اهتم الإسلام بالأسرة وبالبيت المسلم فهو نواة الأمة الإسلامية ، وفيه تعيش الأسرة جزءًا كبيرًا من حياتها فيعتبر كل بيت دولة مستقلة بذاتها لها تعاملاتها الداخلية بين أعضائها والخارجية مع الأفراد خارج نطاقها ، وبالتالي لابد أن يحكمها دستور يشمل مجموعة من القوانين والقواعد المنظمة لها والتي تتسم بالمرونة واليسر أثناء التنفيذ وتكون محركا أساسيا للفرد سواء داخل حدود بيته أو في تعامله مع الآخرين في إطار المجتمع الكبير الذي يعيش فيه ، فهناك الكثير من البيوت المسلمة التي تسير دون أهداف أو قواعد تحركها الرياح كما تشاء فتارة تكون سعيدة هادئة وتارات كثيرة تعصف بها الرياح محدثة شروخ كثيرة في جدارها.
ولكن البيت المسلم الصحيح لابد أن تحكمه مجموعة من القواعد المستمدة من القران الكريم والسنة النبوية المشرفة ، فقد توجهنا إلي الأسر والمتخصصين لوضع بنود هذا الدستور التي نحاول الوقوف عليها في التحقيق التالي ..
وعن الأسس التي ينبغي أن يُبنى عليها البيت المسلم القدوة ، يوضح الأستاذ بجامعة الأزهر أن هناك أسسا ثابتة لا يمكن الميل عنها أو التهاون فيها والمتمثلة في العبادات من الالتزام بالفرائض من الصلاة والصيام والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا ، وأسس تتسم بالمرونة وهي المعاملات بين أعضاء هذه الأسرة أو بين العالم الخارجي من صلة الأرحام وحسن الجيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .