حين لقيته أول مرة كان يملأ المجلس حيوية وتوهجاً ، ويشد الأنظار إليه بنشاطه المتوثب ، وروحه المرحة ، وحماسه لكل ما يسند إليه ، وقد كانت أفكاره رائعة ، كان يؤمن بالتجديد والإبداع ، ويتحدث عن الفرص العظيمة في الحياة ، في ذلك اللقاء أحسست أن شاباً يتكون الآن لصناعة مستقبل الإسلام والدعوة ، واقتبست من حماسه حماساً ، فوجدتني أسترسل في الحديث عن موضوعاته ، وأهتم بسؤالاته ، وأزمع أن يدوم الوصل بيننا .
قد تسمع باسم داعية في بلد ، أو تقرأ له كتاباً ، فترى رمزاً قادماً ، ثم يطول انتظارك ولا يجيء ، هنا تسأل ما السبب ؟!
الهمة جزء من البناء النفسي الفطري تعززها التربية ، والقراءة الصحيحة للقدرات والظروف المحيطة ، ولبابها التوازن بين المأمول والممكن ..
إنَّ الأمـورَ إذا انسدت مسالكها
لا تـيـأسن وإن طالت مطالبةٌ أخلق بذي الصبرِ أن يحظى بحاجتهِ
|
|
فالصبرُ يفتحُ منها كلَّ ما ارتججا
إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجا ومـدمنِ القرعِ للأبوابِ أن يلجا
|
يَـصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها
وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ
|
|
بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ
وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ
|
إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها
|
|
وَأُفـرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
|