بل يمكن القول : إنه ومنذ إطلاق بلاد الحرمين عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضد التغول الصفوي في اليمن وغيرها من بلاد أهل السنة , اشتدت الحملات التغيربية في الداخل السعودي شراسة , في محاولة واضحة لابتزاز المملكة ومساومتها على مواقفها الأخيرة ضد المشروع الصفوي المدعوم غربيا .
لم تكن الحملة التغريبية الأخيرة ضد ولاية الرجل على المرأة المقررة قانونا في بلاد الحرمين والمنصوص عليها شرعا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم …. هي أولى الحملات من هذا النوع , بل هي في الحقيقة مجرد حلقة من حلقات مسلسل محاولة تغريب المجتمع السعودي على وجه الخصوص .
ومن يعود بالذاكرة إلى الوراء قليلا يمكنه استحضار الحملات الكثيرة التي يقودها ويثيرها عادة أتباع الفكر الغربي في المملكة , ابتداء بمحاولة مهاجمة تطبيق المملكة للعقوبات الشرعية المقررة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كــ – كالقصاص والجلد والرجم والتعزير وقطع يد السارق … – وصولا إلى محاولة اتهام المملكة بانتقاص حقوق الإنسان لمجرد دفاعها عن هويتها الإسلامية ضد المستهزئين بدين الله أو المتطاولين على ثوابته و رموزه , وليس انتهاء بمحاولة استهداف التزام المرأة السعودية بدينها من خلال المطالبة برفع ولاية الرجل عنها .
والحقيقة أن حملة المطالبة برفع الولاية عن المرأة في السعودية من قبل أبواق الغرب قد ازدادت في الأشهر القليلة الماضية , واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالهاشتاغات حول هذا الموضوع , الأمر الذي يثير الكثير من الأسئلة حول أهداف وأغراض مروجي هذه الحملة في هذا الوقت بالذات .
أولى هذه الأهداف على ما يبدو وأخطرها على الإطلاق : محاولة استهداف تمسك المجتمع السعودي بالشريعة الإسلامية , ليس على مستوى التمسك الشخصي فحسب , بل على مستوى الالتزام الحكومي بشرع الله وأحكامه , فمن المعلوم أن القوانين المعمول بها في المملكة السعودية مستقاة من الشريعة الإسلامية الغراء .
لم تسر الأمور حسب ما يشتهي دعاة التغريب وأتباع الفكر الليبرالي في المملكة , فقد قوبل هاشتاغ #سعوديات_نطالب_باسقاط_الولاية – والذي حمل أرقاما كثيرة 26 و 27 و31 …. – بكثير من الهاشتاغات التي تؤكد تمسك المرأة السعودية بشرع الله , وافتخارها بولاية الرجل عليها حسب ما أمر الإسلام , ويقينها بأن الولاية لها لا عليها , #سعوديات_نفخر_بالولايه46 #سعوديات_نفخر_بولايه_اهلنا_31 #الولاية_ لها_لا_عليها .
وقد أشعل وسم #الولاية_ لها_لا_عليها “تويتر” مؤخرا , وغرد الكثير من العلماء والدعاة والمدافعين عن الولاية على هذا الوسم , والتي يمكن القول بأنها تشتمل على خلاصة جيدة للرد على تلك الحملات التغريبية التي تحاول الاصطياد في الماء العكر , مستغلة سوء فهم البعض لمعنى الولاية على المرأة في الإسلام , والذي أدى بطبيعة الحال إلى ظهور تطبيقات سلبية ونماذج سيئة في هذا الإطار .
أولى هذه التغريدات كانت للدكتور عبدالعزيز الفوزان – الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء – والذي عبر حسابه على “تويتر” : إن “من يطالب بإلغاء الولاية الشرعية لظلم بعض الأولياء، أو إلغاء الحسبة والتحفيظ لبعض الأخطاء فيهما، كمن يطالب بهدم المساجد أو المشافي لما فيها من أخطاء”.
أ د عمر المقبل غرد : لو أن كل حكم شرعي وقع في تطبيقه تقصير من أهله ألغي،أو كل نظام كذلك؛ لم يبق حكم ولا نظام،بل لصوت بعضهم على أصل الإسلام!
وأضاف : لو تأملت المرأة موضوع الولاية في كتب الفقه؛ لأدركت أن #الولاية_لها_لا_عليها فلتحذر من إطلاق القول دون فرز بين الشرع، وبين تطبيق المخطئين.
محمد الخضيري قال : في قلب أوروبا وجدت أكثر من يدخل الإسلام هم النساء عندما يعلمون أن الإسلام يلزم الرجل بحماية المرأة والإنفاق عليها .
د . علي عمر بادحدح غرد : #الولاية_لها_لا_عليها فهمها الخاطئ وتطبيقها الجائر مرفوض ولا يمت للشريعة بصلة وتبقى الولاية الشرعية الصحيحة حكمة ورحمة وفطرة لأنها شرع الله .
وأضاف : #الولاية_لها_لا_عليها سوء الفهم أو خلل التطبيق لايعود على أصل الحكم الشرعي لا بالإبطال ولا بالإشكال بل يظل هو الصواب والحكمة والرحمة فتأمل .
د . محمد السعيدي : #الولاية_لها_لا_عليها تعسف البعض في أداء واجبهم في الولاية ناتج عن فهمهم أن الولاية حق لهم والصحيح أنها حق للمرأة فريضة على الرجل .
د . محمد البراك : #الولاية_لها_لا_عليها وهي قيام بشؤونها وحمايتها , ومن فهم الولاية بأنها تسلط على المرأة وتضييق عليها وهضم لحقوقها فهو غير أهل للولاية .
وأخيرا أطلق موقع “لها أون لاين” حملة إعلامية لمناقشة “قضية الولاية” على المرأة؛ حيث يؤكد خلالها العديد من العلماء والكتاب والمفكرين علاقة “الولاية” بحماية المرأة وصيانتها، والحفاظ على حقوقها إن تم استخدامها على وجهها الصحيح .
وانطلقت الحملة تحت وسم #الولاية_ لها_لا_عليها، الساعة التاسعة من مساء أمس السبت ؛ و تناولت المفهوم الشرعي للولاية، والفرق بين القوامة والولاية , كما طرحت العديد من التساؤلات التي يتجاهلها دعاة التغريب ، الذين يروجون لخلخلة الكيان الاجتماعي الصلب للأسرة المسلمة ، تحت دعاوى كثيرة ، منها : الولاية تقيد حرية المرأة .