ظل السر حبيساً في دهاليز نظام ملالي قم23سنة، ثم ظهر بغتة مؤخراً، بعد احتدام الصراع بين جناحي النظام: المحافظ والإصلاحي!! فوكالة أنباء فارس شبه الرسمية سددت طعنة لزعماء التيار الإصلاحي، بفضح دورهم في الجريمة القذرة التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني في بيت الله الحرام في الشهر الحرام وفي ذروة موسم الحج لعام1987م!!
صحيح أن الفتنة الصفوية الرهيبة لم تحقق أغراضها الدنيئة كاملة، بفضل الله ثم بفضل يقظة أجهزة الأمن السعودية التي وأدتها في مهدها، بأدنى قدر ممكن من الخسائر.
فما الحيلة في التعتيم على إقرار إيراني على هذا المستوى من الخطورة، باقتراف الجرائم الفظيعة في مكة المكرمة في موسم الحج قبل ما يقرب من ربع قرن؟ فالإعلام الإسلامي يئن تحت ضغوط هائلة تبدأ بضيق ذات اليد، ولا تنتهي بحصار حكومات ليس لأكثرها دين ولا عقل، وبافتراءات إعلام تغريبي مدعوم بكل الطاقات ومفتوحة أمامه جميع الفضاءات إلى حد الاحتكار القسري!!
والإعلام الرسمي كالعهد به لا يجرؤ على الخوض في أي قضية ذات شأن إلا بتوجيه من أعلى، وهذا لا يأتي إلا وفقاً لحسابات الحكومات وحالة الطقس بينها وبين الجهة صاحبة الفضيحة.
وأما الإعلام الخاص الذي يملكه منتسبون إلى الإسلام فمشغول بمسلسلات الفجور وأغنيات المجون وسرقة أموال المشاهدين بالباطل.
لذلك مر الاعتراف الإيراني مرور اللئام على مأدبة اللئام،بالرغم من أهميته القصوى بالمعايير المهنية على الأقل!! فلم يلقَ الخبر أي اهتمام، فلا حلقات خاصة ولا لقاءات متابعة ولا تقارير تكمل القصة وتسعى وراء ما بقي منها….
بل إن الإعلام السعودي غير الرسمي لم يكترث بالفضيحة الكبرى، ولو من باب الانتصار للبلد، الذي تم تكذيب روايته للأحداث في وقتها، بوسائل الغوغاء الرافضية الموروثة، فلما جاء الدليل على لسان القوم أنفسهم، لم يتلقف هذا الإعلام الكرة ويسلط عليها ما تستحقه من إضاءة.
ولنا أن نتخيل –جدلاً- اكتشاف واقعة مماثلة فعلها شباب مسلمون طائشون، ولو كانوا من الشعوب التي يضطهدها الصفويون في ما وراء الستار الحديدي الإيراني؟
فهل تتوقعون أن يتجاهل ذلك أحد من ساسة الغرب والشرق أو من أبواق الغرب والتغريب في شتى بقاع المعمورة؟ التجربة المتكررة تقول –بملء الفم- لا والله!!
أما نحن المسلمين فنقول لطغاة طهران: إن هذه الأساليب لا تنطلي علينا، فأنتم كلكم تحملون وزر تلك الجريمة النكراء لا فرق بين من تسمونهم محافظين ومن تدعونهم إصلاحيين، فقد كنتم حينئذ شركاء متعاونين على الإلحاد في بيت الله الحرام، وليس كشفكم بعض خباياها الآن لأغراض ذاتية يعفيكم من المسؤولية فالنظام هو الذي صنعها وأهلوه جميعاً شركاء في موبقاته من قبل ومن بعد.
*******
دعوة كويتية لواشنطن لاحتلال اليمن!!
كاتب كويتي تغريبي متطرف، نادى في صحيفة الوطن الكويتية مطلع شهر أغسطس 2010م الجاري بأن تقوم سيدته وسيدة أشباهه أمريكا باحتلال اليمن لتخليص العالم العربي من خطر الإرهاب!!! ولأن هذا الخائن الصريح يعلم علم اليقين أن سادته يفرون بجلدهم من البلدان التي غزوها تحت راية الكذب والظلم "محاربة الإرهاب" فإنه يقترح على دول الخليج العربية أن تتسول من الأمريكيين قبولهم غزو اليمن، لحماية مصالح أمريكا في المنطقة!!
فهل باتت الخيانة وجهة نظر في صحافة التغريب العربية، الموصدة في وجه كل دعوة إسلامية معتدلة؟وهل هنالك ما يغذي فكر الغلاة المنحرف مثل هذه الكتابات الصفيقة، التي تستفز البشر بل الحجر، فيأتي المضللون لتوظيفها في خدمة مشروعهم الهدام!!
وكأن قدر أمتنا في الوقت الحاضر هو أن تكون محصورة بين شطط القاعدة وعمالة التغريبيين!!