كنت عزمت أن اكتب مقالا حول ما وصلت إليه أحوال الكيان الصهيوني خلال السنوات الثلاث الماضية، مبشراً للمؤمنين، ومذكراً للمنهزمين والمثبطين والمتخاذلين، فإذا بحادثة حريق جبل الكرمل وما كشفته من عجز لهذا الكيان تعزز ما رصدته خلال تلك المدة، وخشية الإطالة فإني أكتفي بسرد أبرز ما جرى خلال هذا العام الميلادي حتى حادثة حريق جبل الكرمل، وقد قسمتها على النحو التالي:
أولاً: نتائج الاستطلاعات والدراسات والتقارير الصادرة من المراكز الصهيونية المتخصصة ومنها:
– استطلاع لمعهد "رافي" يظهر أن 67% من الصهاينة لا يثقون بالقيادة، و 69% يرون أن هنالك هبوطا في التكاتف الاجتماعي، وأكد 69% يجدون صعوبة في تربية أبنائهم في "إسرائيل.
– استطلاع لوزارة الاستيعاب والهجرة الصهيونية في 20/1 يظهر أن 62% من "الإسرائيليين "يعتقدون أن المهاجرين الجدد دفعوا فئة الشباب نحو الإفراط في شرب الكحول والإدمان عليها، علماً بأن الشباب الصهاينة في المرتبة الثانية في العالم بالنسبة لتعاطي الكحول، وأن 60% من الجيل الثاني في الكيان لا يرون شيئا يستحق من أجله الهجرة لـ"إسرائيل".
– التقرير السنوي لمنظمة "إيليم" المتخصصة بالتعامل مع المراهقين، يكشف عن ارتفاع نسبة حالات الحمل غير الشرعي بين الصهيونيات اللواتي تقل أعمارهن عن 17 خلال 2009 بنسبة تصل لـ 15%، وتزايد العنف بكافة أشكاله بين هؤلاء بنسبة تصل لـ 10%، وأن 9 مراهقين من كل 10 يتعاطون الخمور بانتظام، بل عبر أطباء النساء والتوليد بالكيان عن استيائهم من تفشي ظاهرة تناول حبوب منع الحمل في أواسط الفتيات اليهوديات اللاتي يبلغن 13 عاما.
– كشف استطلاع للرأي أجرته شركة سانوفي أفنتيس في 7/5 أن نصف الصهاينة يعانون من الأرق ويلجؤون للأدوية للمساعدة على النوم، أما العسكريون فقد نشر المركز الدولي بجامعة حيفا دراسة بتاريخ 2/5 أثبتت أن الجنود الذين فقدوا زملاءهم بالمعارك يعانون من مشاكل نفسية حادة, دون أن يلتفت لقضيتهم أحد.
– وفي دراسة لمعهد رئوت أبرز المعاهد الأكاديمية في الكيان أعربت مصادر صهيونية عن قلقها من تردي العلاقات مع دول أوروبية مركزية بسبب الجرائم والسياسات العنصرية.
– مكتب الإحصاء الصهيوني يكشف في 12/5 عن زيادة هجرة اليهود إلى خارج القدس.
– دراسة للخبير السكاني الصهيوني أرنون سوفير في 1/8 تحذر من تراجع أعداد اليهود في فلسطين المحتلة 48 عام 2025.
– أظهر استطلاع صهيوني نشر في 20/8 أن 54% من الصهاينة يعتبرون "إسرائيل" "معزولة" و56% منهم يعتقدون أن "العالم كله" ضدهم.
– أكدت دراسة للمعهد الأمني الصهيوني "رؤوت" عرضت بمؤتمر هرتزليا العاشر للأمن القومي أن الكيان يواجه خطرا إستراتيجيا نتيجة تطور المقاومة العربية الإسلامية، واعتمادها إستراتيجية "الاستنزاف والانهيار" بدلا من "منطق التدمير"، بموازاة اتساع حملات نزع الشرعية عنها بالعالم مشيرة لحملات المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية وأخيرا تقرير غولدستون.
– وفي تاريخ 26/11 كشف تقرير صهيوني: أن 2400 فتاة صهيونية يتعرضن للاعتداء الجنسي والاغتصاب سنويا، وأن زيادة المخدرات لدى الشباب بالعقد الأخير 285.7%،والاعتداءات الجنسية المباشرة بـ78.6%،والقتل المتعمد بـ40%، واقتحام البيوت للسطو 22.9%.
ثانياً: فقدان الثقة بالكيان الصهيوني من قبل اليهود أنفسهم:
لم تكد تحل ذكرى قيام الكيان حتى حفلت الصحف العبرية بالحديث عن سقوط الدولة وانهيار الحلم عوضا عن الحديث بالاحتفال بتأسيس الكيان، بل قام 150 عنصرا من حركة "ناطوري كارتا" اليهودية برفع شعارات تندد بـ"إسرائيل" في القدس بل أحرقوا علمها، هذا الشعور لم يقتصر على تلك الطائفة اليهودية بل امتد لكل المجتمع الصهيوني، وظهر هذا الأمر جلياً في التهرب من الجيش والهبوط الحاد في الدافعية للتجنيد، الأمر الذي استدعى تقديم اقتراح قانون يلزم كل صهيوني دون عمر 22 سنة بالحصول على ورقة إعفاء من الجيش قبل الحصول على تعليم جامعي، والقيام بحملات لتحفيز الطلبة على التجنيد أطلق عليها "طريق العزة" تستمر ثلاثة أسابيع كما ذكرت صحيفة "هآرتس" 11/1، أما على الصعيد العلمي فقد حذر مدير المفاعل النووي الصهيوني بالجليل من تراجع دراسة الشباب الصهيوني للهندسة النووية ما أدى لإغلاق كلية الهندسة النووية.
هذا التهرب من التجنيد يعود لعدم الإيمان بما يقوم به الجيش من جرائم تعذيب وقتل للمدنيين الفلسطينيين، ظهرت بعضها من خلال الشهادات والصور التي كشفتها منظمة "يكسرون الصمت" الصهيونية، هذه الممارسات دفعت مدير مدرسة اروني1 بتل أبيب رام كوهن على تحريض تلاميذه للتمرد على الواقع الأليم الذي يخلقه الاحتلال، بل طلب منهم زيارة الحواجز للتعرف على معاناة الفلسطينيين، وتصدرت هذه الحادثة عناوين وسائل الإعلام مما استدعى تدخل رئيس البلدية ووزير التعليم، بحسب إذاعة جيش الاحتلال 28/4.
صحيفة واشنطن بوست 8/11: كشفت أن أغلب الشباب بالكيان يتهرب من الخدمة بالجيش ولا يثقون به، وفي 13/11 أشارت في تقرير آخر أن قوة "إسرائيل" العسكرية بدأت بالانحدار، وفي تاريخ 23/11أعلن باراك: أن الجيش يعاني من ضائقة حقيقية بالقوى البشرية، كما أن اختطاف الجندي الصهيوني جلعاد شاليط وعجز الحكومة عن إعادته كان له أثره الكبير على عزوف الشباب الصهيوني عن الانضمام للجيش، ففي 23/6 واجه رئيس القوى البشرية بجيش الاحتلال آفي زامير صعوبة بالرد على سؤال طالبة له: "كيف تحاربون التهرب من الخدمة، بينما لم تفعل الحكومة أي شيء من أجل إطلاق سراح شاليط الأسير منذ 4 أعوام؟"، فيما صرح والد الجندي الأسير: أن أسر ابنه يعتبر أحد الأسباب التي تدفع الشباب للعزوف عن الدخول للجيش الصهيوني.
لم يقتصر هذا الأمر على اليهود في داخل الكيان بل حتى في خارجه إذ نظمت منظمات يهودية بلندن بتاريخ 23/2 اعتصاما للاحتجاج على حضور وزير الشتات الصهيوني للعشاء السنوي الذي يقيمه الاتحاد الصهيوني، وضد ما وصفوه بسرقة "إسرائيل" جوازات سفر بريطانية على خلفية عملية اغتيال المبحوح، أما صحيفة الجالية اليهودية في بريطانيا "الجويش كرونيكل" فقد قالت في 20/10: إن اليهود في أوروبا يوشكون على الانقراض بسبب المضايقات ضدهم، طالبة صهيونية من القدس كانت قد سجنت لرفضها التجنيد خرجت من الكيان وذهبت للدراسة بجامعة بنيويورك وأصبحت تتبنى مناهضة الاحتلال بمنظمة طلبة لأجل العدالة للفلسطينيين، وفي 9/11قاطع معارضون للكيان رئيس وزراء العدو نتنياهو 5 مرات أثناء خطابه أمام الاتحادات اليهودية بأميركا الشمالية.
تجاوز هذا الشعور الجوانب السياسية والعسكرية وغيرها بل امتد للجوانب العقدية عند اليهود إذ أكد علماء آثار يهود لمجلة ‘تايم’ 2/2 أنه لا يوجد أثر يهودي واحد بالقدس رغم السنوات التي قضتها السلطات بالبحث من خلال عمليات الحفر.
حتى شبهت دراسة أكاديمية صهيونية 13/5 الكيان بالمملكة الصليبية، وأكدت أن "إسرائيل" ستنهار كالمملكة الصليبية بسبب المخاطر الداخلية وهي: استمرار احتلال الضفة، ومحاصرة غزة بالقوة مما يدمر صورتها بالعالم، وتنامي اليهود الأصوليين (الحريديم) ممن لا يعملون ولا يؤدون الخدمة العسكرية ويشكلون عبئا اقتصاديا اجتماعيا وأمنيا، واستمرار التمييز ضد فلسطينيي الداخل.
أما تعديل قانون المواطنة في الكيان ليصبح مشروطا بإعلان الولاء لـ"دولة إسرائيل – دولة يهودية وديمقراطية" وبالرغم من مخاطره على عرب الداخل الفلسطيني، إلا أنه يشكل عاملاً من عوامل انهيار الكيان، الأمر الذي دفع مجموعة من المثقفين والمحاضرين والفنانين الصهاينة إلى إصدار بيان يؤكدون فيه رفضهم العيش في الكيان بعد قانون المواطنة ضد عرب 48 معتبرين أنه يحول الدولة من ديمقراطية إلى فاشية، أما عضو الكنيست ورئيسة المعارضة ليفني فقد هاجمت القرار، وقالت: "لقد تحولت إسرائيل من دولة يهودية ديمقراطية إلى مسخرة سياسية، معتبرة أن القرار سيؤدي إلى صراعات داخلية"، أما يهود أمريكا فقد عبروا عن استيائهم من الأجواء العنصرية بالكيان، أما صحيفة الجارديان البريطانية فقد قالت في 18/10: إن الحكومة "الإسرائيلية" تواجه خطر الانهيار بسبب سياسة الاستيطان وقانون الولاء لليهودية.
كما أن هنالك جوانب أخرى امتد لها هذا الشعور من ذلك إعلان عدد كبير من الممثلين والمخرجين الصهاينة في 27/8 عن مقاطعتهم للمسرح الذي سيتم افتتاحه بمستوطنة "أريئيل" التي تعتبر عاصمة مستوطنات الضفة الغربية مطالبين ببنائه خارج المستوطنات، وقد رفض التليفزيون الصهيوني بث فيلم وثائقي يهودي (خارج الغابة) يتطرق لصورة العالم مستقبلا من دون "إسرائيل"، بعد 100 سنة من إقامتها، بحسب صحيفة الراية في 24/7.
وفي تاريخ 31/8 انضم 150 محاضرا جامعيا صهيونيا للمقاطعة التربوية بالمستوطنات المقامة بالضفة، كما طالبت 60 شخصية صهيونية الحكومة بعدم اعتقال الأطفال الفلسطينيين بالقدس، حتى في الجوانب الأمنية، فقد أكدت دراسة صهيونية أن هيبة الشرطة الصهيونية في انحطاط لدى الجمهور الذي فقد الثقة بها، أما سياسات الحصار فقد دفعت الكاتبة الصهيونية أميرة هاس للتساؤل في مقال بصحيفة "هآرتس" 16/5 بعنوان: لماذا لا تسمح "إسرائيل" لسكان غزة باستيراد البقدونس؟ عبرت فيه عن الدهشة والسخرية من قرار حكومتها منع إدخال البقدونس وغيره إلى غزة.
ولعلي أنقل جزءًا من رسالة وجهها الكاتب الصهيوني "آري شفت" عبر صحيفة "هآرتس" بتاريخ 8/5 لنتنياهو جاء فيها: عرفت ماذا تقصد، بتحدي نووي وتحدي الصواريخ وتحدي نزع الشرعية. هذا الخليط الذي تقشعر منه الأبدان من التحدي الوجودي من الشرق والتهديد الإستراتيجي من الشمال وتهديد الهجران من الغرب. الخطر في اندلاع حرب غير مسبوقة. الخطر بألا يقف حلفاء إسرائيل لجانبها مثلما وقفوا بالماضي. إحساس العزلة والحصار، إحساس بأننا دولة هشة نقف وحدنا لنواجه مصيرنا.
ثالثاً: حملات نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني ومقاطعته، ومن الأمثلة على هذا:
حذر نائب الخارجية الصهيونية أيالون من حملة عنيفة يواجهها الكيان لـ"نزع الشرعية عنه" وفق تقديره، فيما اعتبر تقرير لمعهد ريئوت الصهيوني 20/11 : أن محاولات نزع الشرعية عن الدولة العبرية بالغرب باتت تهديدا استراتيجيا، ففي تاريخ 15/1 نظمت أحزاب سياسية ومنظمات مدنية مظاهرة أمام السفارة الصهيونية بقبرص احتجاجا على زيارة وزير الخارجية ليبرمان، وفي 10/2 اعتقلت السلطات الأمريكية 12 طالبا بإحدى الجامعات الأمريكية بعد مقاطعتهم للمحاضرة التي كان يلقيها السفير الصهيوني "مايكل أورن" داخل الجامعة، وردد الطلبة شعار "قتلة، كم فلسطيني قتلتم؟"، وفي 17/2 قالت مصادر صحفية صهيونية إن نواباً بالكونغرس الأمريكي شكلوا تجمعاً يؤيد غزة، أطلق عليه اسم "القوة 54 لغزة"، في إشارة إلى عدد النواب المنضمين إلى هذا اللوبي وجميعهم من الحزب الديمقراطي.
هذه الحملات امتدت لجوانب متعددة منها الجانب الأكاديمي والتعليمي فقد شبهت صحيفة يديعوت بتاريخ 1/3 ما تشهده عواصم العالم بـ"انتفاضة الجامعات" خلال إحياء أسبوع الفصل العنصري الصهيوني الذي توسع هذا العام ليشمل 58 مدينة بالعالم وتركزت الفعاليات على المطالبة بمقاطعة الكيان، كما نظم عدد من الأميركيين مظاهرة بكلية مونتغومري ضد مشاركة فرقة صهيونية ضمن حملة لتجميل صورة الكيان بعد الحرب على غزة، وبعث طلاب إحدى المدارس بإسبانيا رسائل تحتوي على رسومات وعبارات ضد جرائم الكيان للسفير الصهيوني, فيما استدعت تل أبيب السفير الإسباني للاستيضاح.
كما تعرضت نائبة السفير الصهيوني لدى بريطانيا تاليا لادور للهجوم بعد إلقائها لمحاضرة بجامعة مانشستر في 30/4، فيما لخص سفير الكيان بلندن الواقع بقوله: الحكومة معنا والشعب البريطاني ضدنا، كما انسحب النواب الأتراك من رابطة ما تسمى "الصداقة "الإسرائيلية" التركية"، احتجاجا على ما يقوم به الكيان ضد الفلسطينيين.
ففي 26/5 أعلن اثنان من المتاجر بإيطاليا عن وقف بيع المنتجات الصهيونية لعدم معرفة المصنع بالمستوطنات من غيره، وفي 30/5 ذكرت "يديعوت" أن أكبر البنوك الأوروبية والألمانية "دويتشه" قرر بصورة مفاجئة بيع أسهمه (وقيمتها أكثر من مليوني يورو) في شركة "إلبيت" الصهيونية بسبب تزويدها أجهزة مراقبة أمنية تستخدم في جدار الفصل العنصري والمستوطنات، كما شن نشطاء بمدينة نيويورك حملة لمقاطعة محل صهيوني لبيع الشوكولاته على خلفية الحصار المفروض على غزة، وفي 2/6 قطعت نيكاراغوا علاقاتها مع الكيان، وفي 3/6 أظهر استطلاع للرأي رغبة نصف النرويجيين مقاطعة منتجات الكيان، فيما قرر اتحاد كرة القدم السويدي عدم إرسال لاعبيه للكيان لخوض مباراة مع الصهاينة ضمن تصفيات أوروبا، كما قررت نقابة عمال الموانئ بالسويد وبالنرويج مقاطعة السفن الصهيونية لمدة أسبوعين احتجاجا على اقتحام أسطول الحرية، كما رفضت في 8/7 لجنة نقابة عمال الموانئ بأمريكا لقاء القنصل الصهيوني عكيفا تور بسبب استمرار الحصار على غزة.
وفي 11/6 رفض نائب وزيرة العلوم الألمانية توماس راكل الذي يقوم بزيارة للكيان لقاء نظيره الصهيوني هرشكوبيتس وذلك لكون مكتبه بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة سنة 1967، طالبا لقاءه في مكان آخر غرب المدينة.
في تاريخ 29/7 أعلنت جمعية تعاونية لبيع الأغذية بمدينة أولومبيا مسقط رأس الناشطة الأميركية راشيل كوري التي قتلها الجيش الصهيوني بجرافة في غزة 2003، مقاطعة جميع البضائع الصهيونية في خطوة نادرا ما تشهدها الولايات المتحدة، وفي 24/8 قرر صندوق النفط القومي النرويجي مقاطعة شركتين من كبرى الشركات الصهيونية بسبب أنشطتها بمستوطنات الضفة الغربية، وفي 30/8 قالت صحيفة هيرالد إن حملة مقاطعة للمنتجات الصهيونية قد بدأت في غلاسغو فيما أبدى أصحاب مصانع صهاينة تخوفهم من اتساع حملات المقاطعة الأوروبية، وفي 16/9 صوتت الاتحادات العمالية البريطانية بالإجماع على مقاطعة البضائع الصهيونية، وفي 19/9 رفضت هولندا استقبال رؤساء مجالس استيطانية لأنهم يمثلون جهة محتلة، وفي 28/9 هددت جامعة جوهانزبيرغ -أكبر جامعات جنوب إفريقيا- بقطع علاقاتها مع جامعة تل أبيب وفي 7/11تعهد أكثر من 200 أكاديمي من 13 جامعة بجنوب إفريقيا بدعم مبادرة جامعة جوهانسبرج لإنهاء التعاون مع الاحتلال الصهيوني.
وفي 1/10 رفضت النرويج إجراء تجارب على الغواصات الصهيونية لدورها في فرض الحصار البحري على غزة، وفي 9/10هددت منظمة التعاون والتنمية الدولية بإلغاء الاجتماع المقرر عقده بالقدس لتصريح وزير السياحة الصهيوني بأن الاجتماع بالقدس اعتراف من المنظمة بالقدس كعاصمة للكيان، وفي 13/ 10 هاجمت جماهير اليونان المنتخب الصهيوني خلال مباراة ضمن تصفيات الأمم الأوروبية، وفي 4/11 علق الكيان تعاونه مع منظمة اليونسكو لاعتبارها مسجد بلال بن رباح بالضفة تراثا إسلاميا، وفي 19/11 اتهم تقرير للأمم المتحدة للطفولة يونيسيف الكيان بمخالفة معاهدة حقوق الطفل، وانسحبت مجموعة فرنسية من مشروع لإنشاء خط سكك حديد بالقدس بسبب ضغوط سياسية.
رابعاً: الملاحقة القانونية لقادة الكيان السياسيين وللعسكريين بوجه خاص من ذلك:
منها ما نشرته صحيفة يديعوت 6/1 عن إلغاء سفر بعثة عسكرية إلى بريطانيا خوفا من تعرضهم للاعتقال على خلفية جرائم الحرب في غزة، وفي تاريخ 28/2 أجل رئيس أركان الجيش الصهيوني غابي اشكنازي سفره للبرازيل لحضور مؤتمر جنرالات جيوش الناتو خوفاً من اعتقاله في بروكسل حيث كانت ستقف الطائرة للتزود بالوقود، وفي تاريخ 19/2 لم تستبعد شرطة دبي إمكانية مطالبة الشرطة الدولية "الإنتربول" اعتقال رئيس وزراء الكيان ورئيس الموساد، على خلفية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح بدبي قبل شهر.
وفي تاريخ 4/3 ذكرت إذاعة الجيش الصهيوني أن العديد من القضاة والمحاميين الأوروبيين الكبار بالإضافة لأعضاء سابقين في برلمانات الدول الأوروبية يسعون لرفع دعاوى قضائية على الحكومة الصهيونية بإحدى المحاكم الإسبانية لارتكابها جرائم حرب ومخالفة القوانين الدولية.
وفي 24/6 رفع مواطن بلجيكي فلسطيني الأصل و 13 فلسطينيا شكوى قضائية في بروكسيل على 14 مسئولا وضابطا صهاينة بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال العدوان على غزة، كما قرر 33 يونانيا شاركوا بسفينة مرمره تقديم دعاوى لمحكمة يونانية ضد باراك وعدد من القادة العسكريين، وفي 2/7 كشفت يديعوت أن الجيش ألغى سفر ضابط كبير إلى لندن خشية اعتقاله هناك لارتكابه جرائم حرب، وفي 20/9 تظاهر المئات في برلين أمام المفوضية الأوروبية مطالبين بملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام القضاء الألماني.
وفي تاريخ 16/10 رفعت مؤسسة الحق دعوى جنائية ضد شركة ريوال الهولندية لمشاركتها في بناء الجدار والمستوطنات بالضفة، وفي 27/10 ألغى الرئيس السابق للاستخبارات دختر سفره لإسبانيا خشية اعتقاله على خلفية قضايا ضده لارتكاب جرائم حرب في غزة، وفي تاريخ 2/11 ألغى نائب نتنياهو زيارته إلى لندن لنفس السبب، وفي 20/11 رفع بلجيكيات شاركن بأسطول الحرية دعوة ضد جيش الاحتلال، وفي 5/11 قرر نشطاء سويديون شاركوا بأسطول الحرية الذي هاجمه الاحتلال رفع دعوى قضائية ضد قادة الكيان.
خامساً: حالة اليأس التي تسود الأوساط السياسية والعسكرية في الكيان من ذلك:
فقد أكد الخبير الجيولوجي الصهيوني ومستشار رئيس الأركان السابق لشئون الأنفاق العقيد يوسي لانغوسكي لإذاعة الجيش بتاريخ 6/1/2010م أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع غزة لن يضع حدا للتهريب وسيفشل كما فشلت كل محاولات "إسرائيل" بالسابق في مواجهة الأنفاق، وكان نائب وزير الحرب الصهيوني قد أكد أن مناورة "نقطة تحول 4" لم تخل من ثغرات كبيرة وأن "إسرائيل" غير جاهزة لسقوط صواريخ غير تقليدية وأن نصف السكان فقط شاركوا بالمناورة.
أما وزير التجارة الصهيوني فقد توقع وصول سفن كسر الحصار إلى غزة من كل الاتجاهات، وانتقد بشدة قرار مهاجمة سفن الحرية, واعتبر أن هذه الأخطاء هي "أخطاء مصيرية"، وأضاف "أن غزة ليست محاصرة, وإنما المحاصر الحقيقي هو "إسرائيل".
وفي 18/1 توقع رئيس الطاقة البشرية بجيش الاحتلال الجنرال آفي زمير أن تصل نسبة الفارين من الخدمة العسكرية إلى 40% وأضاف أن مصطلح "جيش الشعب" تصدع، و"أنه في حال استمر هذا الوضع فلن يعرف الكيان في العام 2020 ماذا سيحل به.
أما الوزير الصهيوني يوسي بيلد فقال: إن بلاده لا تعتبر السلام مع جيرانها هدفا تسعى لتحقيقه، وأن الهدف الأولي لـ"إسرائيل" هو ضمان وجودها دولة لليهود إلى الأبد، وأما رئيس وزراء العدو نتنياهو فقد اعتبر أن القادمين الجدد من روسيا أنقذوا دولة الاحتلال من النواحي الديموغرافية والأمنية والاقتصادية والسياسية.
وقد صرح رئيس مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الصهيوني الجنرال "داني روتشيل" أن المخاطر والتهديدات تحيط بـ"إسرائيل" من كافة الجوانب خاصة على الصعيدين السياسي والأمني، أما على صعيد الداخل فقد أكد مفتش عام الشرطة الصهيونية "دوري كوهن" أن ظاهرة العنف والجريمة متفشية في كل مكان بالكيان ولا تقف أمامها أي حدود وهي تخترق أيضا الأجهزة الحكومية.
وكشف تقرير لستريت جورنال في 28/ 10 انخفاض المهاجرين اليهود للكيان، ورئيس "الوكالة اليهودية" يقول: إن أيام الهجرة الجماعية ولت.
وقد امتدت حالة اليأس هذه والهزيمة النفسية لتطال الجمادات في جيش الاحتلال ففي تاريخ 17/1 وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على وقوع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في الأسر ومقتل اثنين من زملائه داخل دبابة كانت تعمل في أحد المواقع العسكرية قرب الحدود مع غزة, وبعد مقتل جندي آخر داخل نفس الدبابة خلال الحرب على غزة قرر الجيش الصهيوني إخراج هذه الدبابة من الخدمة، بعد أن سميت "الدبابة المنحوسة".
لقد أدى الكشف عن خلايا الموساد في لبنان وغزة والقبض عليها، وما جرى في عملية اغتيال المبحوح في دبي إلى انتكاسات استخباراتية للكيان بحسب ما وصفت مجلة "إيكونوميست".
حالة اليأس هذه طالت الحلفاء فقد حذر مسؤولون عسكريون صهاينة من انهيار السلطة في حال عدم التوصل قريبا إلى تسوية سلمية بحسب واشنطن 18/11 بوست، وسبق لرئيس الشاباك أن صرح هذا الأسبوع أن البنية التحتية الأمنية ستنهار في 5 دقائق إذا سقطت القيادة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات.
سادساً: الصورة العامة للكيان الصهيوني سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي:
وكان من أبرز أحداث هذا العام الاعتداء على أسطول الحرية مما أدى إلى فقدان الكيان لشريك استراتيجي وهو تركيا حتى أن مجلس الأمن القومي التركي وضع الكيان ضمن الدول التي تشكل تهديدا لتركيا.
كما كان هذا العام حافلاً بالأحداث التي كشفت عن وجه الكيان الحقيقي وممارساته، ففي تاريخ 7/3 كشفت إذاعة هولندا أن مؤسسة "مائير بانيم" العاملة بمجال إغاثة الفقراء بالكيان استخدمت صورة لطفلة تبكي بإعلان إلكتروني، واتضح لاحقاً أنها لطفلة فلسطينية تبكي إثر فقدانها لعائلتها بغارة صهيونية على غزة في يناير 2009.
وفي 14/3 فتح الكيان تحقيقاً حول قيام عنصر يعمل بالصناعات العسكرية بإرسال رسائل لصحف في كولومبيا أفادت أن شركة إلبيت الصهيونية فازت بالمناقصة بعد أن قامت برشوة مسؤولين بالحكومة الكولومبية، ما أدى إلى تجميد كولومبيا للصفقة بعد نشر الصحف للخبر، والتي تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار، وفي تقرير موسع لصحيفة معاريف في 5/4 أظهر فقدان الكيان لمكانته في سوق السلاح وتراجعها من المرتبة الرابعة في التصدير بالعالم إلى الثامنة في العام الماضي بسبب اكتشاف مظاهر الفساد في الصفقات مع مختلف الدول.
وفي 16/3 رفض الرئيس البرازيلي لويس داسيلفا لدى زيارته للكيان, زيارة قبر صاحب فكرة إقامة دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين "تيودور هيرتسل", ووضع إكليل من الزهور كما هو متعارف عليه من قبل الرؤساء الذين يزورون الكيان.
وتحت عنوان: "إسرائيل الصماء المتحدية تقامر بمستقبلها" أعرب الكاتب ماكس هيستنج في مقاله اليوم بصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في 27/3 عن اعتقاده بأن الأمريكيين سيفيقون يوما ما على الثمن الاستراتيجي الباهظ الذي يسدده شعبهم مقابل التجاوزات الإسرائيلية، وأن مأساة إسرائيل هي أنها مجتمع ينظر باطراد إلى الداخل، فخور بالرفاهية التي حققها، أصم لوجهات النظر الأجنبية، يحمل الاحتقار للعرب.
وفي تاريخ 15/4 حظرت هيئة المعايير الإعلانية في بريطانيا إعلانا سياحيا صهيونيا اعتبر القدس الشرقية جزءا من الكيان، وفي 21/4 أسس سياسيون بنيوزلندا تنظيما أطلقوا عليه "لا للسفارة الإسرائيلية" للمطالبة بعدم افتتاحها بعد إغلاق دام 8 سنوات لأسباب اقتصادية.
وفي 26/ 10 انتقد الكيان لقاء أساقفة الشرق بالفاتيكان الذي دعا لإنهاء الاحتلال وعدم استغلال مفهوم التوراة لأرض الميعاد وفكرة الشعب المختار لتبرير الاستيطان.
وقد لخصت زعيمة المعارضة الصهيونية ليفني وصف الكيان بقولها: إن إسرائيل أصبحت معزولة عن العالم، فيما قالت رئيسة كتلة كديما بالكنيست ايتسك: إن مكانة إسرائيل عالميا مستمرة في التدهور، فيما أقرت سفيرة الكيان الصهيوني بالأمم المتحدة أن سمعة الكيان في المنظمة الدولية تدهورت وباتت في الحضيض.
كما أن هنالك جوانب أخرى لا تقل أهمية عما مضى منها الجانب الاقتصادي إذ خسر بنك "إسرائيل" 6,8 مليار شيكل بالربع الأول من2010م ، كما أعلنت شركة نيسل للصناعات الطبية في سديروت عن إغلاقها بسبب خسارة مالية تقدر 10 ملايين دولار بسبب الوضع الأمني باعتبارها مكانا لسقوط الصواريخ، كما كشف تقرير صهيوني أن ثلث الصهاينة يواجهون خطر الفقر، وإنما يستر الكيان عيوبه بالدعم الخارجي وهذا ما أظهره تقرير لصندوق النقد الدولي وفيه أن الهبات التي تصل للكيان من مختلف أنحاء العالم بلغت مليار دولار سنويا 70% منها من الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد دأب الكيان منذ تأسيسه على تصدير أزماته للخارج، وهو كيان مسكون بالخوف والرعب على المستقبل وعلى المصير، ولذا فإن تسارع وتيرة الاستيطان في القدس خاصة مؤشر ضعف لا مؤشر قوة، ومحاولة لإحياء مشروع مات في نفوس أصحابه، وإن تزايد الاعتداءات على المساجد والمقدسات علامة اقتراب نهاية هذا الكيان، لقد قال ديفيد بن غوريون في ذروة نشوة النصر بعد عام 1948: إن إسرائيل ستسقط بعد أول هزيمة تتلقاها.
وبعد … فإن كانت هذه صورة جزئية لحالة بيت العنكبوت في الداخل والخارج، فإن الصورة لن تكتمل إلا بالنظر لها بشكل كامل وإلى كل جوانبها، فلا زال في الصورة المشهد الفلسطيني الذي يزداد تطوراً وتقدماً في مختلف المجالات، وإن كان شيء من الواقع السياسي يكدر ذلك الصفاء، ويخفي الصورة الحقيقة، إلا أننا على يقين باقتراب النصر، وعودة الحق لأهله، وأننا قريباً – بإذن الله- سنصلي آمنين في مسرى رسولنا عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [سورة الروم، 4-6].
خاص بموقع المسلم