لم تكن محاولة تسييس الحج من قبل ملالي قم أمرا مفاجئا او جديدا , فما وصل رؤوس الرافضة وزعيمهم الخميني إلى سدة الحكم في إيران إلا باستغلال مسمى الدين والتلبس بشعارات حب آل البيت ….. دون أن ننسى المؤازرة الغربية والدولية التي احتضنت الخميني لسنوات طويلة في أشهر عواصمها قبل أن تحمله إلى طهران لتنفيذ المهمة الموكولة إليه ضد اهل السنة في المنطقة .
أولى تلك المؤشرات ظهرت منذ أيام قليلة على وسائل إعلام الرافضة التي كثفت من هجمتها على المملكة العربية السعودية تزامنا مع اقتراب أداء الحجاج لأهم مناسك الحج ابتداء من الثامن من شهر ذي الحجة الحالي , وجاءت أعنف تلك الهجمات وأكثرها كذبا وافتراء على لسان رأس نظام ملالي قم ومرشدها الأعلى كما يسمونه – علي خامنئي , الذي حاول اتهام المملكة بما تلوثت به يده ويد أسلافه من الرافضة المجوس من جرائم ضد أمن الحرمين الشريفين .
لم يرق لرؤوس الرافضة وأئمة الضلال على ما يبدو أن يمر رفض المملكة لطلبهم تسييس الحج وتدويله هكذا , وأبت صدورهم وقلوبهم التي ملأها الحنق والحقد على بلاد الحرمين إلا أن تفرغ ذلك كله أفكا وكذبا على المملكة , تمهيدا لأعمال فوضى وتخريب محتملة ضد حجاج بيت الله الحرام في موسم حج هذا العام , ليتم التبرئ منها لاحقا بذريعة عدم إرسال أتباعهم إلى حج هذا العام .
كان من الطبيعي أن تستخدم طهران نفوذها في العراق للتسويق لأكاذيبها الباطلة ضد المملكة السعودية , وكان من المتوقع أن يأمر خامنئي أزلامه في بغداد للترويج لإفكه وافترائه الأخير على بلاد الحرمين , ومن هنا يمكن فهم ما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من صور اللافتات التي كتبت عليها تصريحات علي خامنئي ضد السعودية وانتشرت في الشوارع الرئيسية في العاصمة العراقية بغداد .
لم يكن رد المملكة على اتهامات خامنئي وأبواقعه الإعلامية بنفي التهمة عن نفسها أو تبرئة ساحتها من الجرائم التي حاول خامنئي يائسا أن يلصقها بها , فبراءتها من أمثال هذه الاتهامات بدهية ومعلومة ….. بل كان ردها على أكاذيب خامنئي بفتح صفحات تاريخ الرافضة الأسود المتعلق بجرائمهم البشعة بحق الحرمين الشرفين قديما وحديثا .
ويكفي طالب الحقيقة أن يعلم أن الرافضة هم أول من ابتدع ظاهرة التظاهر ورفع صور الخميني في الحج عام 1980 , ثم تطور الأمر إلى محاولة بعض أزلام إيران تهريب بعض الأسلحة البيضاء والنارية إلى داخل الحرم المكي عام 1983م , ليصل بهم الأمر في 9 ذي الحجة من عام 1410 إلى أن إطلاق أفراد من أتباعها الغاز السام في نفق المعيصم بمكة المكرمة ممّا أدى إلى وفاة نحو 1420 من الحجاج وجرح وإصابة عدد آخر، معظمهم من الإندونيسيين والأتراك .
بل إن حادث التدافع المفجع الذي وقع في موسم حج العام الماضي لم تسلم منه أصابع الرافضة وأيديهم الخبيثة , حيث أفادت تقارير إعلامية بأن بعض الحجاج الإيرانيين هم وراء سبب التدافع ؛ بسبب عدم التزامهم بتعليمات الأمن فى المكان .
لقد كان رد المملكة على أباطيل وافتراءات طهران ببيان الحقائق السابقة , والتحذير من المساس بأمن الحج والحجاج الذي تتبره المملكة خطا أحمر لا يمكن أن تتهاون أو تتساهل مع من يحاول تجاوزه أو المساس به كما جاء على لسان كل من ولي العهد محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي حمّل طهران المسئولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام , واتهمها بالسعي لتسيبس الحج والإخلال بأمن الحج والحجيج …. وعلى لسان اللواء أحمد الأحمدى قائد القوات الخاصة لأمن المسجد الحرام فى السعودية الذي أكد أن الأمن فى الحرم المكى بمثابة الخطوط الحمراء التى لا يمكن تخطيها تحت أى ظرف .
والحقيقة أن ردا قويا آخر على تطاول خامنئي على بلاد الحرمين جاء على لسان مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , الذي أوضح حقيقة النظام الإيراني ومرشده الأعلى خامنئي واصفا إياهما بأنهما : “أعداء الإسلام والعقيدة” , وبأنهم “ليسوا مسلمين ، فهم أبناء المجوس ، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم ، وتحديداً مع أهل السنة والجماعة” .
أما المؤشر الثاني على وجود نوايا إيرانية لزعزعة أمن حج هذا العام فهي محاولة بعض مليشيا رافضية الذهاب إلى موسم الحج بجوازات مزورة , حيث كشف مصدر أمني عراقي أن أجهزة الأمن العراقية ضبطت عناصر مليشيات عراقية ولبنانية تابعة للحرس الثوري الإيراني، حاولت التسلل بين صفوف حجاج العراق بجوازات مزورة .
وأضاف المصدر أن بعض من تم القبض عليهم أدلى بمعلومات عن أنهم كانوا مكلّفين بإثارة المشاكل والقلاقل في موسم الحج .
لا شك ان قيادات المملكة الأمنية تدرك جيدا حجم العداء الذي تكنه طهران لبلاد الحرمين , وخصوصا بعد الصفعات المتكررة التي تلقتها مؤخرا على وجهها القبيح , ولا شك أن استعداداتها الأمنية لضمان أمن موسم حج هذا العام وأمان الحجاج على أكمل وجه , إلا أن التذكير بمزيد من الحذر والانتباه لا يضر , فكما يقول المثل : درهم وقاية خير من قنطار علاج .