي دعاهما إلى عقد جلسة تفاهم حوله قبل ساعات..
الكيان الصهيوني بالأكيد قد شعر بأن حماس في موقف لا تحسد عليه حسب تقويمه هو, وأحس بأن من الجدير أن يقصم ظهر حماس ليرغمها على الجلوس معه على طاولة المفاوضات المزمنة, أو على الأقل أن ينسف برنامجها عبر حملها على تقديم تنازلات مبدئية, وتكسر طابوهات التناغم السياسي/العسكري الحماسوي, وهو من جانب آخر وفي ظل وضع “إسرائيلي” داخلي هش رأى من الواجب عليه إحداث تحريك للموقف على جبهة العدوان الدموي والوحشي على الشعب الفلسطيني الأعزل بما يثبت أقدام أولمرت ووزير دفاعه على حافة الكثبان الحزبية الرملية التي يقف عليها خصومهم بانتظار استحقاق تشكيل الحكومة “الإسرائيلية” القادمة.
“إسرائيل” ترى في التصعيد تقوية لموقفها وإضعافاً للخصم الذي يعاني من مشاكل داخلية, وتتعامل ببراجماتية شديدة ووفق حسابات دقيقة تجعلها تحجم عن استهداف حماس عسكرياً لأن هذا سيرص الصفوف جميعها خلفها, وتأبى استهداف حركة فتح بعمليات عدوانية كبيرة لأن هذا من شأنه أن يدفعها لتصعيد واسع النطاق في وقت ما يزال وضع حكومتها المرتقبة هشاً.. فلذا اتجهت بيدها المغموسة بدماء الفلسطينيين هذه المرة باتجاه لجان المقاومة الشعبية لتزيد الحريق اشتعالاً بين اللجان ومن تتهمهم الأخيرة بالتواطؤ مع العدو الصهيوني من أمثال رشيد أبو شباك ومحمد دحلان..
وهكذا تفكر “إسرائيل”.. وهكذا يدمن العرب على قراءة المشهد بصورة مقلوبة.. فالحل في الاعتراف بـ”إسرائيل”!!
بقلم: أمير سعيد
Hijri Date Correction:
1