لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأودع في نفسه الاستعداد للصلاح من جهة، وللفساد من جهةٍ ثانية، ثم دلّه على طريق الخير، وحذّره من طريق الشرّ، فدعاه إلى تزكية نفسه وتنقيتها وإبقائها متوهّجةً لفعل الخير، مستعدّةً للعمل الصالح، متحفّزةً لرفض كل شرٍّ أو فساد!..
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:7-10).
لكن هل يبقى الخائب خائباً؟!.. ألا من حلٍ له يستطيع به أن يعودَ إلى طريق الخير والفلاح بعد الإمعان في طريق الضلال والخسران؟!.. الحل أو العلاج هو: التوبة!..
التوبة تعني: الرجوع، والمقصود بها هنا الرجوع إلى الله عز وجل بعد ابتعادٍ عنه، أو بعد معصيةٍ أو خطيئة.. فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
5- قبول التوبة مشروط بعدم الإصرار على فعل الشرّ.
يقول ابن كثير رحمه الله: (التوبة النَصوح أن تَبْغُضَ الذنبَ كما أحببتَه، وأن تستغفرَ منه كلما ذكرتَه)!..
ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله عليه:
4- العزم على عدم العودة إلى الذنب أو المعصية، ومعاهدة الله عز وجل على ذلك.