في تصريحات مفاجئة وبعد طول غياب عن الإدلاء بأمور ترتبط بهذا الملف خرج جنرال إيراني لكي يؤكد أن بلاده على استعداد للتدخل العسكري في اليمن؛ فقد أعلن مسؤول عسكري إيراني كبير، أن بلاده قد ترسل مستشارين عسكريين إلى اليمن لمساعدة الحوثيين, وأشار نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، البريغادير جنرال، مسعود جزايري، إلى أن «إيران قد تدعم الحوثيين بنفس أسلوب دعمها القوات الحكومية في سوريا»…
هذه التصريحات جاءت في وقت يتعرض فيه المتمردون الحوثيون الموالون لإيران لخسائر كبيرة على أيدي المقاومة اليمنية والجيش الوطني حيث أصبح انتزاع العاصمة صنعاء من أيدي الانقلابيين أقرب من أي وقت مضى..كما يأتي هذا التصريح في وقت ازدادات فيه الخلافات بين الحوثيين وحلفائهم من انصار الرئيس المخلوع علي صالح الذي بدأ يسعى للهروب أو إرسال إشارات للتسليم مع منحه الأمان وهو ما أغضب الحوثيين فيما يبدو فبدأوا يضيقون على جنوده والمحسوبين عليه ووصل الأمر لاعتقال البعض وقتل البعض الآخر…
صالح من جهته أطلق إشاعات عن مرضه وصفها بعض المحللين بأنها إشاعات يجري توظيفها للتغطية على عملية سرية ما يجري التجهيز لها لتأمين هروب آمن أو هروب مشرف لصالح, وأكدوا أن صالح وصل لنهاية اللعبة، ولم يعد قادرا على الاختفاء في الأقبية داخل صنعاء في ظل الهجمة القوية التي تشنها دول التحالف العربي لإنهاء تأثيره السياسي والعسكري في البلاد…..
محللون آخرون أشاروا إلى أن إيران لا يمكن أن تتدخل وحدها في اليمن خصوصا في هذه المرحلة الحرجة, لافتين إلى أن إيران تريد الدفع بروسيا للتدخل معها في اليمن وقال الباحث الإيراني المتخصص في الشؤون الإقليمية حسن أحمديان, أن إيران لا تتدخل في اليمن، مشيرا إلى أنها تسعى لإحداث توازن دولي، وأكد أن "إيران تطمح إلى إدخال الروس في اليمن عبر مجلس الأمن.. من جانبه قال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر إن إيران تسعى إلى التخطيط للمرحلة المقبلة، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الأميركية وتخوفها من رفض الحزب الجمهوري للاتفاق النووي. وأضاف أن روسيا تريد حليفا لها في المنطقة، وأفضل من يقوم بذلك هو إيران، وقد شعرت بأهمية ذلك في سوريا…
من جهته, استبعد الكاتب الصحفي اليمني محمد جميح أن تضع روسيا نفسها في موضع المعارض لقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، خصوصا أن هذه القرارات تحظر توريد السلاح إلى اليمن، وتعترف بالحكومة الشرعية هناك، مضيفا أن روسيا ليس لها مصلحة إستراتيجية في اليمن كما هو الحال في سوريا.وتابع جميح أن التصريحات بشأن اليمن صدرت من إيران لا من روسيا، ومن ثم فهي تعبر عن رغبات إيرانية أكثر من كونها حقيقة ملموسة….
البعض فسر التصريحات الأخيرة لإيران بأنها محاولة لإرباك السعودية بعد تصريحاتها بشأن التدخل العسكري في سوريا وكأن طهران تريد المساومة فإذا تدخلت الرياض في سوريا تتدخل هي في اليمن ولكن يشكل على هذا أن التدخل السعودي في سوريا سيكون تحت غطاء التحالف الدولي وليس بشكل فردي كما تريد إيران في اليمن لذلك يستبعد أن تكون طهران في ظل هذه الظروف قادرة على أكثر من التصريح.