لا تكاد الحرائق التي يشعلها أعداء الإسلام بديار المسلمين تنطفئ أو تتوقف , فليست "حلب" وحدها هي التي تحترق بنيران قذائف الطائرات الروسية النصيرية , بل هناك الكثير من مدن المسلمين من أهل السنة التي تكتوي بنيران أعدائهم في مختلف بقاع الأرض , فالموصل تحترق بنار المليشيات الصفوية , و "أراكان" تحترق اليوم بنار الحقد والعداء البوذي و…..
وفي ظل غياب مشروع واضح للدول السنية في المنطقة والعالم في مواجهة المشاريع الصفوية النصيرية البوذية ….. الاستئصالية , لم يجد عموم المسلمين المتألمين على واقع ما آلت إليه أحوال أخوة لهم في العقيدة والدين في كل من سورية والعراق وبورما …. وغيرها , إلا تسليط الضوء على ما يتعرضون له من قهر وظلم واضطهاد , وصل إلى حد القتل والإبادة بأبشع الطرق والوسائل , ناهيك عن التهجير القسري الذي يبدو أنه الهدف المشترك لكل القوى المعادية لأهل السنة .
ومن هنا يمكن قراءة الوسم الذي أطلقه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #اراكان_تحترق , في محاولة منهم لتسليط الضوء على ما جرى ويجري في قرى الأقلية المسلمة في أراكان مؤخرا , حيث تشهد تلك المنطقة حملة إحراق ممنهجة لبيوت وقرى المسلمين بما فيها حجر وشجر وحتى بشر .
فقد عثر بعض سكان مدينة "منغدو" بولاية أراكان أمس على جثث متفحمة في منازل أحرقت بشكل كامل يوم الأحد , وقال مراسل وكالة أنباء أراكان عبر مقطع فيديو : إن هذه الجثث المتفحمة بشكل كامل تعود لأشخاص من أقلية الروهنغيا لم يتمنكوا من الهرب والخروج من منازلهم أثناء الهجمات التي شنتها القوات الحكومية بالطائرات المروحية والتي أحرقت فيها المنازل .
ومع توثيق المنظمات الحقوقية الدولية لأمثال هذه الجرائم والانتهاكات , حيث أكد بيان صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن ما لا يقل عن 430 مبنى أحرقت بالكامل في "أراكان" , داعية الأمم المتحدة إلى التحقيق في الهجمات الأخيرة التي استهدفت قرى لأقلية الروهنغيا المسلمة في الإقليم …إلا أن الأمر ينتهي دائما عند حد التوثيق والدعوة للتحقيق ثم لا شيء يحدث بعد ذلك لأسباب باتت معلومة ولا تحتاج إلى مزيد بيان .
الأمم المتحدة من جهتها لم تخرج عن دورها المرسوم لها منذ إنشائها بعد الحرب العالمية الثانية تجاه قضايا المسلمين من أهل السنة على وجه الخصوص , فقد اكتفت المنظمة العتيدة بالإعراب عن القلق إزاء تقارير أفادت بمقتل 28 من مسلمي الروهنغيا ، في غارات نفذها جيش ميانمار على قرى في إقليم أراكان , مستجدية السلطات البوذية في ميانمار بـ ضرورة التزامها باحترام القانون الدولي وحماية المدنيين !!
أما رد فعل المنظمات الإسلامية إزاء المحرقة التي تنتقل من مدينة إسلامية إلى أخرى دون توقف , فقد كان كالعادة مقتصرا على بيانات الإدانة ومطالبة الأعداء بإخماد الحرائق التي يشعلونها !!
فقد نددت دار الإفتاء المصرية أمس الاثنين، بمقتل 28 من مسلمي الروهنغيا على يد الجيش البورمي معتبرة أن سلطات ميانمار تنتهج سياسة "تطهير عرقي" , ومطالبة بتقديم كل سبل الدعم المادي والمعنوي لمسلمي الروهنغيا الذين يتعرضون للتطهير العرقي والإبادة الجماعية من قبل سلطات ميانمار .
كما دعت هيئة علماء المسلمين في العراق ؛ المسلمين عامة والحكومات بوجه خاص إلى القيام بدور مؤثر؛ من أجل حماية المستضعفين من المسلمين الذين يتعرضون للقتل والتنكيل يوميا على أيدي عصابات مرعية حكوميا، ترفض قبولهم ، وتختلق الذرائع والحجج في سبيل إبادتهم .
وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة يوم أمس الاثنين أن السلطات الحكومية في (ميانمار) قامت خلال اليومين الماضيين بقتل (33) شخصا على الأقل من قومية (الروهنغيا) المسلمة , متهمة تلك القوات بالقيام بعملية تطهير وتهجير تحت مظلة القانون , داعية وسائل الإعلام الحرة إلى أن يكون لها دور في كشف هذه الجرائم ومرتكبيها .
ومع الاعتراف بأهمية استمرار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بإطلاق الاوسمة لتسليط الضوء على الأحداث الساخنة بديار المسلمين وما أكثرها , و ضرورة إصدار المنظمات الإسلامية للبيانات التي باتت تعبر على موقف أضعف الإيمان إن صح التعبير ……
إلا أنها بالتأكيد لا تكفي لإخماد الحرائق التي يشعلها أعداء الأمة في ديار وبيوت وأجساد المسلمين في أكثر من بقعة ومكان , فالبيانات إن لم يكن ورائها قوة سياسية واقتصادية وعسكرية فلن تكون لها أي قيمة , فمن المعلوم أن اللغة الوحيدة التي يفهمها الطغاة عموما هي : لغة القوة .