لا ينفك الإعلام الشيعي عن محاربة رموز أهل السنة وشيوخهم في كافة مواقفهم حتى ما يعتبره عموم المسلمين من المسلمات، ويتعاون معهم في ذلك الإعلام الغربي. أزمة "كاشغري" هي آخر حلقة من هذه الاستغلالات الشيعية، لكن الهجوم هذه المرة يتخذ أبعادا أخرى.
فقد نشرت قناة "TheNonAwaitedMahdi" أو "المهدي غير المنتظر" على موقع يوتيوب مقطع فيديو يعرض أجزاء من درس الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر بعد عملية "قص ولصق" تسهل على المشاهد ملاحظتها.
وفي هذا الدرس الذي بث يوم الأحد الماضي على موقع المسلم الذي يُشرف عليه الشيخ العمر، كان فضيلته تناول قضية الكاتب الليبرالي حمزة كاشغري الذي نشر تغريدات على موقع تويتر أساء فيها لله جل وعلا وللنبي صلى الله عليه وسلم.
ودعا د. العمر إلى محاسبة هذا الكاتب، مشددا على أن من سب الله ورسوله مرتد، ومناديا بإحالة كشغري وغيره ممن يكتبون مثل تلك الكتابات الملحدة سواء على تويتر او غيره من المواقع الى القضاء الشرعي لينظر في أمرهم ويطبق شرع الله فيهم . وطالب الشيخ بضرورة التصدي لمثل هذه الكتابات بالحسنى، ومن خلال إرسال البرقيات إلى الجهات المختصة ومطالبتها بتطبيق شرع الله في هذه القضية.
لكن الفيديو المجتزأ الذي بثته القناة الشيعية لم يورد أيا من ذلك، بل اجتزأ كلام الشيخ ليصبح مجرد محاربة لاستخدام المنطق في نقاش المرتدين عن دين الله، ومجرد دعوة لإعدام كاشغري.
هذه "الدعوى" سرعان ما تناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية ربما عن طريق اللوبي الشيعي المتغلغل في الإعلام الغربي، لنجد صحفا مثل "لو فيجارو" الفرنسية و"تيررا" الإسبانية وكذلك "كوريور ديلا سيررا" وغيرها من الصحف الأوروبية الشهيرة وكذلك المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية تتناقل هذا المقطع تحت عنوان أساسي هو: "الإسلاميون يطالبون بإعدام المغرد الشاب"، إلى جانب عناوين أخرى صادمة مثل: "اذبحوا المرتد".
والفيديو مصحوب بترجمة للغة الإنجليزية، كما نشر بترجمة أخرى للتركية.
وانتقى الفيديو عبارات بعينها جرى ترتيبها بصورة مثيرة للمشاهد الغربي غير المسلم.
وقال موقع "نيوزر" "Newser" الإخباري الأمريكي عن القناة الشيعية أن على اليوتيوب أن "الشيخ ناصر العمر توسل إلى الملك بأن يقوم بإعدام حمزة كاشغري".
كما استغلت بعض المنتديات السعودية المعروفة بتوجهاتها العلمانية والليبرالية، منها الشبكة الليبرالية، المقطع زاعمة أنه يدعو إلى تقييد الحريات، فيما اعتبرت أخرى أن هذه الدعوات لمحاسبة كاشغري تسيء إلى الإسلام!!
لكن التساؤل الآن هو: لماذا هذا الهجوم الآن على الشيخ العمر وغيره من الشيوخ رغم أن الشعب السعودي أبدى استياء وغضبا شديدا من كاشغري وطالب بما طالب به الشيوخ الأفاضل. بل وتوافق المجتمع كله على ذلك، واتخذت السلطات إجراءات لملاحقة الكاتب المسيء للإسلام وجلبته بعد هروبه من ماليزيا التي كان قد فر إليها في أعقاب أزمة تغريداته.
ولماذا يأتي الهجوم من جانب الشيعة تحديدا، ليستغله بعد ذلك الإعلام الغربي؟
الجواب يكمن في مواقف هؤلاء الشيوخ من النظام السوري الشيعي الذي يشن حملة دامية ضد مواطنيه، وتأييد هؤلاء الشيوخ للثورة السورية وحثهم الأنظمة الخليجية على دعم الثورة والثوار.
فقبل يومين قال الشيخ العمر عبر فضائية المجد إن على دول الخليج دعم الجيش السوري الحر الذي يقاتل جيش بشار الأسد مشددا على أن النظام الإيراني الشيعي لا يخجل من الإعلان عن دعمه لبشار.
وقال فضيلته: "إذا لم ننصر الشام فأخشى عقوبة عاجلة على دول الخليج". وشدد د.العمر على أن الجيش الحر والقوى المقاومة في سوريا لا يدافعون عن الشام وحده في مواجهة النظام النصيري الطائفي، وإنما ينوب عن الأمة كلها في المعركة التي تشنها "الدولة المجوسية" ضدها.
وقد أثارت هذه التصريحات غضب أبواق الإعلام الشيعية ما دفعها إلى هذه الهجمة الشرسة.