مع طفرة التطور الهائل في وسائل الاتصال والتواصل بين الناس , ومع النقلة المذهلة في سهولة نقل الملعومة ويسر تبليغ الكلمة في العصر الحديث الذي نعيش فيه , حتى أضحت ضغطة زر واحدة كفيلة بإيصال كتب ومجلدات ومجموعة لا تكاد تحصى من الكلمات والمقالات , وأخرى قادرة على تبليغ الدعوة ونشر كلام العلماء والدعاة لآلاف وملايين البشر …..كان لا بد من استثمار هذه التقنية الحديثة في خدمة الدعوة إلى الله تعالى , وتسخير هذا الإنجاز الكبير في نشر كلمة التوحيد وبيان كنوز وجواهر دين الله الخاتم .
وعلى الرغم من تأخر المسلمين عموما عن مواكبة تطور وسائل التواصل والاتصال و الافادة من حسنات الشبكة العنكبوتية كما ينبغي , وتقصيرهم حتى الآن في استثمار المجال الالكتروني على الوجه الأمثل والأكمل …..إلا أن ذلك لا يعني غض الطرف عن الجهود الفردية والجماعية والرسمية المبذولة لتدارك ما فات في هذا السياق , ومحاولة اللحاق بركب ذلك السباق المحموم في العالم الافتراضي .
وفي هذه العجالة سيتم تسليط الضوء على بعض ثمار المواقع الإسلامية والدعوية في المملكة العربية السعودية , والتي يمكن إجمالها في أكثر من مجال وخانة , بدءا بنشر كلمة التوحيد وإدخال غير المسلمين في دين الله أفواجا , وصولا إلى كشف تلك المواقع عن حقيقة جوهر دين الله تعالى الحنيف الذي يمتاز بالوسطية والسماحة واليسر , وتأكيدها على براءة الإسلام من الغلو والتطرف والتعسير , وليس انتهاء بعمل تلك المواقع على تنقية دين الله الحق مما علق به من بدع وخرافات وأوهام شوهت صورته , وجهودها المبذولة في الرد على الشبهات التي انتشرت بشكل مخيف على الشبكة العنكبوتية .
لا شك أن أعظم ثمار تلك المواقع الالكترونية ببلاد الحرمين هي إدخال غير المسلمين في دين الله , وكيف لا وهي مهمة و عمل أنبياء الله ورسله أجمعين , والغاية الكبرى من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المطلوب شرعا , ومنتهى ما يرجوه الدعاة والمصلحون .
وفي هذا المجال كشفت إحصائية رسمية صادرة عن المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بحي الروضة بالعاصمة الرياض عن إسلام 15 شخصا يوميا عبر مشروع موقع دين الإسلام (www.IslamReligion.com ) , وهو موقع متخصص في تعريف غير المسلمين بالإسلام من شتى أنحاء دول العالم وبالعديد من اللغات العالمية مثل ( الإنجليزية ــ الأسبانية ــ الفرنسية ــ الروسية ــ البرتغالية ــ الألمانية ــ اليابانية ــ والصينية ــ الإيطالية ـ والكورية ) ، وقد بلغ عدد المسلمين عن طريق الموقع منذ إنشائه في العام 2006 م أكثر من (32.130) مسلم ولله الحمد والمنة ، وبلغ عدد زوار الموقع أكثر من (35.000) زائر يوميا من أكثر من 188 دولة حول العالم .
وأوضح الشيخ / توفيق بن قاسم الشرهان ــ مدير المكتب ــ أن الهدف من هذا المشروع هو التعريف بالدين الإسلامي ودعوة الناس على الدخول فيه ، علماً بأن هذا الموقع يقدم العديد من الخدمات الدعوية أهمها (التشات الحي) بمعدل 1000 محادثة (تشات) يومياً بواسطة الدعاة والرد على استفسارات السائلين وتشجيع القريبين من الإسلام إلى اعتناق الدين الإسلامي .
وأملا في قطف هذا الموقع الدعوي لمزيد من هذه الثمار المباركة الطيبة حث الشيخ “الشرهان” كل من يعرف شخصاً غير مسلم أو يريد أن يتعرف على الإسلام أن يدله على هذا الموقع المبارك ،حتى يشرق نور الإسلام ويسطع في دول العالم ويدخل الناس في دين الله أفواجاً .
ليس موقع دين الإسلام هو الوحيد الذي يسهم في نشر كيمة التوحيد وإدخال غير المسلمين في الدين الحق , بل هناك الكثير من المواقع السعودية التي تعنى بهذا المجال , فهناك على سبيل المثال لا الحصر : موقع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد “الإسلام” , وموقع الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام , ناهيك عن عشرات مواقع مكاتب الدعوة والإرشاد المنتشرة في جميع محافظات المملكة .
أما فيما يتعلق بنشر الصورة الصحيحة عن دين الله الإسلام , وبيان وسطيته وسماحته ويسره ومرونته وقابلية أحكامه وشرائعه للتطبيق في كل زمان ومكان , فهي وإن لم تكن بالمستوى المرجو والمأمول , إلا أنه لا يمكن إنكار جهود الكثير من مواقع الدعوة بالمملكة في إبرازها ونشرها , وهو ما ساهم بلا شك في إقبال الكثير من الناس على تلك المواقع لمعرفة المزيد عن حقائق هذا الدين واكتشاف ما يجهلوه من محاسنه .
ومع شيوع ظاهرة انتشار البدع والخرافات في كثير من دول العالم الإسلامي وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية بطبيعة الحال , ومحاولة أدعيائها إقحامها في دين الله تعالى بشتى الوسائل والسبل….كان لا بد من مواجهة هذه الظاهرة بدعوة المسلمين إلى التمسك بكتاب الله تعالى وما صح من سنة رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم , والتأكيد على أن في الصحيح الثابت في سنة الرسول الكريم ما يغني عن الضعيف …ولا تخفى بصمات المواقع الإسلامية والدعوية بالمملكة في هذا المجال , فصفحاتها فائضة بالمقالات والدروس والمواعظ والتوجيهات المحذرة منها , و جهودها في مواجهة البدع والحد من انتشارها وشيوعها لا ينكرها إلا جاهل أو جاحد .
وإذا تطرقنا إلى جهود مواقع الدعوة بالمملكة في مواجهة الهجوم الشرس على دين الله الحق , ومحاولة أعدائه رميه بالغلو والتطرف والعنف وما يسمى “الإرهاب” , ناهيك عن محاولة طمس معالمه والطعن بأحكامه والتشويش على عالميته وصلاحه للتطبيق في كل زمان ومكان , وإثارة الشبهات التي يروجها أتباع التيارات الفكرية الباطلة والمذاهب المنحرفة عن دين الله الحق على الشبكة العنكبوتية…… فهي – رغم تواضعها – مشكورة ومحمودة مع التأكيد على ضرورة دعم المواقع التي تقوم بهذه المهمة الكبيرة والعمل على زيادة عددها لمواجهة الهجوم الالكتروني الهائل كما وكيفا على دين الله .