فهناك الكثير من الصعوبات تواجه الاتفاق على رأسها وجود نية حقيقية هذه المرة للتنفيذ بعيدا عن الضغوط المعلنة وغير المعلنة والتي أدت إلى فشل جميع المحاولات السابقة التي جرت بوساطات مختلفة من أجل إنهاء الخلاف الذي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني الجريح وقضيته العادلة…لقد بدأت الضغوط المعلنة فور إعلان اتفاق المبادئ حيث أعربت واشنطن عن قلقها من الاتفاق زاعمة أن حماس "منظمة إرهابية" وأنها ترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفا في حكومة فلسطينية ـ على حد قولها ـ كما أعلنت أنها تدرس وقف المعونات المقدمة للفلسطينيين بعد هذا الاتفاق, وهو تدخل غريب في الشأن الداخلي الفلسطيني وفي خيارات الشعب الفلسطيني فهل يمكن لأمريكا أن توقف معوناتها لـ "إسرائيل" مهما كان تطرف رئيس حكومتها كما كان الحال مع الإرهابي الدولي شارون مثلا والمتهم في عدد من المجازر؟!….في نفس الوقت أعلن الاحتلال تعليق التفاوض مع السلطة وطالبها بإعادة النظر في الاتفاق مع حماس إن أرادت أن تستمر ما أسمته بـ "جهود السلام" والسؤال أين هو السلام الذي يتحدث عنه الكيان الغاصب منذ أن جلس الطرفان معا في أوسلو ؟! وكم حرب دارت وكم قتيل سقط وكم مناضل اعتقل وكم أرض اغتصبت وكم مستوطنة بنيت؟ماذا استفاد الشعب الفلسطيني من المفاوضات والموائد المستديرة والتعاون الأمني مع الاحتلال للقضاء على المقاومة؟!…
الاتفاق …عباس ذهب للمصالحة بعد أن فشلت تماما مفاوضات "السلام" مع الاحتلال وشعر أن ظهره للحائط وأنه لم يعد يملك أي أوراق؛ فهل يا ترى هو صادق اليوم في المصالحة وسيتحمل الضغوط المعلنة وغير المعلنة أم أنه يريد منح نفسه حرية أكبر في الحركة ثم يعود مرة أخرى لما تريده أمريكا؟.