قبلة على رأس الشيخ القرضاوي.. تصريحات فضفاضة.. توقيع على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحمل بين جنبيه نسفاً لأركان المذهب الشيعي.
لا ضير في كل هذا، ما دام يرتق خرقاً صنعته وكالة "مهر" ومحررها السياسي الأرعن حسن هاني زاده، خبير الشؤون الدولية بالوكالة، وفتح النار على تلك العقائد الفاسدة التي لا بقاء لها إلا في الظلام وتحت ستار التقية الكثيف.
هل يمكن فهم سلوك من وصف حديث الشيخ القرضاوي بأن "تصريحاته تثير الفرقة وتتنافى مع مقاصد الاتحاد العام للمسلمين الذي يرأسه" وبأنها مثيرة للفتنة، وأنها ناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرِّفة التي تقدِّم معلومات مفتراة، فيقع الشيخ القرضاوي تحت تأثيرها!!، ثم عاد فقبل رأسه وقال بكل وضوح بأنه أحد أبرز أعلام الأمة إلا في إطار كونه تجسيداً لا لبس فيه لأسلوب المداراة والمخادعة والكذب المعروفة اصطلاحا لدى الشيعة الإمامية باسم التقية؟!
علي التسخيري لا يغرد خارج سرب مراجع الشيعة المعروفين في اتخاذ التقية جسراً للتلبيس على المسلمين فحسب، بل هو ينتمي إلى فريق في الحركة السياسية الشيعية مأذون بالحديث في الأمور الخلافية بالمتناقضات وبهامش تحرك أوسع كثيراً من بقية المراجع الشيعية، منذ أن سمح خلف الخميني، علي خامنئي بإعادة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي أنشئت في الأربعينيات من القرن الماضي لتكون جسراً إلى التسويق للمذهب داخل الوسط العلمي الإسلامي السني عن طريق الالتقاء مع الشيوخ محمود شلتوت وحسن البنا والمدني والباقوري من جهة، والمراجع الشيعية كالقمي وكاشف الغطاء والشهرستاني والماجوردي، ولكن في صورة جديدة ثورية، وأوكل للتسخيري بقيادة الفريق الشيعي المأذون ـ كما تقدم ـ بالتعاطي مع الجانب السني مع حظ وافر من هامش التحرك تحت طائلة التقية.
وهذه الأخيرة، هي التي جعلت التسخيري لا يجد بأساً في اتهام الشيخ القرضاوي بإثارة الفتنة وضرب مصالح المسلمين ومناقضة أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والحدث عنه بعد نحو شهر بأنه "علم من اعلام الأمة الاسلامية، ونعتقد انه مجاهد يتمتع بكثير من الخصائص التي يفتقدها باقي العلماء والدعاة، جهاد متواصل، موقف مستقل، دعوة كبرى للتقريب بين المذاهب، ودفاع عن الحقيقة، هذه أمور تتوفر فيه" [صحيفة الشروق اليومي الجزائرية 16/10/2008].
وهذه الأخيرة هي التي جعلت من التسخيري قميناً بأن يلعب الدور السياسي الكبير الذي قام به بالتوقيع على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي شدد على تبجيل الصحابة وتجريم سبهم والانتقاص منهم، ما ساهم كثيراً في تبييض وجه بدا أكثر كلاحة في الوكالة وعبر مرجعيات لم تعد تتقن التقية جيداً كما يتقنها التسخيري، من أمثال الكوراني وياسر الحبيب وأحمد خامنئي وغيرهم.
إنه بالتأكيد دور بارز لاشك أن قُم تثمنه للرجل فـ"التقية ديني ودين آبائي" ـ كما ورد في كتب شيعية معتمدة منسوبا زوراً للإمام الصادق رحمه الله ـ وهذه هي التي مكنته من محو "آثار العدوان" الذي طاشت معه حسابات الأقزام فانجلى الليل عليهم فإذا الشيخ شمس ساطعة لم يقدروا على حجب نورها بمظلة!!