قد لا يكون مر على الكيان الصهيوني منذ اغتصابه لفلسطين قبل ستين عاماً مثل هذا الوجه السياسي الذي تسلم حقيبة وزارة الخارجية الصهيونية؛ فكل أطياف وألوان من شغلوا منصب رأس الدبلوماسية “الإسرائيلية” على مر العقود نسيج آخر غير ذاك الذي نسجت به شخصية تسيبي ليفني أول وزيرة صهيونية تصافح الساسة العرب في عقر دارهم وعلى محياهم تعلو ابتسامات الترحيب والود.
ما الذي صنعته ليفني بدبلوماسيتها.. ما الذي فعله ساسة الكيان الغاصب.. ما الذي اقترفناه بأيدينا حتى نراها تخطر على أرضنا سعيدة بقفزتها التطبيعية الهائلة؟!
أسئلة تلاحق بعضها، والجواب في عمل صهيوني دؤوب، وضغوط أمريكية متواصلة، وهشاشة عربية متنامية، وتراجع لأدوار الكبار من دول العالم العربي، بيد أن لدى ليفني بشخصيتها الكاريزمية نصيب من تصعيد ذلك كله ووضعه على أول طريق التطبيع المعبد القصير.
فليفني البالغة من العمر 49 عاماً هي ابنة وفية لمؤسس حزب كاديما الذي تنتمي إليه، آرييل شارون، والتي وجد فيها ما يتطلع إليه من كادر صهيوني صاعد يصلح لأن يتبدل بكل الألوان ويجسد الوجه الذي يرجوه السفاحون داخل دواليب الحكم في الكيان الصهيوني للتعاطي مع ملفات التطبيع وتذويب الهويات المتاخمة لحدود الكيان الغاصب.
كمحامية بارعة قفزت إلى عالم السياسة عن طريق جزار صبرا وشاتيلا ظهرت تسيبي ليفني كثاني امرأة تشغل منصب وزيرة الخارجية الصهيونية في عهد شارون المتجمد بين الحياة الموت، وكدبلوماسية حاذقة أمكنها أن تحيل الدم الفلسطيني الطاهر المغموسة به أظافرها إلى طلاء أظافر يلمع في عيون الساسة المطبعين فلا يرون فيها إلا رمزاً للاعتدال وعنواناً لعصر جديد تقوده فينا “إسرائيل” إلى حيث تريد من مشاريع أوسطية نكون فيها ـ كما يؤمن اليهود على الدوام ـ أمميين، نمتطى ولا نقود، ونخضع ولا نسود.
وكحزبية كانت من أمس قريب تنتمي إلى حزب الليكود الصهيوني المتطرف الذي يؤمن بدولة “إسرائيل الكبرى” و”مملكة الرب على أرض أورشليم من النيل إلى الفرات”، صارت أكثر براجماتية من قدوتها شارون الذي أمكنها قبل أن يبقيه الله عبرة للمعاصرين ـ وربما الآخرين اللاحقين ـ الذي أمكنه تبديل جلده وتحوله من هذا الحزب العتيد إلى حزب ناشئ أكثر واقعية؛ فكانت ليفني شارة التحول نحو نهب طريق التطبيع وتحويل “إسرائيل” الحالية إلى “كوبرى” و”كوبرا” من خلال نمط سياسي جديد، يضرب على تحويل الهوية وتمييع القضية، فسمعنا فحيحها في الدوحة هذا الأسبوع تقول: “يمكننا نشر التفاهم من خلال تغيير المواد التي تدعو إلى التحريض والكراهية برسائل من الأمل والقبول المتبادل” (هل تقصد ليفني بالمواد ما بين دفتي المصحف؟!).
ورغم كونها ملازم سابق في الجيش الصهيوني الذي قتل الدرة وإيمان حجو وروع هدى وآلاف غيرهم لم ينقطع إهراق دمهم ونزيفه حتى لحظة كتابة هذه الكلمات وأيضاً حيث كانت تتحدث ليفني عن الديمقراطية في ندوتها بقطر، لا ترى أدنى غضاضة في أن تمد يديها إلى الساسة العرب بعد أن بدؤوها هم بمد أيديهم مصافحين؛ فالبراجماتية هي عنوان المرحلة، وسبق أن علّمها أستاذها شارون ذلك من قبل بالقول: “ليقاطعونا سندعهم حتى يأتون إلينا بأنفسهم”.. وهاهم قد أتوا!!
نعم لقد تحدثت ليفني بكل كبر واعتداد بالذات حتى وهي تصافح الوجوه اليعربية المهرولة، ولديها قناعة حملتها لأن تقول في الدوحة : “إننا دولة يهودية وديمقراطية على حد سواء, ولا تناقض بين هذين المميزين.” .. فكيف لو شاطرها يوماً انهزامي سياسي عربي وقال سنأخذ من الديمقراطية ما يوافق الإسلام.. أو يزيد فيقول: إننا دولة إسلامية .. هل كانت الوزيرة المدللة ستقابله بابتسامة كتلك التي كست وجوه القوم؟!
ما الذي صنعته ليفني بدبلوماسيتها.. ما الذي فعله ساسة الكيان الغاصب.. ما الذي اقترفناه بأيدينا حتى نراها تخطر على أرضنا سعيدة بقفزتها التطبيعية الهائلة؟!
أسئلة تلاحق بعضها، والجواب في عمل صهيوني دؤوب، وضغوط أمريكية متواصلة، وهشاشة عربية متنامية، وتراجع لأدوار الكبار من دول العالم العربي، بيد أن لدى ليفني بشخصيتها الكاريزمية نصيب من تصعيد ذلك كله ووضعه على أول طريق التطبيع المعبد القصير.
فليفني البالغة من العمر 49 عاماً هي ابنة وفية لمؤسس حزب كاديما الذي تنتمي إليه، آرييل شارون، والتي وجد فيها ما يتطلع إليه من كادر صهيوني صاعد يصلح لأن يتبدل بكل الألوان ويجسد الوجه الذي يرجوه السفاحون داخل دواليب الحكم في الكيان الصهيوني للتعاطي مع ملفات التطبيع وتذويب الهويات المتاخمة لحدود الكيان الغاصب.
كمحامية بارعة قفزت إلى عالم السياسة عن طريق جزار صبرا وشاتيلا ظهرت تسيبي ليفني كثاني امرأة تشغل منصب وزيرة الخارجية الصهيونية في عهد شارون المتجمد بين الحياة الموت، وكدبلوماسية حاذقة أمكنها أن تحيل الدم الفلسطيني الطاهر المغموسة به أظافرها إلى طلاء أظافر يلمع في عيون الساسة المطبعين فلا يرون فيها إلا رمزاً للاعتدال وعنواناً لعصر جديد تقوده فينا “إسرائيل” إلى حيث تريد من مشاريع أوسطية نكون فيها ـ كما يؤمن اليهود على الدوام ـ أمميين، نمتطى ولا نقود، ونخضع ولا نسود.
وكحزبية كانت من أمس قريب تنتمي إلى حزب الليكود الصهيوني المتطرف الذي يؤمن بدولة “إسرائيل الكبرى” و”مملكة الرب على أرض أورشليم من النيل إلى الفرات”، صارت أكثر براجماتية من قدوتها شارون الذي أمكنها قبل أن يبقيه الله عبرة للمعاصرين ـ وربما الآخرين اللاحقين ـ الذي أمكنه تبديل جلده وتحوله من هذا الحزب العتيد إلى حزب ناشئ أكثر واقعية؛ فكانت ليفني شارة التحول نحو نهب طريق التطبيع وتحويل “إسرائيل” الحالية إلى “كوبرى” و”كوبرا” من خلال نمط سياسي جديد، يضرب على تحويل الهوية وتمييع القضية، فسمعنا فحيحها في الدوحة هذا الأسبوع تقول: “يمكننا نشر التفاهم من خلال تغيير المواد التي تدعو إلى التحريض والكراهية برسائل من الأمل والقبول المتبادل” (هل تقصد ليفني بالمواد ما بين دفتي المصحف؟!).
ورغم كونها ملازم سابق في الجيش الصهيوني الذي قتل الدرة وإيمان حجو وروع هدى وآلاف غيرهم لم ينقطع إهراق دمهم ونزيفه حتى لحظة كتابة هذه الكلمات وأيضاً حيث كانت تتحدث ليفني عن الديمقراطية في ندوتها بقطر، لا ترى أدنى غضاضة في أن تمد يديها إلى الساسة العرب بعد أن بدؤوها هم بمد أيديهم مصافحين؛ فالبراجماتية هي عنوان المرحلة، وسبق أن علّمها أستاذها شارون ذلك من قبل بالقول: “ليقاطعونا سندعهم حتى يأتون إلينا بأنفسهم”.. وهاهم قد أتوا!!
نعم لقد تحدثت ليفني بكل كبر واعتداد بالذات حتى وهي تصافح الوجوه اليعربية المهرولة، ولديها قناعة حملتها لأن تقول في الدوحة : “إننا دولة يهودية وديمقراطية على حد سواء, ولا تناقض بين هذين المميزين.” .. فكيف لو شاطرها يوماً انهزامي سياسي عربي وقال سنأخذ من الديمقراطية ما يوافق الإسلام.. أو يزيد فيقول: إننا دولة إسلامية .. هل كانت الوزيرة المدللة ستقابله بابتسامة كتلك التي كست وجوه القوم؟!