وقلب النظر إن شئت في خواتيم من حولك ..واختر لنفسك مثالا تحب أن يُختم لك بمثله ,لترى خاتمتك , و تحدد معالمها وترسم أُطُرَها ,وازرع لنفسك , لتحصد ثمرة زرعك ,, وكما تُدين تدان والجزاء من جنس العمل .
إنها الشهادة في سبيل الله تعالى , إرضاءله وإعلاء لكلمته , وإعزازا لدينه , وانتصارا لأوليائه …الشهادة في سبيل الله تعالى التي يصطفى الله لها من أحب من عباده , ويتخذهم أولياء له من دون الناس " ويتخذ منكم شهداء " وهنا تشرئب النفوس المؤمنة لبلوغ تلك المرتبة العلية والمنزلة الكريمة , وهذه تحية إجلال وإعظام نهديها لهؤلاء المصطفين , نعرف نفوسنا بهم , ونحدثها بعظيم منزلتهم ومكاتهم , لعلنا نبلغ مبلغهم …الشهداء .
إن من مات ولم يخطو خطوة في طريقهم , أو يقتفي أثرهم , أو يحدث نفسه بسلوك دربهم , واللحاق بركبهم مات ميتة جاهلية – كما في الحديث – , وشتان بين النور والظلمة , والصدق والمراوغة , والحرية والعبودية , والشرف والمهانة (وما يستوي الأحياء ولا لأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور)؟؟!
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تضمن الله تعالى لمن خرج في سبيل الله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله عز وجل أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل )) أخرجه مالك والشيخان .