ويمثل الشباب والأشخاص الذين يعانون من ضائقة مادية أو روحية فريسة سهلة، ودائماً ما يعمل الإنجيليون على تطوير أنفسهم في هذا المجال بسرعة عن طريق المدارس التي يتلقى فيها المتعلمون مقررات دراسية لا تعرفها وزارة التعليم الوطنية، والتي يحتكّ فيها الطلاب المغاربة بنظرائهم الأجانب.. وأصبح هؤلاء الإنجيليون "منصِّرين من الطراز الأول"، إذ إنهم ينظرون إلى كل شخص على أنه "نصراني يجهل نفسه.. نصراني بالقوة يمكن إغراؤه بالدخول في دين يجسِّد الحياة العصرية"..
ومن الأساليب الحديثة التي ينتهجها المنصِّرون في بث دعوتهم: المواقع الإلكترونية، وبث الإرسال الإذاعي والتلفزيوني عبر الأقمار الصناعية، والأشرطة المسموعة والمرئية، وترجمات الكتاب المقدس التي توزَّع بكميات هائلة في مكتبات، مثل: "أوكارفور الكتاب" بالدار البيضاء، و"هاشير" بمراكش، و"كليلة ودمنة" بالرباط وغيرها.
وفي أول فبراير2007م، كشفت مصادر إعلامية مغربية عن "إطلاق موقع إلكتروني جديد للتنصير في المغرب، يعتمد على اللهجة العامية في مخاطبة المسلمين هناك، ويقدّم شهادات حية بالصوت لمغاربة غيّروا دينهم إلى النصرانية، ويتحدثون عن دينهم الجديد وعن المسيح بالعامية المغربية، ويتم الترويج لهذا الموقع بكثافة على شبكة الإنترنت".
وأفاد القسّ "جون ليك بلان"، من الكنيسة النصرانية الإنجيلية بالمغرب، أن هناك حوالي 500 منصِّر من الكهنة يتواجدون بشكل دائم بالمغرب أغلبهم من الأنجلوفون والأمريكان، مقابل 5 قساوسة من البروتستانت مسجَّلين رسمياً في الكنيسة الإنجيلية بالمغرب..
ثقافي أم تنصيري؟!: وشهدت مدينة "أصيلة" في مطلع نوفمبر 2007م تنظيم يوميْن ثقافييْن بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، في سابقة هي الأولى من نوعها، أشرفت عليهما راهبات الكنيسة الوحيدة بالمدينة، والتي خصصت اليوم الأول للحديث عن "مريم العذراء في الإنجيل" ألقاه الكاهن "خراردو سانشس ميلكو" الذي حوّل المحاضرة من عرض علمي إلى نشاط تنصيري صرف استاء منه الحضور من أبناء المدينة، وعبّروا عن امتعاضهم أكثر خلال المحاضرة الثانية التي تمت في وقت صلاة الجمعة، وكانت بعنوان "مريم في القرآن الكريم" من إلقاء "جارة الله منظريول" التي قدمت من إسبانيا وادّعت أنها مسلمة، حيث سجّل الحضور الأخطاء المتكرّرة في عرض الآيات القرآنية وتأويلها بطريقة تخدم أهدافها..
وتسبب عقد المحاضرة الثانية في وقت صلاة الجمعة في إحراج شديد للسلطات المحلية، التي حضرت النشاط الثقافي الكنسي، ما اضطر قائد المقاطعة إلى الانصراف للصلاة ولحق به معظم الحضور من أبناء المدينة المسلمين، في حين تشبّث منظمو النشاط من النصارى باستكمال اللقاء.
وتؤكد تقارير إعلامية عربية وغربية وجود 800 منصِّر بالمغرب يعملون تحت غطاء العمل الخيري والاجتماعي،، مستغلين الفقر والأمية، ومعتمدين على تشويه الدين الإسلامي، وأن عام 2004م شهد وحده ارتداد نحو 2000 مغربي عن إسلامهم.. كما تحدثت تقارير صحفية عن وجود 13 كنيسة بالمغرب تعمل في مجال التنصير، واحدة في مراكش، وست في الدار البيضاء، وخمس في الرباط، وواحدة في العيون..
وحذّرت المناقشات البرلمانية من أن هدف المُنصِّرين هو أن يُدخلوا 10% من المغاربة إلى النصرانية حتى عام 2020م، وأن جماعات التنصير أغرقت المغرب بأناجيل "متى" و"مرقص"، وأن أنشطتها لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية، بل اخترقت جميع المجالات.
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه موقع حركة التوحيد والإصلاح حول أسباب تنامي ظاهرة التنصير بالمغرب (حتى يوم 23أبريل2005م) قد أوضحت أن نسبة 38,25% أرجعت السبب إلى استغلال الظروف المادية والاجتماعية، فيما أكدت 29,49% أن ضعف الثقافة الإسلامية والحصانة الذاتية هو السبب في الظاهرة، بينما ذهبت آراء 19,35% إلى أن التساهل الرسمي مع المنصِّرين الأجانب هو السبب.. وأتى تقصير العلماء والدعاة، وتشويه صورة الإسلام لدى بعض المغاربة في المرتبتين الأخيرتين بنسبتَيْ 11,06% و1,85% على التوالي.
ــــــــــــ
المصدر/ مجلة المجتمع
بتاريخ: 09/02/2008