المتأمل لساحة العالم الإسلامي يحزنه كثيراً أن يجد مناطق فيها لا يجد سكانها قوت يومها، أو أن يجد رجال ونساء تخطوا الأربعين من عمرهم دون أن يتزوجوا لا لعلة إلا ضيق ذات اليد، وهذا المتأمل إذا نظر لبلاد الغرب وجد الملذات والرغد في المعيشة والحياة المرفهة.
لكنه يتوقف كثيراً عن نظرات الإعجاب برغد العيش في الغرب بعدما ضربت الأزمة المالية أركان هذا الغرب، وتسريح كبرى الشركات العالمية للآلاف من منسوبيها، وهرولة ساسته للبلدان الإسلامية الثرية ليتسولون منها ما يخرجهم من أزمتهم. حينها يزداد يقين المرء بأن الثروات الإسلامية المتاحة الآن كفيلة بإذن الله أن تحد من أزمة الفقر في العالم الإسلامي، إذا تم التوظيف الشرعي للمال وفق مراد الشارع الكريم.
من هنا سنحاول طرح بعض المقترحات المنهجية العملية لمحاصرة تلك الظاهرة المنغصة للمسلمين في العالم الإسلامي، وتحقيق نوعاً من التكافل الاجتماعي بين أغنياء المسلمين وفقرائهم.