ليس كل من ينجو من سهام الحرب يفلت من أشواك “المصالحة” و”السلام”، وربما كانت الأخيرة الأشد إيلاماً على صاحبها حين يختزل تاريخه وحياته في لفظة من أربعة حروف؛ فلفظ “خائن” هو أيسر كلمة تقال على من جلس على مائدة التفاوض وقدم بعض التنازلات.
وفي عُرف أنصار شيخ شريف أحمد (42 عاما) رئيس المحاكم الإسلامية الصومالية، والمسؤول عن تسيير شؤونها اليومية، وأبرز قادتها؛ فإن زعيمهم الذي قاد التفاوض في جيبوتي مع “الحكومة الصومالية” برعاية أممية قد تمكن من اقتناص عدة نجاحات للتحالف من أجل إعادة تحرير الصومال الذي يقوده أيضاً بمشاركة من المحاكم الإسلامية التي يترأسها أهمها تحديد موعد زمني للانسحاب الإثيوبي من الصومال, وكسب اللعبة السياسية بتجنيب المقاومة الصومالية قضية الإرهاب العالمي, وتقليص دور الحكومة الإثيوبية في تأثير على المجتمع الدولي والأمم المتحدة وسعيها في تقديم صورة سيئة عن المقاومة الصومالية.
وفي تقديره؛ فإن “التحالف قدم تنازلت” من أجل توقيع هذه الاتفاقية “المريرة”، لكن في تقدير قيادي بارز في المحاكم هو الشيخ طاهر أويس؛ فإن الاتفاقية ليست أكثر من “قمامة”، وفي اعتقاد زكريا محمود نائب شيخ شريف أحمد في التحالف؛ فإن ما حصل من شريف “خيانة”.
غير أن القيادي الشاب شريف يبدو متحمساً لتحقيق الاتفاقية والشروع في المصالحة ووقف نزيف الدم إلى الحد الذي جعله يعتذر عن تصريحات مخالفيه في التحالف، ويدعو الجميع لدعم الاتفاقية.
العارفون بطريقة تفكير شريف الشيخ الأزهري، وخريج كلية الشريعة والقانون بالجامعة المفتوحة قبل عشرة أعوام، يدركون أن الحبر الذي أمضاه على وثيقة الاتفاق ماهراً بها توقيعه، لم يكن قد انساب جزافاً وإنما اتساقاً مع قناعات أبداها من أول يوم أعلن فيه مقته للحرب بين أبناء الشعب الصومالي، حين فارق محمد ديري، أمير الحرب وهو ينتمي إلى نفس عشيرته والذي كان مسيطرا على جوهر قبل ستة أعوام، وتنقل من التدريس إلى المحاكم إلى التجارة نائياً بنفسه عن تلك الحرب التي كانت دائرة بين أمراء الحرب ومهووسي الدماء، ولم يكن يدفع ثمنها إلا الشعب الصومالي كما يدفعه الآن بعد الاحتلال الإثيوبي لبلاده.
وعندما انتخب رئيساً للمحاكم الإسلامية بالصومال بعد أن كان أحد مؤسسيها الرئيسيين لم يكن أيضاً متحمساً إلا للدفاع عن الضعفاء نائياً إلى حد كبير عن الحرب التي أرغمه أمراء الحرب من خصومه على خوضها فقاد المحاكم للانتصار عليهم إلى جانب قادة آخرين.
يصفه بعض خصومه بالاعتدال، ويصف نفسه وأنصاره بالوسطية، على أن طريقته في إدارة الصراع مع الإثيوبيين وحلفائهم من ميليشيات الحكومة، وجلوسه إلى الخصوم في مفاوضات جيبوتي لم ترُقْ لكثير من الشباب المتحمس للقتال، ولا لبعض قادة التحالف، وأثارت شكوكاً عند مخالفيه لاسيما مع الطريقة التي أعقبت خروج شيخ شريف من الصومال في أعقاب تراجع قوات المحاكم الإسلامية وتركها العاصمة للإثيوبيين قبل عامين، لكن أنصاره وأيضاً بعض المراقبين قد لا يرون شريف إلا سياسياً “واقعياً” حاول قراءة اللحظة وفقاً لدوائر المحيطين الإقليمي والدولي؛ فلم يجدهما إلا دافعان إلى التأقلم مع معطيات المرحلة والتي تحمل في طياتها ثقلاً بوزن جوعى الصومال وفقرائهم وطغيان المحتل ونسيان العرب وجور الغرب.
وفي عُرف أنصار شيخ شريف أحمد (42 عاما) رئيس المحاكم الإسلامية الصومالية، والمسؤول عن تسيير شؤونها اليومية، وأبرز قادتها؛ فإن زعيمهم الذي قاد التفاوض في جيبوتي مع “الحكومة الصومالية” برعاية أممية قد تمكن من اقتناص عدة نجاحات للتحالف من أجل إعادة تحرير الصومال الذي يقوده أيضاً بمشاركة من المحاكم الإسلامية التي يترأسها أهمها تحديد موعد زمني للانسحاب الإثيوبي من الصومال, وكسب اللعبة السياسية بتجنيب المقاومة الصومالية قضية الإرهاب العالمي, وتقليص دور الحكومة الإثيوبية في تأثير على المجتمع الدولي والأمم المتحدة وسعيها في تقديم صورة سيئة عن المقاومة الصومالية.
وفي تقديره؛ فإن “التحالف قدم تنازلت” من أجل توقيع هذه الاتفاقية “المريرة”، لكن في تقدير قيادي بارز في المحاكم هو الشيخ طاهر أويس؛ فإن الاتفاقية ليست أكثر من “قمامة”، وفي اعتقاد زكريا محمود نائب شيخ شريف أحمد في التحالف؛ فإن ما حصل من شريف “خيانة”.
غير أن القيادي الشاب شريف يبدو متحمساً لتحقيق الاتفاقية والشروع في المصالحة ووقف نزيف الدم إلى الحد الذي جعله يعتذر عن تصريحات مخالفيه في التحالف، ويدعو الجميع لدعم الاتفاقية.
العارفون بطريقة تفكير شريف الشيخ الأزهري، وخريج كلية الشريعة والقانون بالجامعة المفتوحة قبل عشرة أعوام، يدركون أن الحبر الذي أمضاه على وثيقة الاتفاق ماهراً بها توقيعه، لم يكن قد انساب جزافاً وإنما اتساقاً مع قناعات أبداها من أول يوم أعلن فيه مقته للحرب بين أبناء الشعب الصومالي، حين فارق محمد ديري، أمير الحرب وهو ينتمي إلى نفس عشيرته والذي كان مسيطرا على جوهر قبل ستة أعوام، وتنقل من التدريس إلى المحاكم إلى التجارة نائياً بنفسه عن تلك الحرب التي كانت دائرة بين أمراء الحرب ومهووسي الدماء، ولم يكن يدفع ثمنها إلا الشعب الصومالي كما يدفعه الآن بعد الاحتلال الإثيوبي لبلاده.
وعندما انتخب رئيساً للمحاكم الإسلامية بالصومال بعد أن كان أحد مؤسسيها الرئيسيين لم يكن أيضاً متحمساً إلا للدفاع عن الضعفاء نائياً إلى حد كبير عن الحرب التي أرغمه أمراء الحرب من خصومه على خوضها فقاد المحاكم للانتصار عليهم إلى جانب قادة آخرين.
يصفه بعض خصومه بالاعتدال، ويصف نفسه وأنصاره بالوسطية، على أن طريقته في إدارة الصراع مع الإثيوبيين وحلفائهم من ميليشيات الحكومة، وجلوسه إلى الخصوم في مفاوضات جيبوتي لم ترُقْ لكثير من الشباب المتحمس للقتال، ولا لبعض قادة التحالف، وأثارت شكوكاً عند مخالفيه لاسيما مع الطريقة التي أعقبت خروج شيخ شريف من الصومال في أعقاب تراجع قوات المحاكم الإسلامية وتركها العاصمة للإثيوبيين قبل عامين، لكن أنصاره وأيضاً بعض المراقبين قد لا يرون شريف إلا سياسياً “واقعياً” حاول قراءة اللحظة وفقاً لدوائر المحيطين الإقليمي والدولي؛ فلم يجدهما إلا دافعان إلى التأقلم مع معطيات المرحلة والتي تحمل في طياتها ثقلاً بوزن جوعى الصومال وفقرائهم وطغيان المحتل ونسيان العرب وجور الغرب.