علّميهم يا غزة

مِن نصر الله تعالى لدينه أن أصبحت غزة في هذه الأيام حديث العالم بل صارت تلقّن الدروس للقريب والبعيد.

علميهم أن السبيل الأقوم مع العدو الصهيوني ليس السلام ولا المفاوضات والمبادرات ولا التطبيع إنما هو الجهاد.. والجهاد فقط.

لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو ناراً نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رمادِ

علميهم أن من لا ينتصر على نفسه وشيطانه لا ينتصر في ساحات القتال فإن أُولى خطوات النصر هي في التغيير الداخلي (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهل الذنوب والمعاصي إلا من أسباب الهزيمة والخذلان.

علميهم أن دعم دول الكفر لليهود ليس للمصالح السياسية أو الاقتصادية إنما هو عقيدة قاموا ويقومون عليها.

علميهم أن الذل الواقع على المسلمين هو بسبب بعدهم عن دينهم ولن يرتفع عنهم حتى يراجعوا دينهم كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم.

يا غزة: هل علِموا أنهم يشاركون في وأْدِكِ يوم أن يصمتوا أو يتخاذلوا أمام العدوان الصهيوني وأن الدائرة عليهم فهل علموا إلا فعلميهم.

عَلِمْنا يا غزة أن انتصاراتٍ قد لاحت في الأفق وكم كنتِ يا غزة دروساً للنصر ومعالم للفوز! ألم يتميز الخبيث من الطيب في موقفهم معكِ؟ أين من كانوا يتشدقون بالعبارات أما تخاذلوا؟ ألم يتبين العملاء والموالون للأعداء؟ أين الرافضة وهل كانوا إلا سبب النكبات على الأمة؟

يا غزة علميهم أنك أحييت في الأمة روح الجهاد وأعدْتِ العزة لمن كان يتخوف من الحديث فقط عن الجهاد.

هل علموا وإلا فعلميهم أن شعارات الغرب في حفظ حقوق الإنسان أو الديموقراطية أو المساواة تسقط دفعة واحدة عند أدنى مصلحة لهم حتى يصبح الجندي مظلوما مدافعا عن نفسه عندما يقتل طفلا ويصبح الطفل إرهابيا.

علميهم وعلميهم وعلميهم أن كلا سيحاسَب وحده أمام الله فهل يقول كنت أرقب فلانا أو أنتظر دور جهةٍ ما ثُم أصنع عند ذلك شيئا.

ختاماً: سيقول كلُّ أحدٍ سأبذل ما أستطيع لكني أقول: "بالله عليكَ هل بذلتَ فعلا كل ما تستطيع"

وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.