بارع هذا الرجل في تنفيذ طموحات لا يمكن تحقيقها لأمريكا وحليفتها الأولى “إسرائيل” بالقوة، وإنما عبر التكتيك الناعم، والابتسامات العريضة، وسياسة الحلول الوسط.
من بين العديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وكبار ساستها السابقين الباقين على قيد الحياة، يبرز الرئيس التاسع والثلاثين لهذا البلد الكبير (1977-1981)، ولا يكاد يخلفه في محاولته الدؤوبة في تجميل وجه أمريكا إلا نائب الرئيس السابق آل جور.
عرفته هاييتي كأحد الوسطاء الفاعلين الذين ضمنوا عودة آرستيد إلى حكمها، لكن المنطقة العربية عرفته أكثر من مرة بعد تدخله في ما يسمى عملية السلام بين العرب و”إسرائيل”، في العام 1978 عندما قام بتمرير عملية عزل مصر عن المحيط العربي في عملية كامب ديفيد عندما وقع الرئيس المصري السادات مع رئيس الوزراء الصهيوني مناحم بيجن معاهدة كامب ديفيد التي عُرفت كأحد أهم أسباب التفكك العربي فيما بعد حرب أكتوبر 73، والتي حصلت بموجبها مصر على شبه جزيرة سيناء كأرض يمكن استصلاحها زراعياً أو “تنميتها” سياحياً، من دون أن يحق لمصر حق بسط قواتها العسكرية عليها.
كارتر الذي ينتمي للكنيسة المعمدانية الأمريكية، ويعد “مسيحياً متديناً” لم يبرح جلسات الوعظ في الكنيسة حيث يقيمها بنفسه منذ أن عرفته السياسة الأمريكية وحتى اليوم، إلا أن بعضاً من أفكاره الباطنية قد صارت أكثر غموضاً الآن، بعد إصدار كتابه ” قيمنا التي في خطر، الأزمة الأخلاقية لأمريكا”، والذي حمل فيه على اليمين المسيحي الأمريكي، لكنه يوافقه في معظم أهداف سياساته في المنطقة العربية، وإن اختلفت الوسائل.
وهو متفرد بدأبه في تحريك أحجار الشطرنج الإقليمية حيثما ارتحل تحت لافتة دفع عملية السلام بين أطراف متحاربة لاسيما في إفريقيا التي ساعد المنصرين كثيراً على مهماتهم فيها إبان كان في الحكم بشكل مباشر وفعال، وبجهد وفاعلية أقل بعد أن غادر البيت الأبيض، غير أن المجال الأهم لكارتر لا يزال في قلب العالم الإسلامي، حيث فلسطين من بعد مصر؛ فقد شارك كارتر في مهمة مراقبة الانتخابات التي جلبت حماس إلى السلطة في أجزاء ما يعرف بأراضي السلطة الفلسطينية، ثم عاود إلى المنطقة ليدير ملف من أخطر الملفات، وهو استعداد إدماج حركة حماس المقاومة في “عملية السلام”.
الأخطر في مهمة كارتر برغم كل ما قاله عن لا إنسانية “إسرائيل” وما يحمله من جائزة “مشبوهة” للسلام/نوبل للعام 2002، هو تلك المساعي التي يبذلها هذه المرة لعزل حماس عن محيطها الشعبي الممتد خارج تراب فلسطين، إذ إن الرجل البالغ من العمر 84 لم يزل بكامل قواه العقلية القادرة على إحداث هوة في جدار المقاومة ولو لم يكن قد فعل أكثر من الجلوس إلى قادة حماس للاستماع إليهم، إلا أنه يدرك جيداً ماذا تعني تلك المبادرة في ظل كراهية متنامية في الداخل العربي للولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة عن كل مصائب المنطقة تقريباً.
وجلوسه إلى قادة حماس وإن كان لا يشينهم؛ فإنه قد لا يلقى ارتياحاً من مناصريها الحذرين من مجرد استذكار تجربة كامب ديفيد الأولى ومغبتها على المنطقة..
وقد لا نشك في قدرات حماس على المناورة، لكن من حقنا أن نشك في مهمة كارتر ومراميها؛ فبعض الظن إثم، لكن محال ألا نظن في الرجل سوءاً برغم ابتسامته العريضة!!
من بين العديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وكبار ساستها السابقين الباقين على قيد الحياة، يبرز الرئيس التاسع والثلاثين لهذا البلد الكبير (1977-1981)، ولا يكاد يخلفه في محاولته الدؤوبة في تجميل وجه أمريكا إلا نائب الرئيس السابق آل جور.
عرفته هاييتي كأحد الوسطاء الفاعلين الذين ضمنوا عودة آرستيد إلى حكمها، لكن المنطقة العربية عرفته أكثر من مرة بعد تدخله في ما يسمى عملية السلام بين العرب و”إسرائيل”، في العام 1978 عندما قام بتمرير عملية عزل مصر عن المحيط العربي في عملية كامب ديفيد عندما وقع الرئيس المصري السادات مع رئيس الوزراء الصهيوني مناحم بيجن معاهدة كامب ديفيد التي عُرفت كأحد أهم أسباب التفكك العربي فيما بعد حرب أكتوبر 73، والتي حصلت بموجبها مصر على شبه جزيرة سيناء كأرض يمكن استصلاحها زراعياً أو “تنميتها” سياحياً، من دون أن يحق لمصر حق بسط قواتها العسكرية عليها.
كارتر الذي ينتمي للكنيسة المعمدانية الأمريكية، ويعد “مسيحياً متديناً” لم يبرح جلسات الوعظ في الكنيسة حيث يقيمها بنفسه منذ أن عرفته السياسة الأمريكية وحتى اليوم، إلا أن بعضاً من أفكاره الباطنية قد صارت أكثر غموضاً الآن، بعد إصدار كتابه ” قيمنا التي في خطر، الأزمة الأخلاقية لأمريكا”، والذي حمل فيه على اليمين المسيحي الأمريكي، لكنه يوافقه في معظم أهداف سياساته في المنطقة العربية، وإن اختلفت الوسائل.
وهو متفرد بدأبه في تحريك أحجار الشطرنج الإقليمية حيثما ارتحل تحت لافتة دفع عملية السلام بين أطراف متحاربة لاسيما في إفريقيا التي ساعد المنصرين كثيراً على مهماتهم فيها إبان كان في الحكم بشكل مباشر وفعال، وبجهد وفاعلية أقل بعد أن غادر البيت الأبيض، غير أن المجال الأهم لكارتر لا يزال في قلب العالم الإسلامي، حيث فلسطين من بعد مصر؛ فقد شارك كارتر في مهمة مراقبة الانتخابات التي جلبت حماس إلى السلطة في أجزاء ما يعرف بأراضي السلطة الفلسطينية، ثم عاود إلى المنطقة ليدير ملف من أخطر الملفات، وهو استعداد إدماج حركة حماس المقاومة في “عملية السلام”.
الأخطر في مهمة كارتر برغم كل ما قاله عن لا إنسانية “إسرائيل” وما يحمله من جائزة “مشبوهة” للسلام/نوبل للعام 2002، هو تلك المساعي التي يبذلها هذه المرة لعزل حماس عن محيطها الشعبي الممتد خارج تراب فلسطين، إذ إن الرجل البالغ من العمر 84 لم يزل بكامل قواه العقلية القادرة على إحداث هوة في جدار المقاومة ولو لم يكن قد فعل أكثر من الجلوس إلى قادة حماس للاستماع إليهم، إلا أنه يدرك جيداً ماذا تعني تلك المبادرة في ظل كراهية متنامية في الداخل العربي للولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة عن كل مصائب المنطقة تقريباً.
وجلوسه إلى قادة حماس وإن كان لا يشينهم؛ فإنه قد لا يلقى ارتياحاً من مناصريها الحذرين من مجرد استذكار تجربة كامب ديفيد الأولى ومغبتها على المنطقة..
وقد لا نشك في قدرات حماس على المناورة، لكن من حقنا أن نشك في مهمة كارتر ومراميها؛ فبعض الظن إثم، لكن محال ألا نظن في الرجل سوءاً برغم ابتسامته العريضة!!