الصيام وتحقيق المقاصد
فرض الله الصوم واختصه لنفسه كما قال [ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به] وما ذلك إلا لما اشتملت عليه تلك الفريضة العظيمة من معاني الجليلة، وإن من تلك المعاني المجتناة من فريضة الصيام تحقيق المقاصد التي تتجاوز المعنى الظاهر للصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع، ولذا قال – صلى الله عليه وسلم – [ من نسي فأكل أو شرب وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه] فانظر كيف صحح الصيام بل وجعل هذا الناقض له نعمة امتن الله بها على الآكل والشارب، لأن النسيان في هذه الصورة دال على عدم مناقضة مقصد الصيام الأسنى وهو التقوى، ولذا في الجانب المقابل يقول صلى الله عليه وسلم: [ من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه] ففي هذا الحديث إشعار بأن ترك الطعام والشراب ليس هو المقصود فحسب، بل هو سبيل لتحقيق المقصود وهو التقوى وهي التي بيَّن الله أنها حكمة الصيام كما في قوله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ].
ولذا فإنه لابد للصائم من إدراك هذا المعنى وأن يسعى لتحقيق المقصد الأسنى وهو التقوى، كما أنه لابد لنا أن ندرك أهمية العناية بالمقاصد في الإسلام.
ولذا فأنت ترى أن ذاك الأعرابي الذي واقع أهله في رمضان فأفسد الصيام فجاء نادماً تائباً يقول [ هلكت يارسول الله ] فلما أرشده النبي – صلى الله عليه وسلم – للكفارة وكانت تعجزه النفقه أسقطها النبي – صلى الله عليه وسلم – عنه، بل لما أعطاه النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يكفر به فأخبره الأعرابي أنه لا أفقر منه في المدينة ضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : [ أطعمك أهلك ] ولو كان غير النبي – صلى الله عليه وسلم – لحرَّج وشدَّد لكن راعى المقاصد التي تحققت من إعفاء هذا الفقير من كفارة الجماع بل وإطعامه منها، وهي ولاشك أعظم من إلزامه بها وحرمانه منها، وهذا هو الحق المقصود والشرع المحمود، فاللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجميعن،،،
فرض الله الصوم واختصه لنفسه كما قال [ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به] وما ذلك إلا لما اشتملت عليه تلك الفريضة العظيمة من معاني الجليلة، وإن من تلك المعاني المجتناة من فريضة الصيام تحقيق المقاصد التي تتجاوز المعنى الظاهر للصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع، ولذا قال – صلى الله عليه وسلم – [ من نسي فأكل أو شرب وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه] فانظر كيف صحح الصيام بل وجعل هذا الناقض له نعمة امتن الله بها على الآكل والشارب، لأن النسيان في هذه الصورة دال على عدم مناقضة مقصد الصيام الأسنى وهو التقوى، ولذا في الجانب المقابل يقول صلى الله عليه وسلم: [ من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه] ففي هذا الحديث إشعار بأن ترك الطعام والشراب ليس هو المقصود فحسب، بل هو سبيل لتحقيق المقصود وهو التقوى وهي التي بيَّن الله أنها حكمة الصيام كما في قوله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ].
ولذا فإنه لابد للصائم من إدراك هذا المعنى وأن يسعى لتحقيق المقصد الأسنى وهو التقوى، كما أنه لابد لنا أن ندرك أهمية العناية بالمقاصد في الإسلام.
ولذا فأنت ترى أن ذاك الأعرابي الذي واقع أهله في رمضان فأفسد الصيام فجاء نادماً تائباً يقول [ هلكت يارسول الله ] فلما أرشده النبي – صلى الله عليه وسلم – للكفارة وكانت تعجزه النفقه أسقطها النبي – صلى الله عليه وسلم – عنه، بل لما أعطاه النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يكفر به فأخبره الأعرابي أنه لا أفقر منه في المدينة ضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : [ أطعمك أهلك ] ولو كان غير النبي – صلى الله عليه وسلم – لحرَّج وشدَّد لكن راعى المقاصد التي تحققت من إعفاء هذا الفقير من كفارة الجماع بل وإطعامه منها، وهي ولاشك أعظم من إلزامه بها وحرمانه منها، وهذا هو الحق المقصود والشرع المحمود، فاللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجميعن،،،
Hijri Date Correction:
1