ولعل النموذج الصارخ لهذا النوع من التنظيمات اليوم هو ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” , الذي تؤكد ملابسات بداية ظهوره والإعلان عنه في العراق وسورية , وممارساته التي كانت وما زالت تضر بمصالح أهل السنة إلى الآن….. في أنه صنيعة وُجدت لخدمة أعداء الأمة من الرافضة والنصيرية وغيرهم .
بدا ذلك جليا في سورية التي كان لظهور ما يسمى “داعش” فيها أثر كبير في تأخير إسقاط نظام طاغية الشام حتى الآن , سواء من خلال محاربة هذا التنظيم للثوار واستباحة دمائهم بعد اعتبارهم مرتدين , أو من خلال إعطاء ذريعة لأعداء الأمة للنيل من الفصائل الإسلامية الثورية باسم محاربة إرهاب “داعش” .
كما بدا ذلك واضحا في كل من العراق وليبيا واليمن وغيرها من دول ما يسمى “الربيع العربي” , حيث كان ظهور ما يسمى “داعش” في هذه الدول متزاما بشكل ملحوظ مع تقدم الثوار على الأرض , وتحقيقهم انتصارات نوعية تنذر بإنهاء عملاء الرافضة والغرب بتلك البلاد .
والحقيقة أن المتابع لتدخل “داعش” وظهوره فجأة في إحدى دول ما يسمى “الربيع العربي” أو غيرها , يمكنه دون عناء أن يلاحظ تزامن ذلك دائما مع تضييق الخناق على أجندة الرافضة وأعداء الأمة ومشروعهم الخبيث في الشرق الأوسط ودولها السنية .
وضمن هذا السياق يمكن قراءة الأصدار الجديد لتنظيم الدولة “ولاية الرقة” , والذي تضمن شريط فيديو يتناول الشأن اللبناني هذه المرة , حيث هدد فيه “داعش” نصارى لبنان , وهاجم حزب اللات اللبناني ظاهريا , مشيرا أنه يسيطر على لبنان بموافقة عربية , كما دعا من أسماهم “أحفاد الصحابة” في لبنان إلى قتال النظام !!
وظهر في الفيديو اثنان من قادة ما يسمى “تنظيم الدولة” في الرقة ، أحدهما يدعى “أبو عمر الشامي” والثاني يدعى “أبو خطاب اللبناني”، يلقيان خطابا يحمل عنوان “يا أحفاد الصحابة بلبنان”، تناول “مظلومية أهل السنة في لبنان”، و عرض مشاهد للجيش اللبناني الذي يستخدم سلاحه – الممول عربيا حسب الفيديو – لاستهداف “الطائفة السنية في لبنان” .
لقد غفل “التنظيم” عن مظلومية أهل السنة بلبنان دهرا , ولم يلاحظوا تغول حزب اللات فيه وهيمنته على جميع مفاصل الدولة منذ سنوات وحتى الآن , كما لم يتنبهوا لانحياز الجيش اللبناني وتنفيذه لأجندة الرافضة في لبنان ……..إلا حين بدأ الخناق يضيق على حزب اللات وعملائه في الجيش اللبناني بعد أن أوقفت السعودية المساعدات العسكرية المقدرة بأكثر من 3 مليارات دولار لهذا الجيش , وقرار دول مجلس التعاون الخليجي ومن بعده جامعة الدول العربية بالإمس باعتبار حزب اللات منظمة إرهابية .
إن توقيت تناول ما يسمى “داعش” الشأن اللبناني في هذا التوقيت , يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يعمل لخدمة أجندة أعداء الأمة وعلى رأسهم الرافضة , فالفيديو الذي بثه التنظيم يعتبر قبلة الحياة للحزب الرافضي بلبنان , ليخرج من عنق الزجاجة الذي بات فيه , بعد أن تراكمت الآثار السلبية لتدخله السافر في سورية داخليا وخارجيا , وانفضاح طائفيته التي حاول إخفاءها طويلا بتقيته الاثني عشرية وشعاراته الكاذبة المخادعة بما يسمى “المقاومة والممانعة” .
وللتأكيد على أن لتوقيت تهديد “داعش” لنصارى لبنان الآن دلالة واضحة هي إنقاذ حزب اللات الرافضي من الانهيار والسقوط المدوي , بعد الهزائم العسكرية والسياسية التي مني بها مؤخرا ….. تناول الباحث في مقارنات الأديان الأستاذ عصام أحمد مدير هذا الأمر ضمن سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي على “تويتر” تحت عنوان : دلالات تهديدات “داعش” المسرحية لنصارى لبنان : التوقيت والتوظيف ولمصلحة من ؟
وقال “مدير” في إحدى هذه التغريدات : “التوقيت يخون داعش ويكشف لكل مسلم فطن أن إيران وفلولها وأنصارهم يحركون غلمان داعش لانقاذهم من ورطة ولخدمة أجندة خفية” .
وفي تغريدة أخرى يقول : “ليس فقط توقيت اعلان داعش في لبنان يفضحها بل أيضا توظيف ايران وحزبالة لهذا الاعلان سيفضح من يحرك داعش ضدنا ولمصلحة من” .
وقد ذكر “مدير” إحدى توظيفات هذا التهديد الداعشي قائلا : “ومن ذلك التوظيف الخبيث الذي سترونه لإعلان داعش في لبنان بشأن النصارى هناك أن كنيسة بكركي ستعتبر أي انتقاد لدعمها لحزبالة وبشار تأييد لداعش” .
كما أكد في تغريدة أخرى أن : “تهديدات داعش لنصارى لبنان يؤكد أنهم أكبر مستفيد منها فهم من يسيطر على جيش لبنان وهم أكبر داعم لبشار ولحزبالة وكنيستهم شكلت حلف الأقليات ضدنا” .
وأضاف “مدير” : “اسأل نفسك : لماذا تستهدف داعش نصارى لبنان الآن بينما الخليج والعرب يستهدفون حزبالة هناك؟ هذا يؤكد أن بكركي وأحزابها هي عمق حزبالة الاستراتيجي” .
وتوقع “مدير” ظهور أصداء التهديد الداعشي قريبا بقوله : “الليلة وغدا ستسمعون اصواتا مارونية تزعم أن من يستهدف حزبالة فهو يمكن لداعش ضد نصارى لبنان , وهكذا سيوظفون بقوة اعلان داعش ضد تحركات الخليج” .
وتابع : “وأكاد أقسم أن حسن زميرة يعد الآن خطابا عاطفيا لنصارى لبنان والعالم ليدعي آنه ممن يحميهم من تهديدات داعش لهم ….. توظيف متوقع وستشاهدونه فتذكرون” .