ككثير ممن يجولون في ردهات فندق شيراتون الدوحة خلال المفاوضات بين الفرقاء اللبنانيين لا يمكن توقع مواقفه أو تحالفاته؛ فما يقال اليوم يصعب أن يظل كما هو بعد عدة سنوات أو قبل أعوام.
في الماضي، حبس فريق من اللبنانيين أنفاسهم بانتظار ما تنجلي عنه الأحداث سريعاً بصورة دراماتيكية في اتجاه مجهول ، هنا بالقرب من قصر بعبدا كان الجميع يتحسبون لمقتل أو استسلام العماد ميشيل عون قائد الجيش اللبناني والذي نصب نفسه حاكماً عسكرياً للبنان على خلفية عملية لبنانية ـ سورية مشتركة للاطاحة به في خريف عام 1990، حين كان السوريون خصومه في لبنان، فجأة ظهر القائد المسيحي البارز في السفارة الفرنسية في لبنان، سرعان ما جرت تسوية تبدت معها العلاقة الممتازة مع دولة الاحتلال السابقة للبنان/فرنسا، وحزم عون حقائبه باتجاهها، حيث أقام في قصر فاخر جداً، مطلقاً شعاراته الثورية من هناك لأنصاره.
زعيم “التيار الوطني الحر” كان أكثر الصقور شراسة في رفض الوجود السوري في لبنان إلى الحد الذي جعله يعبر حتى الخطوط الحمراء لمسألة عروبة لبنان وهويته الوطنية وعلاقته بالآخرين كجزء من “الشرق”، لكنه الآن أكثر الحمائم دفاعاً عن حلفاء سوريا الأقوياء في لبنان.
ربما المنفى الفرنسي له مذاقه “الثوري” الخاص، ذاك الذي حمل علي الموسوي الخوميني ذات يوم ليحكم إيران بعد أن هيأ الشعب الإيراني لقبول حكم الملالي، هو ذاته الذي أذاب جبال الجليد بين سياسيي الحرس الثوري في لبنان وزعيم التيار الوطني الحر، ربما، أو ربما تطلعات قديمة لم تجد طريقها للتحقيق برئاسة لبنان من قبل الجنرال الثائر والمراهن دوماً على الفرس الخاسر، سواء أكان مع فرنسا ضد سوريا أو مع سوريا ضد الولايات المتحدة.
وليس خسران عون كونه راهن على فرس “حزب الله” حين أبرم اتفاقاً معه في فبراير 2006، بل في رفض الحزب ومنظمة “أمل” ترشيحه للرئاسة، واعتراض الموالاة عليه، بعدما كان جزءاً منها منذ عودته من منفاه الفرنسي في مايو 2005 بعد 15 عاماً قضاها في المنفى الفرنسي؛ فالعائد مجللا بشارات النصر في هذا العام والمنتصر في انتخابات العام ذاته خيب رجاء أتباعه المسيحيين بعدما نسف كل تاريخه “الثوري” بعدما رهن القرار المسيحي المتمثل حينها بقوة في “التيار الوطني الحر” لـ”حزب الله” الحليف الأقوى والأكثر تأثيراً في اللعبة السياسية، وحتى العسكرية التي خسرها عون مرتين، مرة حينما حوصر في قصر بعبدا في أكتوبر 1990 من قبل السوريين، وأخرى عندما ارتضى أن يكون الطرف الأضعف في تحالف يقوده “حسن نصر الله” صاحب الميليشيا الكبيرة في لبنان، وأكبر قوة عسكرية فيها.
الخسارة الأكبر التي مني بها العماد عون (73 عاماً) كان انحسار أتباعه عنه وانفضاض أكثر من ستمائة ألف استقبلوه لدى عودته إلى بيروت (مدينته التي ولد بها) قبل ثلاثة أعوام، إذ رأوه قد حرف أمانيهم “التحررية” ورهنها لحزب إيراني طائفي في نظر الكثيرين منهم حزب “رجعي” يفرض على لبنان ـ إن تحكم كلياً به ـ نمطاً معيشياً لا يقبلونه (مع أن هذا الحزب الذي يدين جنبلاط وجعجع الآن لا يكاد يوجه انتقاداً مماثلا لما كان يفعله مع العماد عون إبان تمرده على سوريا)؛ بما جعل عون لا يمثل الآن إلا قطاع محدود من المسيحيين في لبنان، وأضعف تالياً أوراقه في تحالفه مع حسن نصر الله، وجعله يكاد لا يمثل إلا قشرة مسيحية لحزب إيراني!!
في الماضي، حبس فريق من اللبنانيين أنفاسهم بانتظار ما تنجلي عنه الأحداث سريعاً بصورة دراماتيكية في اتجاه مجهول ، هنا بالقرب من قصر بعبدا كان الجميع يتحسبون لمقتل أو استسلام العماد ميشيل عون قائد الجيش اللبناني والذي نصب نفسه حاكماً عسكرياً للبنان على خلفية عملية لبنانية ـ سورية مشتركة للاطاحة به في خريف عام 1990، حين كان السوريون خصومه في لبنان، فجأة ظهر القائد المسيحي البارز في السفارة الفرنسية في لبنان، سرعان ما جرت تسوية تبدت معها العلاقة الممتازة مع دولة الاحتلال السابقة للبنان/فرنسا، وحزم عون حقائبه باتجاهها، حيث أقام في قصر فاخر جداً، مطلقاً شعاراته الثورية من هناك لأنصاره.
زعيم “التيار الوطني الحر” كان أكثر الصقور شراسة في رفض الوجود السوري في لبنان إلى الحد الذي جعله يعبر حتى الخطوط الحمراء لمسألة عروبة لبنان وهويته الوطنية وعلاقته بالآخرين كجزء من “الشرق”، لكنه الآن أكثر الحمائم دفاعاً عن حلفاء سوريا الأقوياء في لبنان.
ربما المنفى الفرنسي له مذاقه “الثوري” الخاص، ذاك الذي حمل علي الموسوي الخوميني ذات يوم ليحكم إيران بعد أن هيأ الشعب الإيراني لقبول حكم الملالي، هو ذاته الذي أذاب جبال الجليد بين سياسيي الحرس الثوري في لبنان وزعيم التيار الوطني الحر، ربما، أو ربما تطلعات قديمة لم تجد طريقها للتحقيق برئاسة لبنان من قبل الجنرال الثائر والمراهن دوماً على الفرس الخاسر، سواء أكان مع فرنسا ضد سوريا أو مع سوريا ضد الولايات المتحدة.
وليس خسران عون كونه راهن على فرس “حزب الله” حين أبرم اتفاقاً معه في فبراير 2006، بل في رفض الحزب ومنظمة “أمل” ترشيحه للرئاسة، واعتراض الموالاة عليه، بعدما كان جزءاً منها منذ عودته من منفاه الفرنسي في مايو 2005 بعد 15 عاماً قضاها في المنفى الفرنسي؛ فالعائد مجللا بشارات النصر في هذا العام والمنتصر في انتخابات العام ذاته خيب رجاء أتباعه المسيحيين بعدما نسف كل تاريخه “الثوري” بعدما رهن القرار المسيحي المتمثل حينها بقوة في “التيار الوطني الحر” لـ”حزب الله” الحليف الأقوى والأكثر تأثيراً في اللعبة السياسية، وحتى العسكرية التي خسرها عون مرتين، مرة حينما حوصر في قصر بعبدا في أكتوبر 1990 من قبل السوريين، وأخرى عندما ارتضى أن يكون الطرف الأضعف في تحالف يقوده “حسن نصر الله” صاحب الميليشيا الكبيرة في لبنان، وأكبر قوة عسكرية فيها.
الخسارة الأكبر التي مني بها العماد عون (73 عاماً) كان انحسار أتباعه عنه وانفضاض أكثر من ستمائة ألف استقبلوه لدى عودته إلى بيروت (مدينته التي ولد بها) قبل ثلاثة أعوام، إذ رأوه قد حرف أمانيهم “التحررية” ورهنها لحزب إيراني طائفي في نظر الكثيرين منهم حزب “رجعي” يفرض على لبنان ـ إن تحكم كلياً به ـ نمطاً معيشياً لا يقبلونه (مع أن هذا الحزب الذي يدين جنبلاط وجعجع الآن لا يكاد يوجه انتقاداً مماثلا لما كان يفعله مع العماد عون إبان تمرده على سوريا)؛ بما جعل عون لا يمثل الآن إلا قطاع محدود من المسيحيين في لبنان، وأضعف تالياً أوراقه في تحالفه مع حسن نصر الله، وجعله يكاد لا يمثل إلا قشرة مسيحية لحزب إيراني!!