همة برس – خاص للمسلم
أكد فضيلة الداعية الإسلامي الشيخ محمد الراوي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن واقع المسلمين في تفرقهم وتفريطهم هو سبب هزائمهم، مطالبًا الأمة بضرورة التوحد والوحدة، ورص الصفوف لتكون على قلب رجل واحد، لنكون أهلا لأن يمدنا الله بنصره وتأييده.
وقال الشيخ الراوي، الرئيس الأسبق لقسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، في حديث خاص لموقع "المسلم": إن واقع الأمة وما يحدث في غزة يفرض على الأمة أن يغيروا من أنفسهم حتى يغير الله ما هو واقع بهم، استشهادًا لقول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ )[ الرعد:11].
مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
* إذا كنت ترى الواقع مؤلم لهذه الدرجة، بالنسبة لأمة الإسلام، فما المفروض أن تقوم به الأمة للخروج من هذا المأزق؟
** هذا الواقع المؤلم الذي شاء الله عز وجل أن تراه الدنيا في غزة يفرض عليهم أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله ما هو واقع بهم، استشهادًا بقول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له، ومالهم من دونه من والٍٍ )[ الرعد:11]، كما أن سنن الله، ونحن جميعًا نعلمها وندركها، لا تتجاهل أحدًا ولا تتبدل ولا تتحول، تطالب الجميع بالتغيير حتى يغير الله حالنا من الهزيمة إلى النصر بإذن الله.
ولذلك فإن الأمر الواقع يحتاج لتغير وتغيير، تغير بالأنفس وتغيير ما يجب تغييره لإصلاح هذه الأمة، ولابد أن يطول هذا التغيير الأفراد والمؤسسات لأن ما سجلته أحداث غزة يؤكد أن هذه الأمة أصيبت بالغثائية والفشل وذهاب الريح.
فنحن مع المظلوم ولو كان من غيرنا ونحن على الظالم ولو كان منا عملا بقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم" (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره).
ويكفي أن نتدبر آية واحدة من كتاب الله عز وجل وصفت لنا حالهم إلى يوم القيامة وجاء فيها (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (64) المائدة، وأقول إن طفلنا الصغير في جميع ديارنا الإسلامية يعلم أن كلمة يسعون تفيد أن سعيهم في الفساد لا يتوقف لأنها تفيد الاستمرارية.
ولو نظرنا إلى الحديث بتمعن سنجد فعلا الغثائية التي نراها واضحة أمام أعيننا، والتي وصلت إلى حد أن يجتمع هؤلاء الولاة مع بعضهم البعض فلا يستطيعون فعل شيء، ولا يحققون أي شيء، ولا أدرى متى نفيق من غفلتنا؟، ومتى نبعث من الموات؟، ومتى نستطيع أن نحقق عزمًا يرضاه الله فيمدنا ينصره وتأييده.
وأقول لحكام الأمة لابد من الإسراع إلى التعاون والتضافر والتماسك، وكفانا أن نقدم للعدو نصرا بفشلنا، أرجوكم جميعا تناسوا خلافاتكم ومشاكلكم، ودعوا التمزق الذي يمنحهم نصرا سهلا، فوالله لو اتحدت أمتنا ساعة واحدة لهزت الأرض بقوتها ووحدتها، ولعملت لهم إسرائيل ألف حساب، ولغيرت أمريكا حساباتها، أطالبهم بالعودة إلى كلمة سواء، ولا أتهم أحدا بالخيانة.