يبدو أن نظام "آيات الله" لم يعد في حاجة إلى مراوغاته التقليدية التي يعدونها تسعة أعشار دينهم (وإن كانوا يسمونها التقية وينسبونها بهتاناًإلى آل بيت النبوة رضي الله عنهم وأرضاهم).
فعزم القوم على تخريب ، جاءفي هذه المرة معلناً وشبه صريح، فقد أطلق شرارته أعلى رأسين في هرم السلطةفي طهران الرأس الحاكم المطلق علي خامنئي من خلال منصبه كمرشد أعلىللثورة الخمينية، والرأس الواجهة للنظام محمود أحمدي نجاد وإن كان موقعه بالاسم هو رئيس الجمهورية، فالناس في الداخل كما في الخارج يدركون أنها الأداة الأولى لتنفيذ أوامر الولي الفقيه " المعصوم مباشرة أوضمناً"-زعموا-!!!
الرجلان يريدان إفساد الحج على ضيوف الرحمن، لأكثر من هدف خبيث،وإن تدثرابعباءة المواربة لكي يظل القول ملفوفاً، ذا صلة ولو قليلة بمعشوقتهما: التقية، أي إظهار نقيض ما في قلوبهم.فهو تراث عزيز عليهم، كما أن الصراحة التامة سوف تؤذي دعاياتهم وتفضح شعاراتهم، فلا يبقى مجال للضحك على البسطاء باسم فلسطين، ولا تظل هنالك فرصة لأكذوبة التقارب المزعوم مع أهل السنة. فقد ادعى خامنئي وتابعه أن السعودية دأبت على أن تخص "حجاج" إيران بمعاملة سيئة، الأمر الذي جعلهما يطلقان تهديدات صلفة ضد السعودية، بأسلوب يفتقر إلى أدنى درجات اللياقة، أما كونها تهديدات بذيئة بالمعايير الإسلامية فلا ينبغي لعاقل محاكمة القوم بموجبها لأنها ليست من دينهم في شيء–بالنصوص المفتراة وبالسلوك العملي فهم ما بين ذلة وصَغار حال ضعفهم وما بين قوة دموية وفجور في أطوار تمكنهم-.
والجماعة أصحاب سوابق كما يقول علماء الجنايات، فكم أراقوا -مرة بعد مرة- من دماء المسلمين في المشاعر المقدسة وفي أثناء مواسم الحج التي اشتد نهي الشارع الحكيم عن الرفث والفسوق والجدال فيها، وكم سعوا إلى تهريب المتفجرات لاغتيال المؤمنين الغافلين وترويع الآمنين في أطهر بقعة على أديم الأرض وفي فترة من أفضل أوقات السنة لدى أمة الإسلام.
ولعل عكسهم للحقائق الموثقة يضاعف من شناعة جرمهم الغليظ، فالقاصي والداني يعلم أن السلطات السعودية ربما تسامحت مع بعض أفعالهم المنكرة بكثير منغض الطرف، لكنهم يريدون المزيد والمزيد، وقد يكون ذلك التسامح أغراهم بالسعي إلى وقاحة اشد، وكأنهم فسروا الإغضاء النسبي على أنه ضعف، وهذا وهمٌمنهم بكل تأكيد.
وهم في الحقيقة يرومون تحويل موسم الحج إلى مناسبة لممارسة شركياتهم وبث خزعبلاتهم وتمرير أباطيلهم.
وهل يكون انتصارهم الكاذب للمسجد الأقصى الاسير بتخريب مناسك الحج على ضيوف الرحمن أم بتوجيه ترسانتهم التي يتباهون بها إلى اليهود الغاصبين لفلسطين -لو كانوا صادقين-. لكن من يعلم عقائدهم المحجوبة عن عامتهم لاتفاجئه مسرحياتهم الباهتة، فهم واليهود فقط من بين البشر كافة يتفردون بإنكار وجود المسجد الأقصى قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك ينكرون النصوص القرآنية الصريحة والقطعية في دلالتها عن إسرائه صلوات الله وسلامه عليه إلى بيت المقدس!! وكتبهم ملأى بالروايات المكذوبة على آل البيت الكرام، والتي تنص بكل صفاقةعلى تفضيلهم قبر الحسين بكربلاء على الكعبة المشرفة، وكذلك تجعل شد الرحال إلى تلك الأضرحة خيراً من الحج إلى بيت الله الحرام ألف مرة ! أوليسوا أحفاد القرامطة الذين قتلوا حجاج بيت الله وألقوا بجثثهم الطاهرة في بئر زمزم واقتلعوا الحجر الأسود واحتجزوه سنوات حتى كف الله شرهم؟