ليس جديدا ولا غريبا أن يستعمل الشيعة مبدأ التقية في أزمانهم وأماكن تواجدهم , ليس على مستوى العمائم السوداء خارج الحسينيات فقط , ولا حتى على مستوى الساسة والقادة في الحكم فحسب , بل على مستوى أفراد الشيعة وعامتهم , فربما تعيش مع بعض هؤلاء عشرات السنين في حي أو عمارة , دون أن يظهر لك حقيقة دينه وما يخفيه من كره لأهل السنة والصحابة الكرام , ولكن الغريب أن يصدق بعض أهل السنة ما يظهره الشيعة أو يبدوه لهم من مودة أو سلام .
ومن المعلوم أن معنى التقية أن يقول الإنسان أو يفعل غير ما يعتقد ليدفع الشر والسوء عن نفسه أو ماله أو عرضه , وهو بهذا المعنى رخصة يمكن أن يلجأ إليها المسلم عند الضرورة , كما فعل عمار بن ياسر رضي الله عنه حين اشتد أذى المشركين عليه وعلى والديه , فقال كلاما بلسانه – وقلبه مطمئن بالإيمان – ذكر فيه آلهة المشركين بخير ونال فيه من النبي صلى الله عليه وسلم , فقال له صلى الله عليه وسلم : (إن عادوا فعد) (1) , أما أن تصبح دينا ومبدأ وركنا أساسيا في الدين كما هو الحال عند الشيعة , فهو ما لا يقره شرع أو دين .
لقد غالى الشيعة كثيرا في الأخذ بمبدأ التقية , حتى وصلوا بها إلى جعلها تسعة أعشار الدين , فلا دين لمن لا تقية له كما جاء في كتاب الكافي للكليني , بل إن الكليني عقد بابا خاصا لهذه العقيدة ذكر فيه 23 حديثا تؤيدها , ثم ألحق به بابا آخر عن الكتمان تأمر الشيعة بكتمان دينهم وعقيدتهم وذكر فيه (16) حديثا .
ومن المعلوم أن الشيعة يعتقدون بوجوب معاشرة أهل السنة بالتقية , كما أن ديار أهل السنة تسمى عند الشيعة (دار التقية) وقد جاء في بحار الأنوار للمجلسي ما نصه : (والتقية في دار التقية واجبة) كما يطلقون على ديار أهل السنة (بدولة الباطل) ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية) بحار الأنوار 75/412 .
كل ما سبق ليس غريبا على الشيعة , واستخدامهم للتقية مع أهل السنة أصبح واضحا وفاضحا في هذا العصر , ولكن الغريب بعد كل ذلك أن يصدق أهل السنة خديعة الشيعة وتقيتهم , أو أن يركنوا إلى ما يظهرون ويعلنون .
فها هو المالكي يمارس مبدأ التقية مع أهل السنة في العراق , من خلال توقيعه ما سمي بوثيقة الشرف والسلم الاجتماعي , والتي كان غالب الحضور فيها والموقعين عليها من دولة القانون الذي يرأسه للمالكي , كما أشار لذلك عضو كتلة الأحرار النيابية النائب جواد الشهيلي , وقد غاب عن الاجتماع كل من رئيس قائمة العراقية إياد علاوي , ورئيس جبهة الحوار الوطني نائ رئيس الوزراء صالح المطلق , وكذلك قادة الاعتصامات في المدن السنية المنتفضة منذ نهاية العام الماضي على سياسات الإقصاء والتهميش والتنكيل التي تمارسها حكومة المالكي الشيعية بحق أهل السنة في العراق .
والمثير للسخرية في توقيت توقيع هذه الوثيقة , أنها تزامنت مع حملة قتل وتهجير لأهل السنة من بيوتهم , وخاصة في المناطق والمحافظات الجنوبية , حيث اتهم رئيس الديوان السني أحمد عبد الغفور السامرائي سلطات المالكي بالتخاذل عن حماية العائلات السنية في الجنوب , وانتقد ما سماه غض الطرف عن المليشيات المسلحة واستهدافها لمساجد أهل السنة والأئمة والمصلين .
وأشار السامرائي إلى مقتل 242 مسلما من رواد المساجد خلال الشهرين الماضيين في تلك المناطق , الأمر الذي اضطر الديوان السني لإغلاق مساجدهم في المناطق المحافظات الجنوبية خوفا من العمليات المسلحة ضد أهل السنة عاما والمصلين في المساجد خاصة .
ومع قرار الإغلاق للمساجد فإن عمليات قتل أهل السنة لم يتوقف , فقد صرح الشيخ عبد الكريم الخزرجي مدير ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية (للشرق الأوسط ) : إن الأيام العشرة الماضية شهدت مقتل 15 شخصا من أهل السنة في البصرة منهم خطيبان وموظفان في الديوان .
وما إن فتحت مساجد أهل السنة أبوابها للمصلين أمس الجمعة , حتى كانت العملية الإرهابية بمسجد (مصعب بن عمير) في منطقة (الرقة) التابعة لقضاء سامراء جنوب مدينة تكريت , والتي راح ضحيتها (12) مصليا وإصابة أكثر من (27) آخرين بجروح , كما أفادت هيئة علماء المسلمين بالعراق .
إن المدقق في هذه عمليات القتل والتهجير التي تطال أهل السنة في العراق , يمكنه أن يلاحظ تركيز المليشيات الشيعية على :
1- رموز وقيادات أهل السنة كالأئمة والخطباء والعلماء , نظرا لكونهم الموجه والمرجع لعامة أهل السنة .
2- المصلين والملتزمين دينيا بشكل عام من أهل السنة , نظرا لخطورتهم على الشيعة في المستقبل كما يعتقدون .
3- كما أن الهدف الأهم من هذه العمليات هو تهجير المسلمين من تلك المناطق , من أجل إحداث تغيير ديمغرافي لصالح الشيعة في العراق , والزعم بأنهم هم الأغلبية في بعض المناطق , رغم أنهم كانوا وما زالوا أقل من أهل السنة في العراق .
لن تنفع المالكي تقيته بالتوقيع على وثيقة شرف لا يحمل أمثاله من الشيعة من معاني الشرف وسماته أي شيء , ولن تستطيع دعوى السلم الاجتماعي المسطور في تلك الوثيقة على الورق , أن يحجب لون دم أهل السنة القاني الذي يسيل من بين يدي المالكي .
لقد آن لأهل السنة في العراق أن يتعلموا من تجاربهم السابقة , وآن لهم أن يفهموا ألاعيب وحيل الشيعة , والتي من أهمها وأخطرها مبدأ التقية , الذي يظهرون من خلالها لأهل السنة الوداعة والمهادنة , بينما يضمرون في قلوبهم الغدر والخيانة , فأمثال وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي , ما هي إلا كسب للوقت وتوهين لعزيمة الثائرين وتفريق للمجتمعين من أهل السنة .
فهل ما زال من بين أهل السنة في العراق من يصدق تقية المالكي أو يركن إليها ؟!
ومن المعلوم أن معنى التقية أن يقول الإنسان أو يفعل غير ما يعتقد ليدفع الشر والسوء عن نفسه أو ماله أو عرضه , وهو بهذا المعنى رخصة يمكن أن يلجأ إليها المسلم عند الضرورة , كما فعل عمار بن ياسر رضي الله عنه حين اشتد أذى المشركين عليه وعلى والديه , فقال كلاما بلسانه – وقلبه مطمئن بالإيمان – ذكر فيه آلهة المشركين بخير ونال فيه من النبي صلى الله عليه وسلم , فقال له صلى الله عليه وسلم : (إن عادوا فعد) (1) , أما أن تصبح دينا ومبدأ وركنا أساسيا في الدين كما هو الحال عند الشيعة , فهو ما لا يقره شرع أو دين .
لقد غالى الشيعة كثيرا في الأخذ بمبدأ التقية , حتى وصلوا بها إلى جعلها تسعة أعشار الدين , فلا دين لمن لا تقية له كما جاء في كتاب الكافي للكليني , بل إن الكليني عقد بابا خاصا لهذه العقيدة ذكر فيه 23 حديثا تؤيدها , ثم ألحق به بابا آخر عن الكتمان تأمر الشيعة بكتمان دينهم وعقيدتهم وذكر فيه (16) حديثا .
ومن المعلوم أن الشيعة يعتقدون بوجوب معاشرة أهل السنة بالتقية , كما أن ديار أهل السنة تسمى عند الشيعة (دار التقية) وقد جاء في بحار الأنوار للمجلسي ما نصه : (والتقية في دار التقية واجبة) كما يطلقون على ديار أهل السنة (بدولة الباطل) ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية) بحار الأنوار 75/412 .
كل ما سبق ليس غريبا على الشيعة , واستخدامهم للتقية مع أهل السنة أصبح واضحا وفاضحا في هذا العصر , ولكن الغريب بعد كل ذلك أن يصدق أهل السنة خديعة الشيعة وتقيتهم , أو أن يركنوا إلى ما يظهرون ويعلنون .
فها هو المالكي يمارس مبدأ التقية مع أهل السنة في العراق , من خلال توقيعه ما سمي بوثيقة الشرف والسلم الاجتماعي , والتي كان غالب الحضور فيها والموقعين عليها من دولة القانون الذي يرأسه للمالكي , كما أشار لذلك عضو كتلة الأحرار النيابية النائب جواد الشهيلي , وقد غاب عن الاجتماع كل من رئيس قائمة العراقية إياد علاوي , ورئيس جبهة الحوار الوطني نائ رئيس الوزراء صالح المطلق , وكذلك قادة الاعتصامات في المدن السنية المنتفضة منذ نهاية العام الماضي على سياسات الإقصاء والتهميش والتنكيل التي تمارسها حكومة المالكي الشيعية بحق أهل السنة في العراق .
والمثير للسخرية في توقيت توقيع هذه الوثيقة , أنها تزامنت مع حملة قتل وتهجير لأهل السنة من بيوتهم , وخاصة في المناطق والمحافظات الجنوبية , حيث اتهم رئيس الديوان السني أحمد عبد الغفور السامرائي سلطات المالكي بالتخاذل عن حماية العائلات السنية في الجنوب , وانتقد ما سماه غض الطرف عن المليشيات المسلحة واستهدافها لمساجد أهل السنة والأئمة والمصلين .
وأشار السامرائي إلى مقتل 242 مسلما من رواد المساجد خلال الشهرين الماضيين في تلك المناطق , الأمر الذي اضطر الديوان السني لإغلاق مساجدهم في المناطق المحافظات الجنوبية خوفا من العمليات المسلحة ضد أهل السنة عاما والمصلين في المساجد خاصة .
ومع قرار الإغلاق للمساجد فإن عمليات قتل أهل السنة لم يتوقف , فقد صرح الشيخ عبد الكريم الخزرجي مدير ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية (للشرق الأوسط ) : إن الأيام العشرة الماضية شهدت مقتل 15 شخصا من أهل السنة في البصرة منهم خطيبان وموظفان في الديوان .
وما إن فتحت مساجد أهل السنة أبوابها للمصلين أمس الجمعة , حتى كانت العملية الإرهابية بمسجد (مصعب بن عمير) في منطقة (الرقة) التابعة لقضاء سامراء جنوب مدينة تكريت , والتي راح ضحيتها (12) مصليا وإصابة أكثر من (27) آخرين بجروح , كما أفادت هيئة علماء المسلمين بالعراق .
إن المدقق في هذه عمليات القتل والتهجير التي تطال أهل السنة في العراق , يمكنه أن يلاحظ تركيز المليشيات الشيعية على :
1- رموز وقيادات أهل السنة كالأئمة والخطباء والعلماء , نظرا لكونهم الموجه والمرجع لعامة أهل السنة .
2- المصلين والملتزمين دينيا بشكل عام من أهل السنة , نظرا لخطورتهم على الشيعة في المستقبل كما يعتقدون .
3- كما أن الهدف الأهم من هذه العمليات هو تهجير المسلمين من تلك المناطق , من أجل إحداث تغيير ديمغرافي لصالح الشيعة في العراق , والزعم بأنهم هم الأغلبية في بعض المناطق , رغم أنهم كانوا وما زالوا أقل من أهل السنة في العراق .
لن تنفع المالكي تقيته بالتوقيع على وثيقة شرف لا يحمل أمثاله من الشيعة من معاني الشرف وسماته أي شيء , ولن تستطيع دعوى السلم الاجتماعي المسطور في تلك الوثيقة على الورق , أن يحجب لون دم أهل السنة القاني الذي يسيل من بين يدي المالكي .
لقد آن لأهل السنة في العراق أن يتعلموا من تجاربهم السابقة , وآن لهم أن يفهموا ألاعيب وحيل الشيعة , والتي من أهمها وأخطرها مبدأ التقية , الذي يظهرون من خلالها لأهل السنة الوداعة والمهادنة , بينما يضمرون في قلوبهم الغدر والخيانة , فأمثال وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي , ما هي إلا كسب للوقت وتوهين لعزيمة الثائرين وتفريق للمجتمعين من أهل السنة .
فهل ما زال من بين أهل السنة في العراق من يصدق تقية المالكي أو يركن إليها ؟!
(1) سنن البيهقي الكبرى 8/208 برقم 16673