عيد الحب تاريخه ومظاهره مع فتوى اللجنة الدائمة

عيد الحب (*)

معناه:

يجتمع في (عيد الحب) أعياد ثلاثة:

1 – يوم (14) فبراير/شباط، يوم مقدس للآلهة “يونو” ملكة الآلهة الرومانية، وإلهة النساء والزواج عندهم.

2 – يوم (15) فبراير/شباط، يوم مقدم للإلهة “ليسبوس” وهي ذئبة أرضعت بزعمهم الطفلين “روميولوس” و”ريموس” مؤسسي مدينة روما، ولهما تمثالان كبيران فيها وهما يرضعان من الذئبة، وقد كان الاحتفال بهذا العيد في معبد “إل ليسوم” أي: معبد الحب، وسمي بهذا الاسم لأن الذئبة أحبت ورحمت الطفلين المذكورين.

3 – عندما وجد الإمبراطور الروماني “كلاوديوس” صعوبة في تجنيد كافة رجال روما للحرب، ورأى أن سبب ذلك هو عدم رغبة الرجال المتزوجين في الخروج للحرب وترك أهاليهم، منعهم من الزواج، لكن القس “فالنتاين” لم يطع أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في كنيسته سراً، فاعتقله الإمبراطور وقتله في (14) فبراير/شباط سنة 269م، فغيرت الكنيسة ذلك العيد من عيد عبادة الذئبة “ليسيوس” إلى عيد ذكرى القديس الشهير “فالنتاين” وله تمثال كبير في دول أوروبا.

ثم تركت الكنيسة الاحتفال بعيد القديس “فالنتاين” رسمياً سنة 1969م؛ لأن تلك الاحتفالات تعتبر خرافات لا تليق بالدين والأخلاق – كما قالوا – لكن استمر عامة الناس في الاحتفال به إلى هذا اليوم.

تاريخه:

كما تقدم في (14) فبراير/شباط.

مدته:

يوم واحد.

مظاهره:

1 – تبادل بطاقات خاصة بين الذكور والإناث مكتوب عليها هذه العبارة (be my Valantine) أي: كن فالنتاين.

2 – تبادل الورود الحمراء بين الذكور والإناث.

3 – تبادل الحلويات بين الذكور والإناث.

4 – وضع مجسم القلب الأحمر.

5 – وضع صورة (كيوبيد Cupid) وهو إله الحب – زعموا – عند الرومان، وهو عبارة عن صورة طفل له جناحان، ومعه قوس يسدد منه سهماً إلى قلب الحبيبة، ومن أصابه سهم (كيوبيد) وقع في الحب بشكل جنوني – زعموا -.

6 – لبس اللون الأحمر تعبيراً عن لون دم الشهيد “فالنتاين”(1).

7 – إقامة حفلات راقصة.

8 – عمل طرق تعرف بها الفتيات من سيكون زوجها في المستقبل، مثل كتابة أسماء الرجال على قطع من الورق ثم يطوين تلك الأوراق على شكل لفائف داخل قطع صغيرة من الطين، ويرمينها كلها في الماء، وأول ورقة ترتفع إلى السطح تحتوي على اسم محب المرأة الحقيقي.

9 – بيع كتب صغيرة تسمى “كتاب الفالنتين” تحوي بعض أبيات الشعر التي تُنقل ثم ترسل، بالإضافة إلى كثير من الاقتراحات حول كتابة الرسائل العاطفية بمناسبة عيد الحب(2).

ملحق بفتوى اللجنة الدائمة:

السؤال: 

يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (( فالنتين داي )) . (( day valentine )) . ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم، فما هو رأيكم : أولاً : الاحتفال بهذا اليوم ؟ ثانياً : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟ ثالثاً : بيع أصحاب المحلات ( غير المحتفلة ) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟ وجزاكم الله خيراً … ) .

الجواب:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده … وبعد :

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / عبد الله آل ربيعة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5324 ) وتاريخ 3/11/1420 هـ . وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه : ( يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (( فالنتين داي )) . (( day valentine )) . ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم :

أولاً : الاحتفال بهذا اليوم ؟

ثانياً : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟

ثالثاً : بيع أصحاب المحلات ( غير المحتفلة ) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟

وجزاكم الله خيراً … ) .

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) . وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) .

ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

عضو صالح بن فوزان الفوزان

عضو عبد الله بن عبد الرحمن الغديان

عضو بكر بن عبد الله أبو زيد

_____________________

      (*) مستفاد مشكورا من كتاب: الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها للشيخ د. عبد الله بن سليمان ال مهنا

1. عجيبة: نشرت جريدة الجزيرة السعودية في عددها ذي الرقم 12907 وتاريخ 22/2/1429هـ خبراً مفاده: تحذير من مرشد علاج الإدمان بمستشفى الأمل بالدمام يوسف الصالح، من انتشار حبوب مخدرة تسمى حبوب الفراولة مخصصة للبنات، مصبوغة باللون الأحمر، يُعدها مروِّجوها من مراسم الاحتفال بعيد الحب، وأنها منشطة لمشاعر الحب، وذكر المرشد أنها هي حبوب (الكبتاجون) ولكنها لونت بالأحمر لتروج عند البنات.
2. ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة، المجموعة الثانية (2/262)، و[عيد الحب، عبادة وثنية وعادة نصرانية]، إعداد: كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة، موسوعة (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة) على شبكة الإنترنت، الموسوعة العربية العالمية (17/203، 220، 221)، مجلة الولايات المتحدة الأمريكية (ص31).