جاءتني تقص قصتها وتحكي حكايتها , وتبث آلامها عندي , وآثرت – بعد اسئذانها – أن أحكي للقارىء بوحها النازف وكلماتها المعبرة ..
جلست تنظر إليه ، وبداخلها ألف سؤال وسؤال ، تتمتم بكلمات غير مفهومة ، تنتظرأن يلتفت إليها ، أو يتحرك من مقعده وينتبه لوجودها ، أويشعر بها وهي تحرك شفتيها ، تصرخ بصوت خافت ، ينبعث من داخلها ، لكنه يخرس أمام خوفها من مواجهته ..
لا تتعبي عقلك وترهقي تفكيرك في متى و كيف ، ولكن اهتمي بأن تحرري نفسك من اوهامك ، وخيالاتك ، ومن خوفك ، وترددك ، وصمتك ، ووجعك .. الذي يقتل كل شيئ جميل فيك ، ولأجله تستحقين أن تعيشي .
فكم نحتاج لمثل هذا الصفح في حياتنا ، وكم نحتاج لنتعلم من أدب الرسول صلى الله عليه وسلم , ونمنع أنفسنا من لحظة الصفح لأجل أن تستمر الحياة بهدوء وتحرمنا من العفو والسماح ، ومن قول الكلمة الطيبة ، إنها كلمة واحدة ، لا تحتاج مني ولا منك لتأشيرة سفر لكي تغادر موطنها وحدودها الجغرافية ، ولا تلزمني وتلزمك آداء مبالغ مالية لكي تصل لقلبك وقلبي وقلوب من حولنا ، فجربها لن يمنعك عنها إلا حالة واحدة أن تظل مصرا على احتفاظك بالكبر ، وحينها ستخسر الكثير بما فيهم أنا