منذ أن دخلت مجال التعليم في السنوات العشر الأخيرة , وأنا أجد أن قطار التعليم بدا في الانحراف بشكل مخيف وخاصة في التعليم العام , وكلما حاولت التأمل والتفكير في هذا العالم أجد أني في حيرةً من أمري , ولكن عندما نُبحر في هذا العالم , وخاصة التعليم في القرون السابقة نجد أن نفتقد كثير من الحلقات المترابطة , ووجود كثير من المعوقات التي تجعلنا نعيش في عالم متخبط وغير منتج وفعال . وعندما نقوم بمقارنة بسيطه نجد الفرق الكبير والأثر النفسي الذي سيتأثر فيه كثير من المعلمين والمربيين الجادين والمحبين للتريبة أولاً , والمحبين للمهنة التعليم والتدريس ثانياً .
لقد شهد التاريخ للمعلم بالرفعة والاحترام , فكان تاج الرؤوس ذا هيبة ووقار لا يجارى ولا يبارى في المجتمع فهو الأمين المستشار وهو اللب الحنون البار لدى الكبار والصغار , وقاضيهم عند النزاع والشجار, وهو كالسراج ينير الدرب للسالك يروي العقول والأفكار ويحرسها من شبه الأشرار. هذه حقيقة ما كان عليه العلم في السابق وهكذا عرف في المجتمع , وأوصافه لا تكاد تجمع لأحد يعرف بها غيره بين الناس
تذكرت قولة الشاعر أحمد شوقي في المعلم
فهكذا كانوا وهذه هي أخبارهم ولذا فقد جنوا نتاج الجهد والبذل والتقدم أما المعلم اليوم فإن القلب ليتقطع حسرة وهو بين جدران المدارس النظامية لا يكاد يسلم من أذى اللسان في السر والعلن , فاستوي عند الطالب ظهر المعلم ووجهه . بل أصبح الطالب يكنُ له العداوة والبغضاء ويتربص به الدوائر أينما وجده لينتقم منه , ولكن هذا ليس في جميع الطلاب ولكن البعض منهم .
قال ابن القيم أن المهابة أثر امتلاء القلب بمهابة الرب ومحبته و وإذا امتلأ بذلك بذلك حل فيه النور ولبس رداء الهيبة , فاكتسى وجهه الحلاوة والمهابة فحنت إليه الأفئدة وقرت به العيون
والمعلم هو نقطة البداية والانطلاقة للتربية الجادة وللتعليم الأمثل ولا يقوم اى مجتمع إسلامي على الأرض ألا بنهوض المعلم والمعرفة بقدره والاعتراف بفضله والقيام بحقه والعودة به إلى مكانته وسلطانه في المدرسة والبيت وفي نفوس الأبناء والطلاب ولنعيد له هيبته المفقودة ومنزلته اللائقة في المجتمع وهذه هي الغاية المنشودة التي لا يساوم عليها ولايعدل عنها إلى غيرها