مقدمة: تظل المؤتمرات في فعالياتها وتأصيلها البحثي عنصراً مهماً من عناصر التطوير والتنمية عموماً والقضية المبحوثة ومراجعة قضاياها واستشراف مستقبلها خصوصاً ؛ وفي مجال القرآن الكريم تحتاج الساحة الشرعية إلى مثل هذه المحافل التي برع وبرز فيها مؤخراً (مؤتمر تطوير الدراسات القرآنية) الذي يقوم عليه كرسي القرآن وعلومه بجامعة الملك سعود وشريكه مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض؛ وفي مناسبة سابقة كنا قد أجرينا حواراً موسعاً مع المشرف العام ومدير المركز الدكتور/ عبدالرحمن بن معاضة الشهري – حفظه الله وسدده وفريقَ عمله المبارك – عن المؤتمر الأول الذي كان عن تطوير الدراسات القرآنية وأعطانا تبياناً محرراً وقيماً عن هذا المصطلح والمقصود به والمغزى من هذا التطوير والنهج الذي ينتهجونه لهذا المؤتمر خدمة لهذا المشروع العظيم الدراسات القرآنية.
وقد تشرفت ثانيةً بالمتابعة مع الفريق المتميز لهذا المركز عن آخر أخبار الإعداد للمؤتمر القادم، فكان هذا البيان من زملائنا الأفاضل:
على خطى درب تطوير الدراسات القرآنية الذي اخترناه سبيلًا ورسالة, وطريقًا لخدمة القرآن الكريم وعلومه والمتخصصين فيه في شتى بقاع الأرض, يأتي هذا المؤتمر الدولي الثاني لتطوير الدراسات القرآنية الذي ينظمه كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود بالتعاون مع شريكه الاستراتيجي مركز تفسير للدراسات القرآنية بعنوان:
« البيئة التعليمية للدراسات القرآنية .. الواقع وآفاق التطوير » , في رحاب جامعة الملك سعود من 10 / 5 / 1436هـ إلى 13 / 5 / 1436هـ , الموافق 1 / 3 / 2015م إلى 4 / 3 / 2015م ؛ ليكون خطوة عملية أخرى في هذا الطريق, ولبنة تضاف إلى لبنات سابقة في بناء التطوير المنشود الذي بدأناه في المؤتمر الدولي الأول لتطوير الدراسات القرآنية, والمنعقد كذلك في رحاب جامعة الملك سعود من 6/4/1434هـ الموافق 16/2/2013م إلى 10/4/1434هـ الموافق 20/2/2013م , والذي آثرنا أن يكون تمهيدًا وارتيادًا لآفاق التطوير ومعالمه, فجاء شاملًا لمحاور التطوير المختلفة للدراسات القرآنية (العلمي , والتعليمي , والتنظيمي , والتقني , والتمويلي , والإعلامي).
ولما سألنا عن الموضوع المخصص لهذا المؤتمر الثاني ولمَ تم اختيار البيئة التعليمية كان الجواب:
اخترنا لمؤتمرنا الثاني هذا أن يكون خاصًّا بمدارسة تطوير المحور التعليمي للدراسات القرآنية من جميع النواحي, تقديرًا للدور العظيم الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية القرآنية , وحرصًا على مراجعة الجهود العظيمة المتتابعة التي بذلتها الأمة في تعليم القرآن الكريم وتدريس علومه منذ نزوله حتى اليوم ، والبناء عليها ، وتطويرها ، وتقويمها , والاستفادة من الخبرات والتجارب والتقنيات المعاصرة في نظم التعليم وأساليبه ووسائله لتحقيق أفضل النتائج , بما يستحقه كتاب الله عز وجل وعلومه من العناية والرعاية.
ونرجو أن يحقق المؤتمر أهدافه التي وضعت له, فيكون مشاركة حقيقية في تطوير البيئة التعليمية للدراسات القرآنية ، تقدِّم حلولًا مبتكرة وأفكارًا مثمرة حول أولويات التطوير في هذا القطاع التعليمي المهم.
س/ ما الآثار التي يمكن أن تبينوها لنا بشيء من التحديد والتي ترجون أن يخرج بها هذا المؤتمر؟
جواب: نطمح ونؤمل ونسعى أن تسهم فعاليات المؤتمر وأبحاثه وجلساته في تأهيل الدارسين ليكونوا روادًا للإبداع في تخصصهم وفق منهجية علمية أصيلة , وتساعد على تقديم تجارب متميزة في مجال تعليم القرآن وعلومه للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة , والاستفادة من وسائل التقنية الحديثة وأبواب الإعلام المختلفة لخدمة هذه الغايات الجليلة.
كما نأمل أن يقدِّم المؤتمر – من خلال أوراقه وحلقات نقاشه التي يضمها سجل بحوثه هذا – برامج تعليمية أكاديمية معتمدة عالميًّا للدراسات القرآنية وفق أعلى معايير الجودة, وسبل تحقيق ذلك والوصول إليه, كما يقدِّم برامج متميزة وخبرات نوعية في مجال التعليم غير الأكاديمي من مختلف دول العالم الإسلامي .
وأن يكون خطوة إيجابية لتطوير جوانب التنسيق والتكامل بين المؤسسات العاملة في تعليم الدراسات القرآنية , وفرصة لالتقاء الباحثين والخبراء حول العالم المعنيين بهذا المجال التعليمي ، لتبادل الخبرات والآراء والمؤلفات والبحوث .
وأن نرى من ثمراته دراسات علمية لواقع البيئة التعليمية للدراسات القرآنية , واستشراف مستقبلها , نتبين من خلالها مواطن القوة فنزيدها , ومواضع الضعف فنعالجها , ونتعرف بواسطتها على الفرص الاستثمارية الممكنة وآليات تسويقها في مجال تعليم الدراسات القرآنية , وأفضل السبل لتمويل مشاريعها.
س/ لو حدثتمونا عن الباحثين المشاركين في هذا المؤتمر ومحاور الأبحاث؟
جواب: حظي المؤتمر – ولله الحمد – بمشاركة فاعلة من عدد كبير من الباحثين من مختلف دول العالم , ممن يحمل همَّ التطوير, ويسعى للنهوض بتعليم الدراسات القرآنية والارتقاء بها نحو الأفضل , وكان على اللجنة العلمية للمؤتمر أن تضاعف جهودها لتحكيم البحوث الكثيرة المقدَّمة من الباحثين الكرام تحكيمًا علميًّا يراعي موضوع المؤتمر وأصالة البحث والتزامه بالمنهج العلمي , فأسفر التحكيم عن قبول ( 54 ) بحثًا للمشاركة في المؤتمر , موزعة على محاور المؤتمر:
المحور الأول : الاعتماد الأكاديمي ومعايير الجودة للمؤسسات القرآنية .
المحور الثاني : البرامج التعليمية الأكاديمية للدراسات القرآنية .
المحور الثالث : البرامج التعليمية غير الأكاديمية للدراسات القرآنية .
المحور الرابع : تعليم الأطفال القرآن الكريم وعلومه .
المحور الخامس : تعليم الدراسات القرآنية بغير اللغة العربية .
المحور السادس : تمويل المشروعات التعليمية للدراسات القرآنية .
المحور السابع : تعليم الدراسات القرآنية لذوي الاحتياجات الخاصة .
المحور الثامن : استثمار وسائل التقنية في تعليم الدراسات القرآنية .
ورأت اللجنة تقسيم البحوث المقبولة إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : البحوث المشاركة في جلسات المؤتمر . وعددها ( 30 ) بحثًا.
القسم الثاني : البحوث التي رأت اللجنة المنظمة حاجتها لمزيد من النقاش والحوار مع المهتمين والمتخصصين , فأفردت لها حلقات نقاش خاصة في المؤتمر, وعددها ( 7 ) بحوث .
القسم الثالث : البحوث المقبولة للطباعة فقط ضمن هذا السجل لبحوث المؤتمر ، وذلك لضيق الوقت عن عرضها ضمن الجلسات وحلقات النقاش ، وقناعة اللجنة بضرورة اطلاع الباحثين عليها ، فكان خيار طباعتها هو الخيار الأمثل , حتى لا يحرم المتخصص الحريص من الاطلاع عليها والإفادة منها , وعددها ( 16 ) بحثاً .
كلمة أخيرة تودون طرحها في ختام هذه التغطية؟
جواب: نود تجديد التأكيد على أن تطوير الدراسات القرآنية الذي نسعى إليه هو تطوير الوسائل والأساليب والمناهج , مع المحافظة على الثوابت وترسيخ الأصول المتفق عليها لفهم القرآن كما ورثناها من سلفنا الصالح ، بحيث يكون التطوير مبنياً على أصول صحيحة، ويكون هذا التطوير علميًّا شاملًا مدروسًا معتمدًا على التحسين المستمر للوسائل والآليات , لنصل إلى تحقيق الأهداف المرجوة بما هو أكثر كفاءة، ولن يتم ذلك إلا بتحديد أوجه الضعف ونواحي القصور الحالية ، ووضع الخطط العملية لإصلاحها وتحسينها ، مع الاستفادة من خبرات غيرنا التي يمكننا توظيفها التوظيف الأمثل لخدمة كتاب الله ودراساته وبحوثه ومشاريعه .