” الحياة في القرية البدوية خلال شهر رمضان تنقسم لقسمين ، في الصباح يتجمع المواطنين كلا مع عشيرته في الشق “الديوان ” ، و بعد الاجتماع يخرج الأهالي لجمع العشب من المناطق الزراعية ، بسبب حرمان جيش الاحتلال إياهم من رعي أغنامهم في محيط القرية المحاصرة من ثلاث جهات بالمستوطنات و معسكرات الجيش ” .
بهذه العبارة لخص أحمد الصياح أحد سكان قرية ” أم النصر ” البدوية شمال قطاع غزة ما أرغمهم إليه جيش الاحتلال من عادات و أنماط عيش جديدة ، قلبت حياتهم البسيطة القائمة علي الرعي ، و جعلتها ميدان دائم لإطلاق النار و سماع أصوات الانفجارات .
ويضيف الصياح لمراسلنا “في المساء تعود و تجتمع الأسر لتناول طعام الإفطار ولا تغيب أصوات إطلاق النار من أبراج المراقبة .
حكاية أم النصر
و لا تقتصر معاناة القرية البدوية علي أجواء الرعب والخوف والخطر المحدق بالسكان حيث تعتبر هذه القرية منطقة منكوبة في شتى المجالات الحياتية والمعيشية و ينتشر فيها الفقر المدقع والبطالة .
و تقع قرية أم النصر أو القرية البدوية شمال شرق بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وتبلغ مساحتها 800 دونم وهي حديثة الإنشاء فقد تم بناؤها في العام 1997 ولم يكن يخطر ببال سكانها وغالبيتهم من البدو أن موقع القرية المحاذي للخط الأخضر والفاصل بين مستوطنات شمال القطاع سيجلب لهم المعاناة والألم الذي لا ينتهي فمستوطنتي ايلي سيناي ودوغيت تحيطان بالقرية من الغرب ومستوطنة نيسانيت تجاورها من الشرق فيما تحاصرها برك الصرف الصحي من الجنوب .
والمتجول في طرقات القرية يكاد يعتقد أن الزمن قد توقف هنا منذ فترة طويلة فغالبية المنازل أكواخ صفيح وطرقاتها غير معبدة والبنية التحتية معدومة والخدمات متواضعة .
وتبلغ نسبة البطالة بين سكان القرية نحو 80% ويرجع هذا بسبب اعتماد سكان القرية في معيشتهم على العمل داخل الخط الأخضر فيما يعمل البعض بتربية المواشي والأغنام ومنذ أحكام سلطات الاحتلال لحصارها للمناطق الفلسطينية انضم غالبية السكان لجيوش العاطلين عن العمل .
رمضان مختلف
وأكد المواطنون في حديث لمراسلنا أن هذه الأوضاع انعكست على حياتهم في شهر رمضان ، وأصبحوا يقضون ” رمضاناً مختلفا ” عن غيرهم من المناطق الأخرى حيث يزداد إطلاق النار في المكان ، و يطلق الجيش القذائف ، و قنابل الصوت مما يشيع جو من الخوف و الرعب بين السكان .
من جهته يقول أبو محمد “45عاماً ” أن المواقع العسكرية و التواجد المكثف للجيش حول القرية ضيق الخناق على المواطنين وجعلهم يعيشون في خوف و رعب ، خاصة حين يحل الظلام فتغلق أبواب المنازل و تمنع الحركة مقابل الثكنات العسكرية ـ ويبقي عدد قليل من المواطنين الذي يحتمون بجدران المنازل التي تقي حركتهم وتمنع رؤيتهم من قبل الجنود المتمركزين في ثكناتهم العسكرية .
مسحراتي رمضان ..
ورغم خطورة التحرك ساعات الليل ، إلا أن مسحراتي رمضان لم يغب من المكان ، فيخرج عدد من شباب القرية ـ يتحدون الخطر ـ لإيقاظ العائلات لتجهيز طعام السحور ، و يخرج الشبان و يقرعون الطبول و يرددون على مسامع الأحبة و الجيران نداءات الاستيقاظ للسحور .
وفي حديث لمراسلنا قال الشاب عبد : ” انه يخرج مع بعض الشباب ليوقظ الأهالي للسحور ، وحين يسيرون بين المنازل يحرصون على الاحتماء بجدران المنازل حتى لا يراهم الجنود عبر النواظير الليلية فيطلقون النار عليهم ” .
المساجد تشتكي …..
ويوجد في القرية مسجدان ،مسجد الفتح المبين و مسجد أم النصر ، وقال الشيخ عطية الصياح إمام مسجد الفتح المبين : ” أن المسجد “الفتح المبين” يتوافد عليه المصلون و خصوصاً في صلاة الفجر و العشاء “التراويح ” .
بعكس مسجد أم النصر الذي يخلوا في صلاة الفجر و العشاء من المصلين ويقتصر تواجد المصلين على عدد من المواطنين القريبين من المسجد ، بسبب انكشاف المسجد لأبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية .
و عن ذلك يقول الصياح: ” المسجد “أم النصر” يقع في منطقة بعديدة و مكشوفة لجنود الاحتلال ، الذين يطلقون النار باستمرار على كل شيء يتحرك في المكان .
وفي الوقت نفسه لم تسلم جدران المسجد من الأعيرة النارية التي تطلق من أبراج المراقبة المقابلة له ، حيث تشاهد الثغرات الكبيرة جراء ذلك .
جدار فاصل .. للصلاة
وأكد الصياح لمراسلنا أن الأهالي يدرسون إقامة جدار أو ساتر ترابي يحمي المسجد من رصاص أبراج المراقبة ، ويوفر الحماية للمواطنين حين باتوا للصلاة في المسجد .
وعن طبيعة الجدار قال: سيكون عبارة عن أكوام من الرمل ، ويبلغ طول الساتر الرملي 17 متراً .
و في موضوع آخر ناشد الصياح المؤسسات و البلديات في المنطقة الشمالية لتقوم بدورها وإعداد تجهيزاتها لحماية سكان القرية البدوية من خطر ارتفاع منسوب أحواض مياه (الصرف الصحي ) المحيطة بالقرية في فصل الشتاء .
اعتداءات متواصلة
و تتعرض القرية البدوية لشتى أنواع الانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة منذ بداية انتفاضة الأقصى بدءا بإطلاق النار اليومي من قبل المواقع العسكرية والمستوطنات على المنازل والأكواخ التي لا تبعد اكثر من 400 متر عن القرية ومرورا بالاعتداء على الرعاة واعتقالهم ومصادرة أغنامهم وحرمان سكان القرية من الخروج والتنقل ليلا وانتهاء باستهداف الأطفال من قبل قناصة الاحتلال وهم يلعبون في طرقات القرية .
ويقول إبراهيم أبو غزالة رئيس مجلس القرية ” هناك تعد سافر ودائم من قبل جيش الاحتلال على سكان القرية فلم يكتف بإطلاق النار على القرية طوال الليل بل تعدى ذلك الى الاعتداء على السكان الذين اصبحوا يعتمدون في معيشتهم على الرعي وجمع الأخشاب من المناطق الحرجية المحاذية للقرية حيث يتعرض الجنود للرعاة وغالبيتهم من الأطفال ويعتقلونهم ويصادرون أغنامهم .
ويضيف أبو غزالة ” طوال الليل تتعرض القرية لإطلاق النار الكثيف من قبل المواقع العسكرية وتتقدم الدبابات عبر الطريق الرئيس للقرية وتقوم بإطلاق النار على أي شيء متحرك أمامها ” .
ويؤكد أبو غزالة إلى أن سكان القرية لا يستطيعون الاستغناء عن الحطب والأخشاب التي يجمعونها من المناطق المحاذية للقرية والتي يستخدمونها للطهي والتدفئة إلا أن قوات الاحتلال قد جرفت اغلب الأحراش وتمنع المواطنين من جمع الحطب .
.
بهذه العبارة لخص أحمد الصياح أحد سكان قرية ” أم النصر ” البدوية شمال قطاع غزة ما أرغمهم إليه جيش الاحتلال من عادات و أنماط عيش جديدة ، قلبت حياتهم البسيطة القائمة علي الرعي ، و جعلتها ميدان دائم لإطلاق النار و سماع أصوات الانفجارات .
ويضيف الصياح لمراسلنا “في المساء تعود و تجتمع الأسر لتناول طعام الإفطار ولا تغيب أصوات إطلاق النار من أبراج المراقبة .
حكاية أم النصر
و لا تقتصر معاناة القرية البدوية علي أجواء الرعب والخوف والخطر المحدق بالسكان حيث تعتبر هذه القرية منطقة منكوبة في شتى المجالات الحياتية والمعيشية و ينتشر فيها الفقر المدقع والبطالة .
و تقع قرية أم النصر أو القرية البدوية شمال شرق بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وتبلغ مساحتها 800 دونم وهي حديثة الإنشاء فقد تم بناؤها في العام 1997 ولم يكن يخطر ببال سكانها وغالبيتهم من البدو أن موقع القرية المحاذي للخط الأخضر والفاصل بين مستوطنات شمال القطاع سيجلب لهم المعاناة والألم الذي لا ينتهي فمستوطنتي ايلي سيناي ودوغيت تحيطان بالقرية من الغرب ومستوطنة نيسانيت تجاورها من الشرق فيما تحاصرها برك الصرف الصحي من الجنوب .
والمتجول في طرقات القرية يكاد يعتقد أن الزمن قد توقف هنا منذ فترة طويلة فغالبية المنازل أكواخ صفيح وطرقاتها غير معبدة والبنية التحتية معدومة والخدمات متواضعة .
وتبلغ نسبة البطالة بين سكان القرية نحو 80% ويرجع هذا بسبب اعتماد سكان القرية في معيشتهم على العمل داخل الخط الأخضر فيما يعمل البعض بتربية المواشي والأغنام ومنذ أحكام سلطات الاحتلال لحصارها للمناطق الفلسطينية انضم غالبية السكان لجيوش العاطلين عن العمل .
رمضان مختلف
وأكد المواطنون في حديث لمراسلنا أن هذه الأوضاع انعكست على حياتهم في شهر رمضان ، وأصبحوا يقضون ” رمضاناً مختلفا ” عن غيرهم من المناطق الأخرى حيث يزداد إطلاق النار في المكان ، و يطلق الجيش القذائف ، و قنابل الصوت مما يشيع جو من الخوف و الرعب بين السكان .
من جهته يقول أبو محمد “45عاماً ” أن المواقع العسكرية و التواجد المكثف للجيش حول القرية ضيق الخناق على المواطنين وجعلهم يعيشون في خوف و رعب ، خاصة حين يحل الظلام فتغلق أبواب المنازل و تمنع الحركة مقابل الثكنات العسكرية ـ ويبقي عدد قليل من المواطنين الذي يحتمون بجدران المنازل التي تقي حركتهم وتمنع رؤيتهم من قبل الجنود المتمركزين في ثكناتهم العسكرية .
مسحراتي رمضان ..
ورغم خطورة التحرك ساعات الليل ، إلا أن مسحراتي رمضان لم يغب من المكان ، فيخرج عدد من شباب القرية ـ يتحدون الخطر ـ لإيقاظ العائلات لتجهيز طعام السحور ، و يخرج الشبان و يقرعون الطبول و يرددون على مسامع الأحبة و الجيران نداءات الاستيقاظ للسحور .
وفي حديث لمراسلنا قال الشاب عبد : ” انه يخرج مع بعض الشباب ليوقظ الأهالي للسحور ، وحين يسيرون بين المنازل يحرصون على الاحتماء بجدران المنازل حتى لا يراهم الجنود عبر النواظير الليلية فيطلقون النار عليهم ” .
المساجد تشتكي …..
ويوجد في القرية مسجدان ،مسجد الفتح المبين و مسجد أم النصر ، وقال الشيخ عطية الصياح إمام مسجد الفتح المبين : ” أن المسجد “الفتح المبين” يتوافد عليه المصلون و خصوصاً في صلاة الفجر و العشاء “التراويح ” .
بعكس مسجد أم النصر الذي يخلوا في صلاة الفجر و العشاء من المصلين ويقتصر تواجد المصلين على عدد من المواطنين القريبين من المسجد ، بسبب انكشاف المسجد لأبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية .
و عن ذلك يقول الصياح: ” المسجد “أم النصر” يقع في منطقة بعديدة و مكشوفة لجنود الاحتلال ، الذين يطلقون النار باستمرار على كل شيء يتحرك في المكان .
وفي الوقت نفسه لم تسلم جدران المسجد من الأعيرة النارية التي تطلق من أبراج المراقبة المقابلة له ، حيث تشاهد الثغرات الكبيرة جراء ذلك .
جدار فاصل .. للصلاة
وأكد الصياح لمراسلنا أن الأهالي يدرسون إقامة جدار أو ساتر ترابي يحمي المسجد من رصاص أبراج المراقبة ، ويوفر الحماية للمواطنين حين باتوا للصلاة في المسجد .
وعن طبيعة الجدار قال: سيكون عبارة عن أكوام من الرمل ، ويبلغ طول الساتر الرملي 17 متراً .
و في موضوع آخر ناشد الصياح المؤسسات و البلديات في المنطقة الشمالية لتقوم بدورها وإعداد تجهيزاتها لحماية سكان القرية البدوية من خطر ارتفاع منسوب أحواض مياه (الصرف الصحي ) المحيطة بالقرية في فصل الشتاء .
اعتداءات متواصلة
و تتعرض القرية البدوية لشتى أنواع الانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة منذ بداية انتفاضة الأقصى بدءا بإطلاق النار اليومي من قبل المواقع العسكرية والمستوطنات على المنازل والأكواخ التي لا تبعد اكثر من 400 متر عن القرية ومرورا بالاعتداء على الرعاة واعتقالهم ومصادرة أغنامهم وحرمان سكان القرية من الخروج والتنقل ليلا وانتهاء باستهداف الأطفال من قبل قناصة الاحتلال وهم يلعبون في طرقات القرية .
ويقول إبراهيم أبو غزالة رئيس مجلس القرية ” هناك تعد سافر ودائم من قبل جيش الاحتلال على سكان القرية فلم يكتف بإطلاق النار على القرية طوال الليل بل تعدى ذلك الى الاعتداء على السكان الذين اصبحوا يعتمدون في معيشتهم على الرعي وجمع الأخشاب من المناطق الحرجية المحاذية للقرية حيث يتعرض الجنود للرعاة وغالبيتهم من الأطفال ويعتقلونهم ويصادرون أغنامهم .
ويضيف أبو غزالة ” طوال الليل تتعرض القرية لإطلاق النار الكثيف من قبل المواقع العسكرية وتتقدم الدبابات عبر الطريق الرئيس للقرية وتقوم بإطلاق النار على أي شيء متحرك أمامها ” .
ويؤكد أبو غزالة إلى أن سكان القرية لا يستطيعون الاستغناء عن الحطب والأخشاب التي يجمعونها من المناطق المحاذية للقرية والتي يستخدمونها للطهي والتدفئة إلا أن قوات الاحتلال قد جرفت اغلب الأحراش وتمنع المواطنين من جمع الحطب .
.
Hijri Date Correction:
1